صاروخان مجهولان يصيبان القصر الجمهوري اللبناني
سليمان يرد: لا يمكن أن يغيرا من الثوابت الوطنية والقناعات
لم تكد تمر 12 ساعة على خطاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان في عيد الجيش أمس الأول، والذي احدث دويّا سياسياً عند فريقي 14 و8 آذار، حتى اتت الرسالة "الصاروخية" من "مجهول" مستهدفة محيط القصر الرئاسي في بعبدا وفي منطقة، قريبة من وزارة الدفاع والعديد من المقرات العسكرية.فقرابة الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً من مساء أمس الاول، سقط صاروخان في منطقتي الفياضية وبعبدا. وسقط الصاروخ الأول في مسبح منزل عائد للسيدة إلهام سعيد فريحة في بعبدا، والذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة عن القصر الجمهوري، ولم يتسبب انفجاره بأي ضحايا. أما الصاروخ الآخر، فسقط قرب مقر القيادة والأركان في الريحانية، كما لم يتسبب بضحايا.ورد الرئيس سليمان أمس، على مطلقي الصاروخين قائلاً إن "تكرار الرسائل الصاروخية، كائنا من كان مرسلها واينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء اطلاقها، لا يمكن ان يغير في الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها بالكلمة الحرة والصادقة، النابعة من ايمان بالمصلحة الوطنية العليا لتجنيب البلاد انعكاسات ما يحصل حولنا وفي المنطقة، ولضمان الاستقرار والوحدة بين اللبنانيين من خلال العودة الى التزام اعلان بعبدا وصون التماسك الوطني في هذه الظروف الدقيقة بالذات".إلى ذلك، لاقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس سليمان فقال في حديث الى مجلة "المسيرة" ينشر اليوم، إن "الدولة لا يمكن ان تقوم اذا كان فيها سلاح غير شرعي"، لافتاً إلى أن "على التنظيمات المسلحة التخلي عن سلاحها لمصلحة القوى الأمنية والشرعية لأن ساعة الحقيقة قد أتت". جنبلاطوأشار رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في تصريح لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" أمس، الى انه بمناسبة المواقف التاريخية التي أعلنها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في عيد الجيش، وتعليقا على الرسائل الصاروخية واﻻعلامية التي أعقبت خطابه بعد ساعات من انتهاء احتفال المؤسسة العسكرية، ﻻ بد من بعض التساؤلات السياسية حول ملامح مرحلة جديدة ومفصلية.وسأل: "أهي جريمة أن يدافع رئيس الجمهورية، رأس البلاد وحامي دستورها عن الديمقراطية والتعددية في لبنان، التي رغم كل عثراتها وشوائبها الطائفية والمذهبية، استدامت وسط المحيط العربي واﻻقليمي الذي "تميز" بأنظمته التسلطية والقمعية والاستبدادية؟"، واضاف "أهي جريمة أن يدافع رمز الجمهورية اﻷول عن الدولة ومرجعيتها الحصرية التي شكل غيابها في سنوات الحرب المظلمة مجاﻻ للفوضى واﻻقتتال الذي تورطت فيه كل اﻷطراف السياسية دون استثناء، ونحن منها، مما أدى إلى الدمار والتراجع على كل المستويات؟ وهل هي جريمة أن يحذر الرئيس من العودة إلى تلك الحقبة السوداء؟".وتابع: "أهي جريمة أن يجدد الرئيس الدعوة لنقاش فاعل للاستراتيجية الدفاعية خصوصا بعد انغماس أطراف لبنانيين في صراعات خارج الحدود، وهو يتلاقى مع الموقف الذي ذكرناه مراراً وتكراراً، حول اﻷضرار التي خلفتها تحويل وجهة بندقية المقاومة الى غير موقعها الصحيح؟.وعلق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على عملية اطلاق الصواريخ، فرأى أن "هدف الصواريخ التي اطلقت كان واضحا جداً، اذ سقط احدها فوق القصر الجمهوري وآخر تحته، علماً ان مثل هذه الصواريخ لا تتميز بدقة اصابة أهدافها".وحيا الرئيس سليمان على "مواقفه الوطنية والدستورية الواضحة التي اطلقها خلال الاحتفال بعيد الجيش"، مستنكرا بشدة الحملة الاعلامية التي انطلقت فور انتهاء الرئيس من القاء كلمته بتعابير نافرة ونابية وغير لائقة، واستكملت باطلاق الصواريخ بعد ساعات قليلة ثم اتبعت بحملة اعلامية اضافية منذ صباح اليوم".