"أحيي صمود الشعب" هكذا قال القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" محمد البلتاجي، أمس الأول قبل ساعات من إلقاء القبض عليه، مختبئاً في قرية نائية جنوب الجيزة.

Ad

البلتاجي، خريج كلية طب الأزهر، نسي العلم بعدما اعتمد لهجة العنف والتحريض على القتل، عقب قيادته اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمام مسجد "رابعة العدوية".

وضع البلتاجي (63 عاماً) نفسه موضع الاتهام عندما قال "إن العمليات التي تحدث في سيناء ستتوقف في نفس اللحظة التي يعلن فيها الفريق عبدالفتاح السيسي عودته للشرعية"، وعلى الفور ربط المصريون بين أحداث العنف في سيناء وتصريح البلتاجي، ووصفه أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بـ"رأس الفتنة"، خاصة أنه كان يتولى الملف الأمني داخل الجماعة، حتى عرف بـ"وزير داخلية الإخوان".

تكتيكات البلتاجي الحربية لإدارة اعتصام "رابعة" في مواجهة أي محاولة لاقتحامه، تهاوت كبنيان على شفا جرف هاو، بعدما فضت قوات الأمن الاعتصام في 14 أغسطس، ليكون البلتاجي أول الهاربين، وواصل الاختباء لأيام، قبل أن يطل من منبر "الجزيرة" القطرية، على طريقة أسامة بن لادن.

سقط البتاجي، في قبضة الأمن ليواجه مصيره، كمطلوب وضع اسمه في كل لوائح الاتهام للقضايا التي تحاصر كوادر الجماعة، فمن موقعة "المقطم" التي راح ضحيتها 11 شخصاً سقطوا في محيط مكتب الإرشاد، إلى معركة "بين السرايات" بميدان النهضة التي أسفرت عن 21 قتيلاً، ومروراً باشتباكات الحرس الجمهوري والمنصة في يوليو الماضي.

البلتاجي الذي كان نجماً سياسياً، منذ بدأ رحلة صعوده داخل الجماعة في الثمانينيات من القرن الماضي، حتى دخوله البرلمان 2005، فقد تعاطف الكثيرين حتى عندما سقطت ابنته قتيلة، في أحداث فض اعتصام "رابعة"، فلغة خطابه التي اعتمدها جعلت إلقاء القبض عليه مطلبا شعبيا بامتياز.