لبنان: حملة على سليمان بسبب موقفه من «الخروق»
قلق أممي من الوضع على الحدود... وباريس تجدد دعمها لـ «إعلان بعبدا»
تعرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس لحملة انتقادات، بعد اعتباره أمس الأول أن الغارة الجوية التي شنها الجيش الموالي للرئيس السوري بشار الأسد على بلدة عرسال اللبنانية هي انتهاك لحدود وسيادة لبنان، وتمسكه بحق السلطات في الرد على مصادر النيران، وإعلانه نيته تقديم شكوى للأمم المتحدة والجامعة العربية.واستغرب "لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية" الذي يضم مجموعة من الاحزاب المتحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس "موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي استنفر لطرح موضوع تعرض بلدة عرسال لسقوط بعض الصواريخ التي استهدفت المسلحين الذين يعتدون على أمن واستقرار سورية وعلى الجيش الوطني اللبناني، فيما لم يحرّك ساكناً لاتخاذ الاجراءات الحازمة لملاحقة واعتقال الارهابيين الذين يعتدون على الجيش اللبناني في عرسال".
وتساءل اللقاء بعد اجتماع له في بيروت أمس عن "سبب صمت رئيس الجمهورية تجاه الصواريخ الحاقدة التي تستهدف القرى اللبنانية وتصيب اللبنانيين الآمنين، وكذلك تجاه ما يحصل من مجازر إرهابية في سورية والتي كان آخرها مجزرة حطلة في ريف دير الزور"، كما تساءل اللقاء عن "سبب صمت رئيس الجمهورية عن الدعم الذي يحظى به هؤلاء الارهابيون من الأراضي اللبنانية بالسلاح والمقاتلين، والذي تقوم بتوفيره قوى 14 آذار وفي مقدمها تيار المستقبل ونوابه الذين يشنون حملة شعواء ضد الجيش الوطني اللبناني لمنعه من القيام بواجبه الوطني في منع تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية عبر الأراضي اللبنانية". وكان سليمان طلب أمس من قائد الجيش العماد جان قهوجي الرد على النيران التي تستهدف مناطق لبنانية قريبة من الحدود السورية في وادي البقاع بشرق لبنان. وأشار بيان رئاسي الى أن "سليمان اطلع على تفاصيل الوقائع الميدانية المتعلقة بالاعتداءات التي طاولت المناطق البقاعية ولاسيما منها القريبة من الحدود مع سورية وخصوصا سرعين والنبي شيت".وكانت مناطق تحيط ببلدتي سرعين والنبي شيت الشيعيتين تعرضتا ليل الاربعاء ـ الخميس وفجر أمس لسقوط قذائف من منطقة تسيطر عليها المجموعات السورية المسلحة داخل الأراضي السورية.وأعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عن قلق المنظمة الدولية للتطورات الأخيرة في وادي البقاع بشرق لبنان وخصوصا في الهرمل، والهجوم على عرسال التي تضم عددا كبيرا من النازحين السوريين. وقال بلامبلي للصحافيين اثر اجتماعه أمس الى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام: "إن هذه الأحداث تشير مرة أخرى إلى أهمية وجود حكومة في لبنان قادرة على مواجهة كل التحديات".ودانت فرنسا امس الغارة التي نفذتها مروحية سورية على بلدة عرسال، واعتبرتها "غير مقبولة" بحسب الخارجية الفرنسية التي جددت دعم باريس التام لـ "المؤسسات اللبنانية وللرئيس سليمان ولسياسة النأي بالنفس والتعهدات التي قطعها الرئيس سليمان في اعلان بعبدا". ودانت الولايات المتحدة الهجوم مساء أمس الأول.