«الإخوان» تعيد المصريين إلى «لمبة الجاز»
«لمبة الجاز» وسيلة مصرية قديمة للإنارة تعمل بالكيروسين، عرفها جيل الأجداد من المصريين منذ عقود طويلة، قبيل وصول الكهرباء، حتى أصبحت من المقتنيات التراثية في الثقافة المصرية، التي عرفت الكهرباء، منذ إنشاء مشروع السد العالي «جنوب مصر» عام 1971 الذي وفر الكهرباء لكل أنحاء البلاد.نظام الحكم الإخواني في مصر، الذي وعد بمشروع للنهضة، أعاد ثقافة «لمبة الجاز» إلى المصريين، إذ باتت الحل الأمثل للتغلب على مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في معظم محافظات مصر.
أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي فجرت موجة من السخرية على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك، ومنها «أنا آسف يا ريس» التي دوّن أحد النشطاء عليها منتقداً مشروع النهضة الذي وعد به الرئيس المصري محمد مرسي أثناء فترة دعاية الانتخابات الرئاسية، بقوله: «استمتعوا بعصر النهضة في عهد مرسي الذي ستعود فيه مصر إلى زمن لمبة الجاز».وفيما حاولت الحكومة امتصاص غضب المواطنين عبر تأكيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أكثم أبوالعلا، بأن انقطاع الكهرباء نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وليس أمراً متعمداً، كانت النسبة الأكبر من الغضب الشعبي من نصيب أصحاب المحال التجارية، لما يتسببه انقطاع الكهرباء من خسائر مادية بالغة لهم، ما دفع حركات سياسية أبرزها «6 أبريل» للإعداد لفعاليات احتجاجية تجوب الشوارع بالشموع اعتراضاً على انقطاع التيار الكهربائي.ودشَّن نشطاء على موقع «فيسبوك» صفحة باسم «لمبة جاز» نشروا فيها صوراً وكتبوا تدوينات ساخرة من انقطاع الكهرباء في عهد مرسي، باعتباره أحد أهداف مشروع النهضة، وكتب أحدهم أن ثمة فوائد من انقطاع التيار الكهربائي فهذا «يُذكرك بظلمة القبر، ويزيد من حسناتك ويقلل من سيئاتك، ويخلق جوا من الألفة والرومانسية بين الأسرة».