قضية سنودن: أوباما يهدد موسكو... وكوبا تتحدى
البرازيل تعتبر تجسس واشنطن على الاتصالات والرسائل أمراً «خطيراً جداً»
رغم بقاء العميل السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن عالقاً للأسبوع الثالث في مطار موسكو، فإن قضيته لاتزال آخذة في التصعيد إلى حد تهديد الرئيس باراك أوباما بإلغاء زيارته المرتقبة مطلع سبتمبر المقبل لموسكو حيث سيعقد لقاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب تقارير إخبارية روسية.وكتبت صحيفة "كومرسانت" الروسية الصادرة أمس، استناداً إلى مصادر في الخارجية الأميركية، إن أوباما هدد أيضاً بعدم حضور مؤتمر قمة مجموعة العشرين الذي سيعقد يومي الخامس والسادس من سبتمبر المقبل في مدينة سان بطرسبورغ الروسية وذلك في حال لم تسلم موسكو سنودن إلى السلطات الأميركية.
في المقابل، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، لوكالة الأنباء الروسية "إيتار تاس"، إن "الاستعدادات لزيارة أوباما تجري على قدم وساق"، فيما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (الدوما) ضرورة "حل أزمة سنودن قبل زيارة أوباما لموسكو".وفي خضم التوتر الروسي- الأميركي، كشفت صحيفة "أو غلوبو" البرازيلية، نقلا عن وثائق لسنودن، قوله إن أجهزة الاستخبارات الأميركية اعترضت ملايين الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية في البرازيل، التي سارع المتحدث باسم خارجيتها توفار نونس بوصف هذه المعلومات بـ"الخطيرة للغاية".وقالت الصحيفة، التي اطلعت على عدد من الوثائق التي كشفها سنودن لها، "خلال العقد الأخير قامت وكالة الأمن القومي الأميركية بالتجسس على أشخاص مقيمين في البرازيل وعلى شركات تتخذ من هذا البلد مقراً"، مضيفة: "لا نملك أرقاماً دقيقة إلا أن 2.3 مليار اتصال أو رسالة تم التجسس عليها خلال يناير الماضي".وشارك الصحافي غلين غرينوالد في كتابة هذا المقال وهو يعمل في صحيفة "الغارديان" البريطانية التي كشف سنودن عبرها عن برنامج التجسس الأميركي البالغ السرية لمراقبة الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية. وجاء أيضا في مقالة الصحيفة "أن البرازيل بشبكاتها الرقمية الضخمة العامة والخاصة ومشغلاتها الكبيرة في مجال الهواتف والانترنت تبدو في وثائق وكالة الأمن القومي الأميركية كهدف مفضل إلى جانب دول أخرى مثل الصين وروسيا وإيران وباكستان".ومع بدء الأسبوع الثالث لوجوده في مطار موسكو، حصل سنودن من كوبا أمس على دعم لمسعاه للحصول على اللجوء السياسي في أميركا.ودعمت كوبا قادة كل من بوليفيا وفنزويلا ونيكاراغوا الذين عرضوا على سنودن الهارب (30 عاماً) إمكانية اللجوء إليها، بينما لا يزال قابعا في قاعة الترانزيت في مطار موسكو دون أوراق ثبوتية.وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أمس الأول "نحن ندعم الحقوق السيادية لجمهورية فنزويلا وجميع دول المنطقة لمنح اللجوء لمن يتعرضون للاضطهاد بسبب مبادئهم وقتالهم من أجل الحقوق الديمقراطية، وفقا لتقاليدنا".(موسكو، ريو دي جانيرو-أ ف ب، د ب أ)