تمكنت مدينة القصير من الصمود لليوم الثاني أمام الهجوم الضاري الذي شنته القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد المدعومة بقوات النخبة في «حزب الله». وقد تراجعت وسائل الإعلام الموالية عن الحديث عن سيطرة كاملة على المدينة، لتتحدث عن تقدم داخل أحياء المدينة مقرة بوجود أحياء لاتزال تحت سيطرة المعارضة.

Ad

لليوم الثاني على التوالي، خاضت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، مدعومة من عناصر في حزب الله اللبناني أمس اشتباكات مع مقاتلين معارضين في مدينة القصير الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان في محافظة حمص.

وتمكنت المدينة المحاصرة من كل الجهات من الصمود رغم ضراوة الهجوم الذي تم التمهيد له بغارات جوية وقصف مدفعي. وبحسب مصدر عسكري موال للنظام، فقد سيطرت قوات الأسد على جنوب القصير وشرقها ووسطها، وتتابع تقدمها الى شمالها حيث يتحصن مقاتلو المعارضة. وأفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "قواتنا المسلحة تعيد الامن والاستقرار الى كامل الجهة الشرقية من مدينة القصير، وتقضي على أعداد من الارهابيين وتدمر اوكارا لهم وتفكك عددا من العبوات الناسفة قرب السوق وسط القصير".

وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات أن الجيش النظامي "فرض سيطرته على غالبية المناطق الحيوية داخل المدينة ودمر مقر قيادة الإرهابيين، في حين استسلم عدد كبير من المسلحين"، مشيرة الى أن عددا من قادة المجموعات المقاتلة "فر الى طرابلس"، كبرى مدن شمال لبنان.

اما "الجيش الحر" فقد اعلن مساء أمس الأول أنه بعث بتعزيزات الى القصير ونشر اشرطة مصورة تظهر مجموعات من المقاتلين تسير ليلا في مكان مجهول. وفيما بدا انه محاولة من النظام لحسم موضوع حمص بالكامل تعرضت مدينة الرستن التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف حمص لقصف عنيف أمس.

خطف في الرقة

الى ذلك، خطفت مجموعة مسلحة رئيس المجلس المحلي في مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد أمس إن "مجموعة مسلحة اختطفت المحامي والناشط الحقوقي عبد الله الخليل رئيس المجلس المحلي في مدينة الرقة لدى خروجه فجر الاحد من مقر المجلس في مدينة الرقة". وعمل المجلس المحلي مع المجموعات المقاتلة من اجل اعادة الحياة الطبيعية الى المدينة التي تتعرض بشكل دائم لقصف بالطيران الحربي.

رصاص على الجولان

وسقط رصاص مصدره سورية على  الجولان المحتل ليل الاحد ــ الاثنين بدون التسبب في اصابات أو اضرار، على ما افادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أمس، مشيرة الى أنه "على الأرجح رصاص طائش ولا نعرف ما اذا كان الامر متعمداً". ولم تؤكد المتحدثة معلومات اوردتها الصحافة الإسرائيلية مفادها أن الرصاص سقط على مقربة من دورية عسكرية، وقالت إن الجيش الاسرائيلي لم يرد على النيران وان إسرائيل رفعت شكوى الى القوة الدولية لمراقبة فض الاشتباك المنتشرة في الجولان.

لافروف وطهران

على الصعيد السياسي وفي إطار الاستعدادات لمؤتمر "جنيف 2" الدولي حول سورية، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التحضير الدقيق للمؤتمر، معتبراً أن مشاركة إيران فيه "امر ضروري بصفتها دولة ذات تأثير قوي على التطورات في المنطقة"، مضيفاً أن المبادرة الروسية ــ الأميركية التي تم التوصل لها في السابع من مايو الجاري لا تضع أي شروط مسبقة لعقد المؤتمر.

وكانت باريس رفضت مشاركة طهران في هذا المؤتمر في حين التزمت واشنطن الصمت حتى الآن حيال هذا الأمر.

هيغ واجتماع عمان

في السياق، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس في كلمة أمام البرلمان: "علينا أن نوضح أنه إذا لم يتفاوض النظام السوري بجدية في مؤتمر جنيف فلن يكون هناك خيار مستبعد. لايزال احتمال ألا يتفاوض نظام الأسد بجدية قائما". وتعقد مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" اجتماعا جديدا في عمان غدا الاربعاء، في محاولة للدفع في اتجاه سعي الولايات المتحدة وموسكو الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة اصطلح على تسميته "مؤتمر جنيف 2"، بمشاركة طرفي النزاع. وسيشارك في المؤتمر وزراء خارجية الاردن والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر وقطر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا. ويسبق انعقاد الاجتماع  مؤتمر صحافي بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الاردني ناصر جودة. وتضاربت الانباء عن مشاركة المعارضة في هذا الاجتماع، فقد أن اعلن الاردن سابقاً أن المعارضة لن تشارك، الا أن وزارة الخارجية الاردنية تراجعت عن هذا الأمر وأعلنت أمس أن المعارضة لن تكون غائبة و"سيكون لها تمثيل مناسب".