رجال أعمال يقتنصون الفرص لإعادة بناء العراق المهشم
80 % من احتياجات البلاد الغذائية تُستورد من الخارج
يقول ساريدار: كان لدينا نمو سنوي بنسبة 100 في المئة في أعمال مكيفات الهواء على مدى سبعة أعوام حتى عام 2010، وكان من المقدر للطلب أن يكون أعلى لولا أن هناك انقطاعا في الكهرباء، مضيفا «بدأت عمل الهواتف النقالة في أغسطس 2012، وأتوقع أن تزداد المبيعات 15 مرة هذا العام، ففي كل مكان في العراق توجد فرصة عمل».
يقول ساريدار: كان لدينا نمو سنوي بنسبة 100 في المئة في أعمال مكيفات الهواء على مدى سبعة أعوام حتى عام 2010، وكان من المقدر للطلب أن يكون أعلى لولا أن هناك انقطاعا في الكهرباء، مضيفا «بدأت عمل الهواتف النقالة في أغسطس 2012، وأتوقع أن تزداد المبيعات 15 مرة هذا العام، ففي كل مكان في العراق توجد فرصة عمل».
ربما يكون العراق غير آمن، وخطيراً، وبنيته التحتية متعفنة، وكثير من سياسيِّيه فاسدون، لكن بالنسبة لشاب مغامر مثل كرم ساريدار، الحالة المحفوفة بالمخاطر للبلد بعد عقد من الغزو الذي قادته أميركا، فرصة حياته.بعد سنوات قليلة من حصوله على درجة الماجستير من جامعة «باث» في المملكة المتحدة، تولى هذا العراقي ذو اللحية الخفيفة واللكنة البريطانية الممتازة، والبالغ من العمر 26 عاماً، جزءاً من عمل والده المشتغل ببيع الهواتف النقالة ومكيفات الهواء للعراقيين.
نمو سنويبدأت العائلة في توريد مكيفات الهواء لكل من قوات الاحتلال الأميركية والحكومة التي أفرزها الغزو، ثم تحولت إلى إطفاء لهيب سوق المستهلكين سريع النمو، المدعومة بزيادة في الرواتب العامة.ويقول ساريدار: كان لدينا نمو سنوي بنسبة 100 في المئة في أعمال مكيفات الهواء على مدى سبعة أعوام حتى عام 2010، وكان من المقدر للطلب أن يكون أعلى لولا أن هناك انقطاعا في الكهرباء. ويضيف: بدأت عمل الهواتف النقالة في أغسطس 2012، وأتوقع أن تزداد المبيعات 15 مرة هذا العام، ففي كل مكان في العراق توجد فرصة عمل.وساريدار جزء من مجتمع صغير يزداد نمواً من رجال الأعمال الذين يعتبرون المال الناتج من احتياجات ونفط العراق بمنزلة بداية مميزة، وإنتاج النفط على وشك الارتفاع إلى 4.5 ملايين برميل يومياً بنهاية هذا العقد. و»المال الجديد»، وهي التسمية التي يطلقها العراقيون على فئة رجال الأعمال الجدد هذه، نما بفضل مصدرين رئيسيين، كما يقول إبراهيم بغدادي، رئيس مجلس الأعمال الوطني العراقي، الذي يعتقد أن هناك العديد من المليارديرات الجدد في العراق.فبعض رجال الأعمال كانوا يعملون على تلبية احتياجات القوات الأميركية، وبناء معسكراتها، وتقديم الخدمات لها. لكن الجزء الأهم، بحسب بغدادي، هم الذين كانوا يستوردون الأغذية ويبيعونها للحكومة في بلد يعتمد في 80 في المئة من احتياجاته الغذائية على الواردات.العراق دولة كثيرة الاستهلاك، كما يقول العباس التميمي، الذي تشمل أعماله شركة أمنية تؤجر عربات مصفحة وحراسا مسلحين مقابل ما يراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار يومياً، أغلبها للشركات الأجنبية التي تعمل في الجنوب. وبحسب التميمي «طالما أن هناك نفطا، فهناك عمل. لكن معظم الأعمال تسير بطريقة (اضرب واهرب)».ولا توجد أية بوادر على طفرة اقتصادية في بغداد، على عكس النشاط الصاخب في الشمال الكردي الذي يحكم بشكل شبه مستقل، والذي كان أكثر أمناً من باقي العراق. وهناك كثير من الحواجز التي تعيق المشاريع، إذ تعد الدولة لاعبا مهيمنا في الاقتصاد، وهي أكبر مشغل يوفر الوظائف، وانقطاع الكهرباء حاد. ومع أن بعض المصارف الخاصة ظهرت في المشهد، إلا أنها مترددة في الإقراض.بيروقراطية شديدة ومن المفيد أن تكون لك صلات سياسية للمضي بمشروعك قدما، أو لتعرف كيف تمهد طريقك عبر البيروقراطية الشديدة، العراق في المركز 169 من بين 176 بلدا في مؤشر الفساد العالمي لمنظمة الشفافية الدولية.لكن في حين تُبقي هذه الحواجز العديد من الشركات الأجنبية بعيداً، عدا في قطاع النفط والغاز، فإن العراقيين لا يردعهم شيء. وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وبينما كان الأمن يتحسن، سنحت فرص جديدة من خلال عقود خاصة بمرافئ حكومية، حيث استثمر عدد قليل من رجال الأعمال أموالهم الخاصة في مشاريع راوحت بين تطوير الإسكان وإنتاج الأسمنت.وكثير من مشاريع العقارات الكبيرة تم إطلاقها في وسط وجنوب البلاد، وأعمال البناء تزداد في النجف وكربلاء، اللتين تجتذبان ملايين الشيعة سنوياً. وأحد أباطرة الإنشاءات الجدد هو سمير العقابي الذي بدأت شركته، «أليكو»، عام 2003 بناء عدد من المخيمات، وشرعت في تزويد القوات الأميركية بخدمات تموينية، وتعمل الآن مع شركات أجنبية في جنوب العراق. وهي أيضاً واحدة من شركات مشاركة في بناء مشروع «بوابة بغداد»، وهي مركز سكني وتجاري في العاصمة.والبدء بمشروع في العراق يتطلب 45 توقيعاً، ورخصة البناء تحتاج إلى 199، وفوق ذلك الحكومة تفرض سعراً مرتفعاً جداً للأرض.وبعد الإطاحة بصدام حسين، كان عياد يحيى، وهو رجل أعمال مسن تمتلك عائلته أراضي عقارية وزراعية واسعة، واحداً من المستثمرين الرئيسيين في شركة المشروبات الغازية في بغداد، التي كان مرخصا لها ذات يوم بتعليب زجاجات «بيبسي». وساعد هذا الرجل في تحويلها من ملكية عامة وخاصة مشتركة إلى شركة خاصة تماماً.وبدأ يحيى أيضاً «مصرف البلاد الإسلامي»، الذي يتشارك فيه هو وزوجته، هنية الخفاجي، مكتبا مكتظا بغير نظام. وقام بتوسعة نشاطه إلى 14 فرعا.استثمار إسكانيوأحد مشاريعه هو تحويل مصنع للشماغ يخسر مالاً، إلى فندق ومركز تجاري في كربلاء. ومصرفه شريك في تطوير قرية غدير في النجف، وهو استثمار في مجال الإسكان على أرض تساوي 248 مليون دولار قدمتها الحكومة العراقية، بشرط أن تباع الوحدات أقل من سعر السوق، مع إعطاء الأولوية إلى موظفي الحكومة.ويقول يحيى: «هذا أفضل اقتصاد في العالم العربي». لكنه صريح بشأن المشكلات، وهو يعتبر الفساد «حشرة تنخر في الناس».(فايننشال تايمز)