سيطرة صقور «الإخوان» تفتح أبواب الانشقاقات
تجّلت علامات انقسام في صف "الإخوان المسلمين" في مصر بعد تفاقم الأزمات الداخلية في الجماعة بسبب إقحامها في العمل السياسي، مما أفضى إلى غليان واضح أسفر عن استقالة المستشار السابق لمرشد الجماعة جمال نصار والتي توقع مراقبون أن تكون "مجرد بداية" لسيناريو الانقسام الداخلي في الجماعة.واعترفت مصادر داخل مجلس شورى الجماعة لـ"الجريدة" بوجود سلبيات غير مسبوقة تحدث الآن داخل الجماعة على رأسها تراجع الدور الدعوي في الأوساط الجماهيرية، مما يدفع إلى حتمية فصل حزب "الحرية والعدالة" إداريا وماليا بشكل تام عن الجماعة، لافتة إلى أن ثمة خللا آخر يتمثل في انفراد مكتب الإرشاد مؤخراً باتخاذ أغلب القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل الجماعة وحزبها دون الرجوع إلى مجلس الشورى العام التابع للجماعة والمنوط به هذا الدور.
وأوضحت المصادر أن وجود تكتلات داخلية في حزب "الحرية والعدالة" أحد أسباب تأزم الوضع، وتتمثل في سيطرة الجناح المحافظ داخل الجماعة وتحكمه في مقاليد الأمور داخل الحزب، وأن جميع الإجراءات الانتخابية داخل الإخوان واستحقاقات التصعيد داخل الجماعة وحزبها لا تتم إلا عن طريق سطوة المحافظين أو الصقور على حساب الإصلاحين بالجماعة.يأتي انشقاق نصار بعد ثلاثة أشهر من خروج نجل شقيق رئيس حزب "الحرية والعدالة" إسلام الكتاتني من الجماعة، الذي أعلن انشقاقه بعد أحداث قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر 2012، اعتراضاً على أعمال العنف والبلطجة التي تمارسها جماعة "الإخوان المسلمين" ضد الشعب، وسياسة "الأخونة" التي تنتهجها الجماعة بدلاً من سعيها إلى حل الأزمات السياسية الراهنة.