تعرضت الأسواق الناشئة لهزة عنيفة في الآونة الأخيرة، ويقع اللوم من جراء ذلك على معدلات الفائدة في الولايات المتحدة، وضعف الأداء في الصين وانخفاض أسعار عدد من السلع التي تعتبر مهمة بصورة متفاوتة بالنسبة إلى الدول النامية.

Ad

ووصل مؤشر الأسواق الناشئة (ام اس سي آي) إلى أدنى مستوياته منذ السادس من شهر سبتمبر 2012، وهبط بنسبة 9 في المئة هذه السنة مقارنة بنمو بنسبة 10 في المئة في مؤشر ام اس سي آي الدولي. ومنذ 22 مايو الماضي عندما أعلن رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي بن برنانكي أن المجلس قد يخفض تدريجياً سياسة التحفيز الخاصة به، عمد المستثمرون الأجانب الى بيع ما قيمته 1.3 مليار دولار من الأسهم في تايلند، و1.2 مليار دولار من الأسهم في إندونيسيا، و70 مليون دولار في الفلبين.

تقلبات عالية

وأعلنت أسواق الأسهم تلك أخيراً أكبر هبوط منذ سنة 2011. كما هبط مؤشر هانغسنغ لشركات البر الصيني بنسبة 1.7 في المئة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ شهر أكتوبر الماضي، وذلك في أعقاب تقارير صدرت في نهاية الأسبوع، وتحدثت عن أن الإنتاج الصناعي في الصين ارتفع بدرجة أقل من توقعات الشهر الماضي.

وقال اونغبيبا تاناكول، وهو محلل استثمار استراتيجي لدى شركة ترينيتي للأسهم في بانكوك «هذه فترة تقلبات عالية بالنسبة الى هذه الأسواق، وسنشهد المزيد من تدفقات الأموال الأجنبية من تايلند والفلبين وإندونيسيا بعض الوقت، وقد ضغطت المخاوف من التناقص التدريجي من جانب مجلس الاحتياط الفدرالي على الأسواق».

ويقول جيم اونيل، وهو رئيس سابق لإدارة الأصول في «غولدمان ساكس»، وكان قد وضع تصنيف مجموعة بريك للأسواق الناشئة

(البرازيل وروسيا والهند والصين) إن المخاوف من حدوث تغير في سياسة مجلس الاحتياط الفدرالي تتسم بأهمية كبيرة بالنسبة الى مستثمري الأسواق الناشئة.

وأبلغ بلومبيرغ «عندما تبدأ اللعبة بالتغير في البنوك المركزية، فإن من المحتم أن تعاني السندات نتيجة لذلك، وإذا رأينا عوائد السندات الأميركية ترتفع أكثر وبدأ المزيد من الناس يفكر بسياسة الخفض التدريجي من قبل مجلس الاحتياط الفدرالي فسنشهد المزيد من ردود الفعل لدى العديد من الأسواق الناشئة، خصوصا حيث يوجد عجز في الحسابات الجارية».

ومضى أونيل إلى القول إن الهند هي الدولة الأضعف في مجموعة بريك، وقد وصلت عملتها إلى مستويات متدنية قياسية بلغت في الوقت الراهن 58.99 مقابل الدولار. ويظن اونيل أيضاً أن تركيا مكشوفة بشكل خاص أمام حالة عدم اليقين في أسواق السندات الدولية بسبب العجز الحالي في حسابها الجاري.

تطبيع كبير

ويرى أونيل أن التوقعات بشأن خفض مجلس الاحتياط الفدرالي لمشترياته الشهرية البالغة 85 مليار دولار في الشهر من الديون الأميركية خلال الأشهر المقبلة ستقلل من جاذبية سندات الأسواق الناشئة. ويبلغ عائد سندات الخزينة الأميركية لعشر سنوات 2.25 في المئة مقارنة بالحد الأدنى القياسي الذي وصلت اليه في أواخر شهر يوليو الماضي عندما بلغ 1.38 في المئة.

ويظن أونيل أن على المستثمرين الاعتياد على احتمال ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأميركية إلى 4 في المئة، «وذلك كله جزء من التطبيع الكبير الذي سيحدث، وفي غضون ذلك قد نشهد المزيد من الأيام الصعبة والقاسية».

* (بلومبيرغ)