هذه هي «الزبدة»

نشر في 29-12-2012
آخر تحديث 29-12-2012 | 00:01
 يوسف عوض العازمي المعضلة التي أخرت إنهاء حكم الأسد في سورية، ليست نتائج المعركة العسكرية بين مقاتلي  النظام، ومقاتلي  المعارضة، ولا قوة الدعم من هنا، وانخفاضه من هناك، فالمعركة تقريباً في فترة الحسم العسكري، ودخول مقاتلي المعارضة إلى دمشق، وتوجيههم ضربات مؤثرة مباشرة، لجيش النظام، هو إيذانٌ للحسم النهائي.

إن الذي أطال فترة المعركة العسكرية، هو الضعف السياسي، لدى المعارضة... كيف؟ فالأسد تم الاتفاق بشأنه، وانتهى نظرياً، ولا تهتم بالدور الإيراني، فهو يعتمد على اقتناص الفرص بناءً على المواقف المترددة، للدول الكبرى، إيران منهارة داخلياً، وليس بوسعها التأثير خارجياً، إلا عبر عملاء، هم في غالب الأحيان مزدوجو العمالة، فهم مع القوي، ومع من يدفع أكثر، لذلك من السهولة بمكان التعامل مع إيران.

أما الموقفان الروسي والصيني، فقد تم التفاهم بشأنهما بطريقة ما حول ما يريده الطرفان، والطلبات مجرد ضمان مصالح معينة، وهو أمر سهل التعهد به، وأسهل منه التملص منه مستقبلاً، هكذا عودتنا السياسة الدولية.

إن المشكلة الكبيرة، هي عدم وجود قيادة موحدة للمعارضة، مقبولة محلياً ودولياً، هذا هو السبب الرئيس في استمرار وجود الأسد على كرسي الحكم، لأن البديل لم يوجد إلى الآن.

منذ بداية  الثورة في سورية، كنا أمام منصات عرض للمرشحين الجدد لحكم سورية، بدءاً من برهان غليون، إلى أن وصلنا إلى جورج صبرا، مروراً بمناف طلاس، وكلهم كانوا لا يعبرون فعلياً عمّا يجري في الداخل من وقائع سياسية وعسكرية، ثم تم الرمي بطُعم فاروق الشرع، لربما يحوز الموافقةَ، ولم يتبين شيء واضح، إن الذي يتهرب منه المجتمع الدولي، لابد من مواجهته، لا مفر من ذلك.

المجتمع الدولي، يريد أن تقوم الثورة، وتسفك الدماء، وتضطرب البلاد، وتنتهي تنموياً، ثم يأتي بكل برودة بحاكم كامل بالمواصفات المطلوبة، وهذا أمر غير منطقي، فالجهات الدولية لا تريد حكماً به نزعة إسلامية لسورية، هذه هي "الزبدة"، والحبكة المطلوبة، لذلك على المعارضة أن تنتقي من بين صفوفها سياسياً معتدلاً، يستطيع إقناع المجتمع الدولي، كما فعل "الإخوان" في مصر، وكما فعل قبلهم أردوغان في تركيا، والدنيا "أخذ وعطاء"، عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم، فالدعم الخليجي، ليس بذاك التأثير دولياً، فليوجدوا من بينهم  قيادة يتم الاتفاق عليها فيما بينهم، وإعطاؤها الصلاحيات المطلوبة، وبعدها ستتغير الأمور مباشرة، وربما تنتهي المواجهات العسكرية فوراً، ويسافر الأسد إلى أي مأوى... لأن الأسد ليس هو مَن يملك القرار السياسي والعسكري في سورية حالياً، فقد أصبح مجرد واجهة في  "فترينة سياسية" لا أكثر.

back to top