ميار الغيطي: في «فبراير الأسود» أجسِّد تخبّط مصر وحيرتها
عادت الفنانة الشابة ميار الغيطي إلى السينما من خلال فيلم «فبراير الأسود» مع المؤلف والمخرج محمد أمين.
عن دورها والرمزية التي قدمتها من خلال دور المعيدة في إحدى الجامعات كان اللقاء التالي مع «الجريدة».
عن دورها والرمزية التي قدمتها من خلال دور المعيدة في إحدى الجامعات كان اللقاء التالي مع «الجريدة».
كيف تم ترشيحك لفيلم «فبراير الأسود»؟
رشحني المخرج محمد أمين؛ أخبرني أنه يريدني معه لتقديم دور مهم في فيلمه الجديد فوافقت فوراً قبل قراءة السيناريو، خصوصاً أنني كنت أحلم بالعمل معه، وازداد تمسكي بالدور بعد معرفتي بباقي فريق العمل وأن البطل ووالدي ضمن أحداث الفيلم الفنان الرائع خالد صالح الذي جمعتني به مشاهد كثيرة، وبالطبع استفدت من التعاون معه.حدثينا عن قصة الفيلم ودورك فيه.فيلم كوميدي خفيف يعرض انعدام احترام الدولة للعلم والعلماء وإهمالها لهم طوال أحداثه التي تبدأ بتعرض أسرة الدكتور حسن (خالد صالح) لحادثة بعد زيارتهم آثار بلدهم، وتأتي جهات الإنقاذ لنجدة أصحاب الجهات السيادية ورجال القانون تاركة أسرة العالم لتنقذها الذئاب. هنا يعرف العلماء قدرهم وقيمتهم في بلدهم، والبلد الذي لا يحترم علماءه لا نهضة له. أجسد دور ابنة عالم الذرة والمعيدة في إحدى الجامعات المصرية.لماذا تحمست لهذه الشخصية دون غيرها؟كونها شخصية رمزية فهي ليست مجرد فتاة ولكنها ترمز إلى «مصر»؛ تراها في حالة تخبط ولا تعرف ماذا تريد وأي الاختيارات أفضل بالنسبة إليها، لذا تمت خطبتها أكثر من مرة لضابط ومرة لابن أحد القضاة بعدما تركت ابن عالم بموافقة أسرتها عندما تيقنت من أن العلم لا مستقبل له في بلدنا، ثم تأتي مرحلة الحيرة في نهاية الفيلم حين تقدم لخطبتها رجال ينتمون إلى تيارات فكرية مختلفة منها الإسلامية والليبرالية لتختار في ما بينهم عريساً لها.قصد المخرج محمد أمين من دوري تبيان حالة الانقسام التي يعيشها المصريون؛ فالقضاء محاصر، والداخلية من السهل إهانتها ومحاصرتها أيضاً، والعلماء لا مكانة لهم، والوضع الحالي يشهد صعود تيارات كنا نجهل قدرتها.كيف وجدت مغامرات هذه الأسرة ومحاولتها للخروج من الوطن؟نتيجة طبيعية للإهمال والإحباط الذي عاشته هذه الأسرة، ما جعل أفرادها يفكرون في السفر والهروب من وطن يجهل قيمتهم، وأنا سعيدة بعرض هذه المغامرات بطريقة فانتازية كالرقص الإيطالي لإقناع السفير الإيطالي بأنهم ينتمون إلى أحفاد رومان كي يمنحهم الجنسية، وغيرها من وسائل استخدموها للغرض نفسه.ما أكثر المشاهد صعوبة؟كانت جميع مشاهد الفيلم صعبة بالنسبة إلي لأن كل مشهد كان يتطلب قدرات وأداء معيناً، خصوصاً أن محمد أمين دقيق في عمله، ولا يتهاون في أي تفصيل داخل الفيلم، ولا يتجاوزه إلا بعد شعوره بالرضا عنه. لكن مشهد حادثة الصحراء كان الأكثر صعوبة، فقد تم تصويره في يوم كامل مع عاصفة شديدة.كيف وجدت العمل مع المخرج والمؤلف محمد أمين؟أمين أستاذي المبدع؛ ومخرج صاحب جوائز كثيرة رغم أعماله القليلة، كنت أتمنى العمل معه منذ فترة طويلة لأن له في كل شخصية وكل حركة بل وإيماءة معنى، لذا فعلى المشاهد ألا يأخذ الفيلم والشخصيات بطريقة عادية ولكن بالبحث بين السطور، وأعتقد أن المعنى قد وصل إلى الجمهور لأن أمين يعتمد على أسلوب المباشرة وعدم إرهاق المتفرج، كذلك يصعد بكل فكرة ويطورها ولا يوقفها عند مستوى معين.لماذا اعتبرت «فبراير الأسود» نقلة في حياتك الفنية؟ قلت هذا التصريح تعبيراً عن مدى سعادتي بالعمل مع الممثلين كلهم فيه، كذلك المخرج محمد أمين والمنتجة إسعاد يونس، وأرى أن جميع عناصر النجاح قد تضافرت فيه، الأمر الذي جعلني أشعر بأنه سيكون نقلة في حياتي الفنية.كيف وجدت ردود الفعل على هذه التجربة السينمائية؟جيدة جداً، ومعظمها أكد على عشقه للكوميديا السوداء التي تمت الاستعانة بها في عرض الأحداث، واستوعب أن المقصود من «ريم»، الشخصية التي أجسدها، مصر وعاش حيرتها نفسها.رغم الخوف من عدم تحقيقه نسب مشاهدة مرتفعة حقق الفيلم 600 ألف جنيه في أول أسبوع له، واحتل المرتبة الأولى في ترتيب الأفلام المعروضة، ورغم قلة هذه الإيرادات إلا أنها تعتبر ممتازة في ظل الظروف الصعبة والانفلات الأمني الذي يُلزم كثيرين بملازمة البيت.هل ضايقتك مرحلة التأجيلات التي مر بها الفيلم؟بالطبع. كنت أتمنى طرح الفيلم منذ فترة، أي بعد الانتهاء منه مباشرة، لكن مسألة توقيت العرض تتوقف على قرار شركة الإنتاج المنوطة بذلك بعد دراستها للسوق ومتابعتها ما حققته الأفلام المعروضة في الموسم نفسه من إيرادات.هل النجاح يفرض عليك مستوى معيناً في اختياراتك؟بالفعل؛ فهو يضعني في مأزق كبير لتحمل مسؤولية الخطوات المقبلة لأنني أصبحت في مستوى معين لا يمكنني الابتعاد عنه بأعمال ضعيفة قد تسحب من رصيدي ولا تضيف إليه، وبعد النجاح الذي حققته في مسلسل «مع سبق الإصرار» يصعب عليّ الخروج من الإطار الذي دخلته وأثبت نفسي فيه كممثلة.هل ترين أن ملامحك الهادئة قد حصرتك في أدوار معينة؟على العكس، فأنا حريصة على تقديم أدوار متناقضة فيما بينها كل مرة بعيدة عن هذه الملامح تحديداً؛ ففي السينما قدمت الأخت الصغيرة الشقية في «كابتن هيما»، والمراهقة في «عايشين اللحظة»، والفتاة المتحررة الطائشة في «الثلاثة يشتغلونها»، وفي الدراما قدمت البنت الشعبية التي تعمل خادمة في البيوت ضمن أحداث مسلسل «بنت من الزمن ده».أي الأدوار تحلمين بتقدميها؟الأدوار كافة التي لم أقدمها حتى الآن مثل شخصية الفلاحة والصعيدية والشخصيات التاريخية.وجديدك؟لدي مجموعة من السيناريوهات أقرأها حالياً ولم أستقر على أحدها، كذلك أستعد لدوري في مسلسل «آدم وجميلة» حيث أجسد دور عازفة بيانو، وأعكف على التدريب على العزف في دار الأوبرا المصرية.