استهدفت هجمات إرهابية «متزامنة» في مصر، أمس، قوات الجيش والشرطة، بعد مواجهات دامية بين أنصار تنظيم «الإخوان» المحظور من ناحية، وقوات الأمن والأهالي من ناحية أخرى، ليلة أمس الأول، خلال الاحتفال بانتصارات أكتوبر 1973.
غداة احتفال مصر بالذكرى الأربعين لانتصارها على إسرائيل، وبعد ساعات من تعهد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي باستعادة الأمن، شنَّت جماعات تكفيرية مسلحة، أمس، هجمات متفرقة في عدة مدن أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش والشرطة والمدنيين، ما اعتبر رداً قوياً من التيار الإسلامي المتشدد على سقوط 53 قتيلاً و375 جريحاً، وإلقاء القبض على 423 من المتورطين في أعمال العنف التي أندلعت أمس الأول. أخطر هذه التفجيرات وقع في انفجار سيارة مفخخة أمام مقر مديرية أمن جنوب سيناء في مدينة «الطور»، أسفر عن سقوط خمسة و62 مصاباً، بينهم لواء شرطة وعقيد وضباط ومدنيون. وأظهرت معاينة أولية أجرتها النيابة تسبب الحادث في تدمير المبنى من داخله وتحطم واجهاته ووقوع تلفيات جسيمة به وبمحتوياته، فضلا عن احتراق عدد كبير من السيارات من جراء الموجة الانفجارية التي تسبب فيها الانفجار بكمية كبيرة من المتفجرات. وبالقرب من مدينة الإسماعيلية، التي شهدت اعتداءات عدة على الجيش والشرطة، قتل صباح أمس ستة عسكريين في هجوم شنه مجهولون على دورية للجيش قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي القاهرة، أطلقت قذائف مضادة للدروع «ار بي جي» على مركز للأقمار الاصطناعية في منطقة المعادي جنوب العاصمة، ما تسبب في أضرار في الطبق الخاص بالاتصالات الدولية. إلى ذلك، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي تهيمن عليه جماعة «الإخوان»، في بيان له أمس شباب الجامعات إلى التظاهر اليوم، للتنديد باستمرار ما سموه «المجازر ضد المصريين»، وطالب التحالف جماهير الشعب باستمرار التظاهر طوال الأسبوع تحت شعار «الشعب يستعيد روح أكتوبر». في الأثناء، قررت هيئة قضايا الدولة، أمس، عدم الطعن على الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر أنشطة جماعة «الإخوان»، بينما أصدرت هيئة مفوضي الدولة، أمس، تقريراً توصي فيه المحكمة الإدارية العليا بإصدار حكم نهائي بحل حزب «الحرية والعدالة»، لإلغاء قرار إشهار الحزب الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة «الإخوان». شكر وتهديد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي بات يحظى بشعبية واسعة، تصدر المشهد السياسي أمس الأول، بعدما ألقى كلمة الختام في احتفال القوات المسلحة بذكرى أكتوبر أمس الأول، أكد خلالها أن مصر لن تنسى مَن وقف إلى جوارها من الدول العربية، خلال أزمتها الأخيرة، وكذلك من وقف ضد إرادة الشعب المصري. سياسياً، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة «الخمسين» لتعديل دستور 2012 المعطل، محمد سلماوي، أمس، إن الدستور الذي تعكف اللجنة على كتابته «يلبي طموحات وأهداف ثورة 25 يناير، ويعكس استقلال الإرادة الوطنية ورفض الحكم الديني، وينقل مصر من عصر إلى عصر». وأضاف المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين، في تصريحات صحافية، أن اللجنة ستنهي تعديلات مواد الدستور المعطل قبل عطلة عيد الأضحى، على أن تبدأ في مناقشتها كنص دستوري جديد عقب انتهاء العطلة. العاهل السعودي في غضون ذلك، شدد الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، خلال استقباله الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي وصل إلى المملكة أمس، على وقوف بلاده ضد كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية خصوصا «الإرهابيين». وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن الملك عبدالله، «أكد خلال استقباله في قصره في جدة للرئيس المصري، وقوف المملكة العربية السعودية مع الأشقاء في جمهورية مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة». ومن المنتظر أن يستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم في عمان الرئيس المصري، الذي اختار المملكة كثاني محطة بعد السعودية في أول زيارة يقوم بها للخارج منذ توليه السلطة في مصر. من جهة ثانية، دانت فرنسا أمس «أعمال العنف» في مصر التي شهدتها أمس الأول، ودعت إلى «احترام حرية التجمع والتظاهر». غير أن باريس ذكرت «بدعمها عملية ديمقراطية منفتحة على كل التيارات السياسية التي ترفض العنف، بهدف إقامة مؤسسات مدنية ديمقراطية منتخبة حسب الجدول الزمني المحدد في خريطة الطريق».
دوليات
مصر: 11 قتيلاً في هجومين على الجيش والشرطة
08-10-2013