جدد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، أمس، تقديم استقالته بعد فشل المعارضة السورية مرة اخرى في الحصول على الأسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها، رغم قيام واشنطن بخطوة جديدة على صعيد دعمها للمعارضة بإعلانها زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات الدفاعية، دون أن تشمل هذه المساعدات الاسلحة التي يطالب بها المعارضون. من جهتها، حققت قوات النظام تقدماً على الارض في منطقة ريف القصير، وسيطرت على عدد من القرى القريبة من المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص.

Ad

وتفصيلاً، قال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مروان حاجو لوكالة «فرانس برس» امس، «يمكنني ان أؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري».

وأوضح حاجو ان الخطيب «جدد تقديم استقالته» على هامش اجتماع مجموعة أصدقاء سورية في اسطنبول.

وتابع أن «الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لإعانة الشعب السوري»، معتبراً ان على مجموعة اصدقاء سورية ان تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكـين السوريين من الدفاع عن انفسـهم.

وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب إقليمي للتأثير في الائتلاف وقراراته. ولم تلتئم الهيئة العامة للائتلاف للبت باستقالته التي اعتبرت ضمناً مطوية. الا ان حاجو قال لـ«فرانس برس» ان الهيئة العامة لم تناقش الموضوع في المرة الاولى، لكن يمكنني ان اؤكد ان استقالة الخطيب نهائية، ولا يمكن للهيئة إلا ان تتجاوب مع رغبته ما دام مصراً عليها.

وكان وزراء خارجية ‬11 دولة غربية وعربية من مجموعة اصدقاء الشعب السوري اجتمعوا أول من امس، في تركيا وتعهدوا بتعزيز دعمهم للمعارضة السورية. وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري خصوصاً زيادة المساعدات العسكرية الاميركية غير القاتلة لتصبح قيمتها ‬250 مليون دولار.

وقال كيري امام الصحافيين «اننا نمر اليوم بوقت دقيق وهذا ما قادنا الى هنا». وأضاف «ان المخاطر في سورية واضحة جداً، خطر استخدام اسلحة كيميائية، وقتل الشعب بصواريخ بالستية واستخدام اسلحة دمار شامل أخرى، وخطر الوصول الى عنف طائفي».

وأضاف «هذا العنف الآن بدأ يعبر الحدود ويهدد الدول المجاورة»، متابعا «حمام الدم هذا يجب ان يتوقف».

ولم يعط كيري تفاصيل عن طبيعة المعدات الجديدة التي ستسلم الى المعارضين السوريين، لكنه أوضح انها ستتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والادوات الطبية لتتضمن أنواعاً اخرى من التجهيزات غير القاتلة.

وجدد أصدقاء المعارضة، بحسب وثيقة أخرى صدرت عن الاجتماع، بحسب ما اعلن كيري، تأييدهم للجلوس على طاولة التفاوض لحل الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من سنتين، في إطار اتفاقات جنيف التي تم التوصل اليها في يونيو ‬2012. وتقول الوثيقة «اذا رفض النظام السوري هذه الفرصة، فسنعلن زيادة مساعدتنا» للمعارضة.

وتفصل خطة جنيف التي تبنتها مجموعة الاتصال حول سورية (الدول الخمس الكبرى والجامعة العربية وتركيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) مراحل عملية سياسية انتقالية في سورية تشارك فيها الأطراف المعنية، من دون ان تأتي على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي، ان المانيا مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الاوروبي على الأسلحة الى المعارضة السورية إذا قدمت دول اوروبية أخرى طلباً بهذا المعنى.

وقال الوزير للصحافة غداة اجتماع مجموعة اصدقاء سورية في اسطنبول «إذا رأت دولة او دولتان في الاتحاد الاوروبي انه ليس هناك خطر من وقوع هذه الاسلحة في أيدي مجموعات اخرى، ستحترم (ألمانيا) هذا الرأي».

وأعرب فسترفيلي عن استعداده لدراسة تسليم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الاسد سترات واقية من الرصاص.

وأوضح ان وزراء الخارجية الاوروبيين الذين سيبحثون اليوم في لوكسمبورغ رفعاً جزئياً للحظر النفطي المفروض على دمشق، سيستفيدون من الاجتماع لبحث مسألة الاسلحة.

وطالب الائتلاف المعارض دول المجموعة بتشكيل تحالف للدول المقتدرة يعمل على توجيه ضربات جراحية للمواقع (التابعة للنظام)، التي ثبت إطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار.

كما طالب، بحسب بيان صادر عنه، بالعمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين.

وهي طلبات لم تجد صدى بين المجتمعين.

على الارض، سيطرت القوات النظامية أمس على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق بعد خمسة أيام من المعارك الضارية قتل خلالها ‬80 شخصاً على الاقل، في اشتباكات وقصف وإعدامات ميدانية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأشار المرصد الى أنه تمكن من توثيق اسماء ‬80 شهيداً بينهم ثلاثة أطفال دون سن الـ‬18، وست سيدات و‬71 رجلاً، بينهم العديد من المقاتلين.

وكان المرصد أشار أول من أمس، إلى مقتل ‬69 شخصاً في المنطقة في أربعة ايام. وبث المرصد شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يتضمن صوراً مرعبة لجثث رجال وشبان مشوهة ومدماة، مع وجوه لا يمكن تبينها.

وسيطرت القوات النظامية السورية بمساندة «حزب الله» اللبناني على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام السوري وناشطون. وأوضح المرصد ان المعارك مستمرة في محيط هذه القرى.

وتحدثت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطات عن تسجيل تقدم نوعي في ريف حمص.

وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله لوكالة «فرانس برس»: «الوضع سيئ جداً. انهم يحاولون السيطرة على ريف القصير بهدف الهجوم على المدينة في وقت لاحق».

وقال العبدالله الموجود في منطقة القصير «السبب الوحيد الذي يفسر تقدم النظام في القصير هو وجود مقاتلي (حزب الله) الذين يتقدمون على الارض، بينما قصف الطيران يؤمن لهم التغطية».

وأكد العبدالله ان مقاتلي المعارضة السورية يردون على العمليات التي يقوم بها «حزب الله» داخل سورية بقصف مواقع له في لبنان.

وبالفعل، سقطت أمس ثلاث قذائف صاروخية على منطقة الهرمل في شرق لبنان، اثنتان عند أطراف مدينة الهرمل التي تبعد نحو ‬15 كيلومتراً عن الحدود السورية، وأخرى في بلدة القصر القريبة، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام.

وطالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، «حزب الله» بسحب قواته من الاراضي السورية على الفور، محذراً من ان تدخلاته ستجر المنطقة الى صراع مفتوح على احتمالات مدمرة.

وطالب الائتلاف الحكومة اللبنانية بأن تنظر بمنتهى الجدية الى الوضع، وان تتخذ قبل فوات الأوان كل ما يلزم من إجراءات لوقف الاعتداءات التي يمارسها «حزب الله» عبر انخراطه السافر ووقوفه الى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري. كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حفظ الامن وإدانة هذه الخروقات، وحث الحكومة اللبنانية على ضبط حدودها.