العراق: تصاعد الاشتباكات بين الجيش والمحتجين السُّنة
المالكي: الجميع سيخسر من الفتنة
وسط مخاوف من عودة الحرب الأهلية التي وقعت عام 2006، تصاعدت الاشتباكات بين الجيش العراقي والمحتجين في عدد من المحافظات، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى، بينهم 19 في الموصل، هم 10 رجال شرطة وتسعة مسلحين.وتعد هذه الاشتباكات التي بدأت إثر اقتحام القوات العراقية ساحة اعتصام قضاء الحويجة في محافظة كركوك الثلاثاء الماضي، الأعنف منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر عام 2011.وشنّ مسلّحون هجوماً في الموصل (مركز محافظة نينوى) على بعد 390 كيلومتراً شمالي بغداد مساء أمس الأول، حيث سيطروا على أجزاء في غرب المدينة بعد أن استخدموا مكبر الصوت في مسجد لحشد السنّة لينضموا إلى المعركة.وبينما أعلنت وزارة الدفاع العراقية سيطرة "إرهابيين" على مراكز حكومية في محافظة صلاح الدين، منها مركز شرطة بلدة سليمان بك، توجهت قطاعات عسكرية كبيرة للجيش العراقي مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لاقتحام البلدة. وقالت مصادر محلية في المحافظة إن مئات الدبابات وسيارات الهمر العسكرية طوّقت البلدة التي لجأ أغلبية سكانها إلى مناطق مجاورة آمنة، مشيرة إلى أن أهالي البلدة "يستغيثون بالقوات الأمنية لحمايتهم من الإرهابيين الذين انتشروا في المدينة".في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة وجّهها إلى العراقيين، أمس، من أن "الفتنة إذا اشتعلت فسيكون الجميع خاسراً، إن كان في جنوب العراق أو شماله أو غربه"، قائلاً: "إن الذين يهيئون لإشعال الفتنة، فليتحضروا لأنها ستحرق أصابعهم".ودعا المالكي إلى اتقاء الفتنة بكل الوسائل، مؤكداً استعداد حكومته للحوار والتفاهم لحل المشكلات في البلاد. واعتبر أن "ساحات المطالب المشروعة مخترقة بأيدي مثيري الفتنة".ولم يتطرّق رئيس الوزراء في كلمته إلى ملابسات أحداث الحويجة، مكتفياً بالدعوة إلى احترام كرامة العسكريين والمدنيين على حد سواء.إلى ذلك، قدّم وزير الصناعة والمعادن أحمد الكربولي استقالته من الحكومة العراقية، ليكون ثالث وزير يعلن استقالته على خلفية أحداث الحويجة.(بغداد ـ أ ف ب، يو بي آي)