استهل الملتقى الثقافي أولى جلساته في الموسم الثالث بأمسية حول الرواية السعودية تحت عنوان «الرواية السعودية... شهادة ومشهد» مع الروائي السعودي محمد حسن علوان.

Ad

في البداية، رحب الروائي الزميل طالب الرفاعي بالحضور معبراً عن سعادته الغامرة بافتتاح الملتقى الثقافي، مبيناً أن فترة الراحة في الصيف كانت مثمرة جداً بالنسبة للملتقى، وأضاف: «فرحنا كثيراً بعد صدور عدد «بانيبال»، وهي مجلة تصدر باللغة الانكليزية منذ 15 سنة في بريطانيا، ولأول مرة في تاريخ الكويت يصدر كتاب عن الأدب في الكويت يتناول حوالي ثمانية عشر اسماً من أدباء الكويت، وهذا العدد لم يصدر لولا الدعم الموجود من بعض الأشخاص خارج الملتقى، كما أننا في الملتقى عملنا على إصدار جدول كامل من أمسيات الملتقى بعد آراء أعضاء الملتقى الثقافي في أكثر من جلسة». وقدم الرفاعي درعاً تذكارية من الملتقى الثقافي إلى محمد حسن علوان.

سقف الكفاية

من جانبه، عبر الروائي السعودي محمد حسن علوان عن سعادته الغامرة بوجوده بين أعضاء الملتقى، وقدم الشكر الجزيل إلى الروائي طالب الرفاعي وجميع الحضور، وتحدث علوان في البداية عن بدايته في مجال الرواية وعن الصعوبات التي واجهته بعد روايته الأولى «سقف الكفاية» وعن الأزمات التي تعرض لها بسبب حساسية المحتوى المتناول في سقف الكفاية، حيث قال: «اتخذت القرار لكتابة روايتي الأولى بعدما بحثت عن فضاء أوسع من الشعر، فاتخذت القرار قبل حوالي 11 عاماً في كتابة «سقف الكفاية» وعندما انتهيت من كتابة الرواية قمت بطباعة نسخة واحدة منها فقط واحتفظت بها في مكتبتي الخاصة في المنزل، وترددت كثيراً بطباعتها ونشرها، ولكن بعدما قرأها مجموعة من الأصدقاء نصحوني بنشرها، فاتصلت بدور النشر وطلبوا مني مبلغاً مالياً للطباعة بعد أن اقترضت هذا المبلغ من والدتي، فاعتقدت حينها أني تجاوزت هذه المرحلة ولم أنتبه أني في خطواتي الأولى بحيث كان هناك عدد قليل من الروائيين السعوديين والمجتمع السعودي لم يكن يعرف ما هي الرواية آنذاك، فواجهت صعوبات في بدايتي كادت أن تؤدي لخنق تلك التجربة».

وأضاف: «لم أجد أي دافع للاستمرار في كتابة الرواية بسبب المجتمع المحيط من حولي الذي وجه لي كلمات النقد الجارحة بسبب المحتوى المتناول في الرواية، حتى فكرت بسحب جميع المؤلفات الموجودة في السعودية وفي بيروت وحرقها حتى أرتاح من هذا الضغط الهائل الذي تعرضت له في بدايتي، وكنت متخوفاً كثيراً من المجتمع من حولي فبعد أن قررت إنهاء التجربة فوجئت بجرعة أمل من النقاد بحيث تناول عدد منهم روايتي، فكانت هذه المقالات بمثابة المعالج النفسي حتى نسيت فكرة سحب المطبوعات نهائياً، ولولا كثرة المواقف التشجيعية من النقاد والأدباء والأصدقاء لما كنت حالياً في هذا الملتقى».

وتابع: «كانت هذه هي الأزمة الأولى واستطعت تجاوزها بفضل كلمات الدعم من الجميع، أما الأزمة الثانية فكانت بعد الطبعة الثانية من «سقف الكفاية» بعد حوالي عام من إصدار الراوية، فواجهت مشاكل اجتماعية حتى من الأقارب وكنت قريباً جداً من تغيير محتوى الرواية حتى أقوم بإرضاء الجميع، ولكني عدلت عن هذا القرار بعد أن أوشكت على هذا التغيير».

من جانب آخر، أكد علوان أنه لا يمتلك طقوساً خاصة لكتابة الرواية، موضحاً: «أكتب روايتي عادة بشكل متقطع بسبب الدراسة وبسبب كثرة الارتباطات بين الوظيفة والأمور الحياتية».

من جانبها، أثنت الروائية «ليلى العثمان» وأبدت إعجابها بالعناصر الجمالية التي يتمتع بها علوان في كتابة الرواية، مضيفة: «عندما قرأت لعلوان في أول مرة شعرت بمتعة كبيرة أثناء القراءة، وبعد ذلك وضعت محمد علوان ضمن أولوياتي في قراءة الروايات».

يذكر أن علوان من مواليد 1979، صدرت له أول رواية في عام 2002 وهي «سقف الكفاية»، وأثارت جدلاً واسعاً نظراً لحساسية المحتوى وصغر سنه، ثم روايته الثانية «صوفيا» عام 2004، والثالثة «طوق الطهارة» عام 2007، والأخيرة «القندس».