اقترح رئيس مركز «ابن خلدون»، الدكتور سعد الدين إبراهيم، أن يصدر الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، عفواً رئاسياً يشمل رموز نظامي حسني مبارك ومحمد مرسي، ليكون ذلك هو الحل للأزمة السياسية الراهنة في البلاد.

Ad

وقال إبراهيم المقرب من الإدارة الأميركية، خلال حواره مع «الجريدة»، إن الغرب قد يقبل فض الاعتصامين الإخوانيين بالقوة إذا أعلنت الإدارة المصرية الحاكمة مواعيد الاستحقاقات الانتخابية بشكل كامل، وإلى نص الحوار:

 

• كيف ترى تناقض موقف الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالشأن المصري؟

- الموقف الأميركي طبيعي ومتوقَّع، في ظل الدعاية الإخوانية، التي أعقبت إعلان الفريق عبدالفتاح السيسي عزل الرئيس السابق عن الحكم، فقد تحرَّكت اللجان الإلكترونية التابعة للجماعة، بعد البيان مباشرة، بشكل سريع ووصفت ما حدث بأنه انقلاب عسكري، من خلال التعليق على الأخبار المنشورة في الصحف الأجنبية ومخاطبة الإدارة الأميركية لاستنكار ما حدث.

• لكن الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه الدكتور البرادعي تواصلا معها لشرح حقيقة ما حدث؟

- تواصل الرئاسة مع الإدارة الأميركية جاء متأخراً عدة أيام، إذ التزمت الصمت مدة 3 أيام تقريباً، وهي الفترة التي نشطت فيها جماعة «الإخوان»، كذلك تأخرت الإدارة العسكرية في التواصل مع نظيرتها الأميركية، وأعتقد أنه لو حدث هذا التواصل بعد بيان العزل مباشرة، لما حدث كل ذلك، وأظن أن منصور والبرادعي تعاملا مع الأحداث ببطء، وكانت تصريحاتهما ردود أفعال اتسمت بالتردد والتأخر بل ووصلت إلى التناقض أحياناً، لكن في ظل الظروف التي يعملان بها لا يمكن منحهما أكثر من 50% حتى الآن. 

• زيارات المسؤولين الأميركيين والأوربيين للقاهرة خلال الفترة الأخيرة، ألم يكن لها دور في تصحيح الصورة؟

- بالتأكيد كان لها دور كبير في ذلك، خاصة مع لقاء المسؤولين العديد من الحقوقيين والشخصيات المستقلة المعروفة بمصداقيتها لديهم، وهو ما ساعد في نقل الصورة بشكل كبير، إذ تأكدوا أن ما حدث في مصر لم يكن انقلاباً بل ثورة شعبية على حاكم لم يلتزم بمعايير الديمقراطية أو يحققها.

• لكن زيارتهم لقيادات الإخوان في السجون تثبت عكس ذلك؟

- العالم الغربي يريد أن يستمع للرأي والرأي الآخر، وخلال مشاركتي في أحد اللقاءات حاولنا إقناعهم أن الإخوان لديهم ثقافة انتقامية ويحاولون تشويه صورة الثورة المصرية، لأن ما حدث في 3 يوليو من إجراءات تبنتها القوات المسلحة كان نتاجاً لخروج الملايين في 30 يونيو. 

• كيف ترى إعلان الفريق السيسي أن التلويح بقطع المعونة العسكرية إهانة للشعب المصري؟

- هذه التصريحات جاءت تعبيراً عن المزاج الشعبي المصري وحالة الغضب الموجودة لدى المصريين، من تصريحات بعض الشخصيات الأميركية، وتصريحات السيسي ستقلل بشكل كبير الحديث عن قطع المعونة العسكرية وتجعلهم أكثر حذراً في المستقبل القريب.

• ما توقعاتك في ما يتعلق بمصير صفقة الطائرات «16-F» التي أوقفتها الإدارة الأميركية؟

- لا أعتقد أن موعد تسليمها سيطول، فخلال الفترة المقبلة سنجد حديثاً عنها في الكونغرس لاستكمالها وتسليم الطائرات، فالشركات المنتجة لهذه الطائرات لن تسكت طويلاً خاصة أن لها نفوذاً على الإدارة الأميركية وسيكون تسليمها للقوات المسلحة قريباً.

• في رأيك ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الرئيس المعزول؟

- أتمنى أن يصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور عفواً رئاسياً عن الرئيسيْن محمد مرسي وحسني مبارك بشكل كامل، مستغلاً حقه الدستوري في ذلك، خاصة أن مثل هذه الخطوة ستلقى قبولاً شعبياً كبيراً.

• هل يشمل العفو رموز نظامهما، وكيف يمكن التعامل مع حقوق الشهداء؟

- أتحدث سياسياً لا قضائياً، فهذه الخطوة إن تم تطبيقها وتم العفو عن مبارك ومرسي ورموز نظامهما ستجعل هناك حالة من الارتياح في الشارع المصري، أما حقوق الشهداء فليس أمام ذويهم سوى الدعاء والترحم عليهم. 

• هل يتقبل الغرب فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة وسقوط ضحايا جدد؟

- يجب أن يرتبط فض الاعتصامات بالقوة بإعلان مؤسسات الرئاسة مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الوقت نفسه، حتى تكون الرسالة للعالم أن هناك انتخابات قريباً والذي يريد أن يتولى السلطة عليه اللجوء للصندوق مرة أخرى، فإما أن يعود للسلطة بالإرادة الشعبية أو يخسر الانتخابات ويبقى في مقاعد المعارضة، للتأكيد على أن المؤسسة العسكرية والموجودين على رأس السلطة غير طامعين فيها.