طهران تمضي في «الانفتاح»... وتبدي استعداداً لخفض «التخصيب»
إسرائيل غاضبة من التقارب الأميركي - الإيراني... وتعتقل «جاسوساً إيرانياً» بحوزته صور للسفارة الأميركية
لا تزال الإدراة الإيرانية الجديدة تبدي إشارات الانفتاح على الغرب، حيث أعلنت أمس استعدادها لمناقشة تخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم.
لا تزال الإدراة الإيرانية الجديدة تبدي إشارات الانفتاح على الغرب، حيث أعلنت أمس استعدادها لمناقشة تخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم.
واصلت إدارة الرئيس الإيراني حسن روحاني خطواتها الانفتاحية، بعد الاتصال التاريخي بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي أنهى قطيعة طويلة بين واشنطن وطهران. ورغم الالتباسات التي احاطت بالاتصال، وإعلان روحاني أن أوباما هو الذي بادر اليه ونفي واشنطن ذلك، مؤكدةً أن الجانب الإيراني هو المبادر، فإن الأجواء الإيجابية لا تزال هي السائدة. في هذا السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أمس أن بلاده مستعدة لمناقشة الحد من مستوى تخصيب اليورانيوم، لكنها لن تعلق أبداً بشكل كامل هذه الانشطة التي تثير مخاوف الدول الغربية، موضحاً أنه يمكن التطرق إلى "الإطار والمستوى وشكل ومكان" التخصيب خلال المفاوضات المقبلة "بشرط الا يُطعَن في التخصيب وحق إيران فيه".
من جهة اخرى، حذر عراقجي، الذي يلعب دورا مركزيا في فريق المفاوضين النوويين، من الإفراط في تعليق الآمال على المكالمة الهاتفية بين أوباما وروحاني، الا أنه اعتبرها "خطوة أولى، لكنها صائبة ومتعقلة". انقسامات وأثارت هذه المحادثة الهاتفية ردود أفعال منقسمة داخل إيران، ففي الوقت الذي اشادت فيه جميع الصحف المنتمية إلى التيار الإصلاحي بروحاني لهذا "الكسر التاريخي للمحرمات" ولشجاعة استئناف المحادثات مع الجانب الأميركي على أعلى المستويات، كما طبعت هذه الصحف صورا لأوباما، فإن صحفاً محافظة مثل "كيهان" المقربة من الحرس الثوري، قالت إن روحاني "أفسد المنجزات الإيجابية لرحلته إلى نيويورك بهذه المكالمة الهاتفية". يذكر أن المكالمة أحدثت تأثيرات على الاقتصاد الإيراني حيث ارتفع سعر صرف العملة الإيرانية (الريال) أمام الدولار الأميركي. العلاقات العربية في غضون ذلك، جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان أمس سعي بلاده الى تطوير علاقاتها مع كل الدول العربية في المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية. وقال عبداللهيان في تصريح نشرته وسائل اعلام ايرانية رسمية أمس ان "الحوار مع الدول العربية وتبادل وجهات النظر متواصل من اجل رفع بعض الخلافات وسوء التفاهم القائم بخصوص بعض ملفات المنطقة". إسرائيل وفي إسرائيل، يسود غضب وتوتر كبيران في أعقاب الاتصال بين روحاني واوباما، فيما سيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه بأوباما اليوم وخطابه بالأمم المتحدة، غدا إلى تدمير "حفلة" هذه الاتصالات. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أفيغدور ليبرمان أمس إن "هجوم المصالحة من جانب رئيس إيران حسن روحاني، ليست إلا مناورة كاذبة أخرى، وشبيهة بتلك التي نفذتها كوريا الشمالية". وفي خطوة مفاجئة، اعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) أمس عن اعتقال "جاسوس إيراني" كان يحمل معه صورا لسفارة الولايات المتحدة في تل أبيب في 11 سبتمبر الماضي. وقال بيان صادر عن "الشين بيت" إن "الجاسوس" يحمل جواز سفر بلجيكيا وارسل الى إسرائيل لصالح الحرس الثوري الإيراني. وبحسب البيان، فإن "العميل علي منصوري تم تجنيده في وحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الايراني المسؤولة عن عدد من الهجمات الإرهابية في العالم". واوضح البيان أنه "خلال التحقيق معه، اعترف المشتبه به الذي يبلغ من العمر 58 عاما والذي دخل اسرائيل بهوية مزورة باسم اليكس مانس، بأن الايرانيين طلبوا منه استخدام وضعه كرجل اعمال لاقامة شركات في إسرائيل لحساب الاستخبارات الإيرانية لتقويض المصالح الاسرائيلية والغربية مقابل مليون دولار اميركي". (طهران، القدس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)