سورية: أعنف معارك بين «الحر» ومقاتلين لبنانيين وعراقيين

نشر في 11-10-2013 | 00:03
آخر تحديث 11-10-2013 | 00:03
No Image Caption
«القيادة المشتركة» تدعو «إخوان سورية» إلى تشكيل حزب سياسي وحل مجموعاتهم العسكرية
تشهد مناطق في ريف دمشق لليوم الثاني على التوالي أعنف المعارك بين الجيش الحر ومقاتلي المعارضة من جهة، ومقاتلين شيعة لبنانيين وعراقيين إلى جانب القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد من جهة أخرى.

تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي المعارك العنيفة بين الجيش الحر ومقاتلي المعارضة السورية وبين مقاتلين تابعين للواء الفضل أبوالعباس الشيعي العراقي و"حزب الله" الشيعي اللبناني، في ريف دمشق. وأعلن "الجيش الحر" أمس أنه تمكن من استعادة السيطرة بشكل كامل على بلدات الشيخ عمر، ومخيم الحسينية، ومساكن الذيابية في ريف دمشق، وذكر الجيش في بيان له أنه "صد هجوم القوات النظامية المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني ولواء 

أبوالفضل العباس وإيقاف تقدمهم واغتنام عربة (بي ام بي) وقتل العديد منهم".

وكانت القوات النظامية المدعومة من قوات "حزب الله" وقوات عراقية موالية للنظام السوري أعلنت أمس الأول أنها تمكنت من السيطرة على بلدة عمر الشيخ ومخيم الحسينية. وأشار "الجيش الحر" إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الذيابية، والبويضة، ومخيم الحسينية، ومعضمية الشام، وداريا، وبساتين رنكوس، وحرستا، وزملكا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية. كما تحدث البيان عن اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا واشتباكات عنيفة في بلدة الذيابية بين "الجيش الحر" وقوات النظام المدعومة بقوات "حزب الله" و"لواء أبوالفضل العباس".

من ناحيته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "تواصل المعارك العنيفة منذ يومين في محيط بلدات الحسينية والذيابية والبويضة إلى الجنوب من دمشق، بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية المدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني وقوات حزب الله اللبناني".

وأشار المرصد إلى أن "قوات النظام تمكّنت الأربعاء من السيطرة على قرية الشيخ عمرو (في منطقة الاشتباكات) والبساتين الفاصلة بين بلدتي الذيابية والبويضة"، بينما تحدث ناشطون عن "هجوم هو الأشرس من نوعه تقوده ميليشيات لواء أبوالفضل العباس (مؤلف من عراقيين شيعة بأغلبيته) وحزب الله وقوات النخبة من جيش النظام".

وفي حمص، لاتزال فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحريق الذي نتج عن قصف مصفاة حمص لتكرير النفط أمس الأول، والتي اعلنت المعارضة أنها قصفتها بقذائف الهاون وامتد الحريق ليشمل عدداً من الخزانات المجاورة للخزان الذي استهدفه القصف.

 

«الحر» و«الإخوان» 

 

في سياق آخر، وفي خطوة هي الأولى من نوعها أمهلت "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر" أعضاء في "جماعة الإخوان المسلمين" في سورية أسبوعين لـ"حل أذرعتها العسكرية وتشكيل حزب سياسي على أسس وثوابت وطنية".

ودعت "القيادة المشتركة" في بيان أمس الأول "الشخصيات داخل الجماعة والتي لم تلطخ أياديهم بدماء أبناء شعبهم ولم تتلوث بسرقة المال العام، ولم يكونوا من العابثين في تحويل أموال الإغاثة الى مال سياسي، ولم يساهموا في منع الدعم العسكري والمالي عن الثوار واللاجئين والنازحين" إلى "تشكيل حزب سياسي على أسس ومبادئ وطنية خالصة، وبأجندة وطنية متكاملة وواضحة لا تخضع لأي أجندات أو ولاءات خارجية".

وأكدت القيادة أنها "تطمح بذلك إلى أن يكون الحزب أحد تيارات الإسلام السياسي المعتدل، التي يمكن التعاون والتعامل معها تحت سقف الوطن، في إطار الشراكة الوطنية في سورية الغد، يعمل جنباً إلى جنب مع كل القوى الوطنية والثورية الحقة"، وأضافت انه "على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في سورية الاتعاظ من فشل تجارب ومغامرات نظرائهم في دول أخرى واستخلاص العبر".

وقال البيان إنه "بانتظار أن تعلن الجماعة حل أذرعتها العسكرية خلال مدة أقصاها أسبوعان من تاريخه، فإننا نشير إلى أن سلسلة من القرارات والإجراءات العملية الفاعلة على الأرض ستتخذ ويعلن عنها خلال أيام"، داعياً أعضاء جماعة الإخوان في سورية "ألا يبنوا كثيراً من الآمال على صبر الثوار والعسكريين".

رفض الهدنة 

 

على صعيد آخر، رفض عضو "المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر" الناطق الرسمي باسمه العقيد قاسم سعد الدين، دعوات الهدنة التي تقدمت بها بعض الأطراف لوقف القتال في سورية خلال عيد الأضحى، مؤكداً أن "الجيش الحر لا تعنيه تلك الهدنة سواء وافق نظام بشار الأسد عليها أم لم يوافق". وناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في نداء مشترك أصدراه أمس الحكومة السورية وجميع الأطراف العسكرية المتحاربة في سورية الالتزام بـ"الوقف الشامل لإطلاق النار، وجميع أعمال العنف والقتال بكل أشكالها، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، حقناً لدماء السوريين وللتخفيف من معاناتهم القاسية". وتساءل سعد الدين بالقول: "ما معنى أن تبرم هدنة، في حال نجاحها، خلال أربعة أيام ويستمر القتل في باقي أيام السنة؟".

(دمشق، أنقرة، بيروت ـ أ ف ب، كونا، الأناضول، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top