السلة الكويتية تفتقر إلى «ناشئ»
انعدام الحافز وقلة اهتمام الأندية والاتحاد أديا إلى خمس سنوات عجاف
لم تشهد السلة الكويتية منذ خمس سنوات بروز أي لاعب مميز في مسابقات السن العام لعدة أسباب، بعضها يتحمله الاتحاد، والبعض الآخر الأندية.
لم تشهد السلة الكويتية منذ خمس سنوات بروز أي لاعب مميز في مسابقات السن العام لعدة أسباب، بعضها يتحمله الاتحاد، والبعض الآخر الأندية.
تفتقر كرة السلة في الكويت إلى بروز لاعبين جدد في السنوات الأخيرة، فمنذ البطولة الخليجية التي اقيمت في المنامة في 2008، وتوج بلقبها المنتخب الوطني لم تشهد السلة الكويتية ظهور لاعب جديد بشكل بارز على الساحة، بل وصل الأمر الى اختفاء غالبية عناصر ذلك المنتخب الذي فاز باللقب، ولم يتبق منه الا نجم الساحل المنتقل حديثا إلى القادسية صالح اليوسف ونجم كاظمة أحمد البلوشي. ولعل الأسباب التي حرمت السلة الكويتية من بروز لاعبين جدد كثيرة، ويقع الجانب الأكبر منها على عاتق الأندية، ويتحمل اتحاد اللعبة جزءاً من هذا الأمر.
ويعتبر انعدام الحافز سببا رئيسيا لعدم ظهور المواهب أو اكتشافها على الساحة المحلية، إضافة الى عدم وجود منافسة بين أعضاء الاتحاد على العمل، إذ يضمن كل عضو كرسيه، ما يساهم في اهمال اللعبة في ظل ضمان هؤلاء لرضا أعضاء الجمعية العمومية. من هنا يجب ان تتحمل الأندية مسؤوليتها تجاه هذا الأمر، وتعمل على التعاقد مع مدربين على مستوى عال لتدريب المدارس والناشئين وتهيئتهم بالشكل المطلوب تماما لحين الوصول الى الفريق الأول، ومن ثم منحهم الفرصة الكافية في اللعب والمشاركة مع فرقهم في منافسات السن العام، كما يجب على الاتحاد تحمل مسؤولياته والعمل على تغيير السلم المعتمد لديه في المنافسات من الزوجي الى الفردي، كما هو معمول به في غالبية الدول وفقاً لنظام ولوائح الهيئة العامة للشباب والرياضة. "الجريدة" قامت بتسليط الضوء على الخلل وكيفية معالجته، من خلال استبيان آراء بعض المدربين والمختصين في هذا المجال، ومحاولة علاج الخلل الذي من شأنه ان استمر أن يقتل اللعبة مستقبلاً وكانت هذه الحصيلة: القلاف: قلة المشاركات أرجع مدرب نادي الشباب خالد القلاف السبب الرئيسي وراء عدم بروز لاعبين جدد في السلة الكويتية إلى قلة المشاركات الخارجية للاعبين الصغار، بعد تعرض السلة الكويتية للحرمان من المشاركات الخارجية لعامين متتاليين، مؤكدا أن وصول لاعب جاهز للسن العام يتطلب اكتساب خبرة مباريات في البطولات الخارجية. ولفت القلاف الى ان غياب الكشاف المتخصص له دور كبير في افتقار السلة الى لاعبين جدد، لاسيما ان الكشاف يعتبر العنصر الاساسي في جلب اللاعبين المتميزين، موضحا أن الأندية تركز في منافسات السن العام على اللاعب الجاهز دون النظر الى منح لاعب بعينه الفرصة للمشاركة، لأن الجهازين الفني والإداري يهتمان في نهاية المطاف بالنتيجة أكثر من الأمور الأخرى. الشطي: قصور في المهارات من جانبه، أشار المدير الفني للمنتخب الوطني للناشئين علي الشطي إلى ان اللاعبين على الساحة المحلية يفتقدون ابسط أنواع المهارات، مبديا استغرابه أعمال المدربين في المراحل السنية وتدريباتهم للفرق السنية. وقال الشطي: "للأسف لم يشهد الدوري الكويتي بروز لاعبين ناشئين مميزين خلال السنوات السابقة، والاتحاد مطالب بالجلوس مع الفنيين والمختصين لحل هذا الأمر، لأنه مهم، واذا استمر فسيقضي على السلة الكويتية خلال السنوات القادمة". ولفت إلى أن تهافت الأندية الكبيرة على اللاعبين من الأندية الصغيرة أدى الى عدم ظهور لاعبين جدد مميزين، إذ ان بعض الأندية نظرا لكثرة دخلها المالي تقوم بشراء بعض اللاعبين دون الحاجة اليهم، ولا تقوم بإشراكهم في المباريات. الداود: انعدام الحافز بدوره، أكد مدرب المراحل السنية في نادي القرين سالم الداود ان انعدام الحافز سبب رئيسي وراء عدم بروز لاعب جديد في دوري السلة، ففي السابق كان الاتحاد ينظم مسابقات لبطل الرمية الثلاثية وهداف الدوري والفريق المثالي والفريق الأفضل دفاعاً على جميع منافسات المراحل السنية، لكن هذه المنافسات ألغيت منذ اكثر من ست سنوات، وهي سبب رئيسي وراء عدم ظهور اي لاعب مميز. واشار الداود إلى أن غياب اداريي وأعضاء الاتحاد عن حضور منافسات المراحل السنية أدى الى قلة الاهتمام بهذا الشيء، فضلا عن ان عدم تجمع المنتخبات الوطنية السنية بشكل دوري ساهم في قتل روح المنافسة بين اللاعبين في هذه المراحل، موضحا أن غالبية الدول الخليجية تقوم بتجميع لاعبي المنتخبات السنية مع مدربهم في يوم محدد من كل أسبوع من اجل خلق نوع من المنافسة بين اللاعبين للانضمام الى المنتخب، وبالتالي تعم الفائدة على اللعبة. وطالب اعضاء الاتحاد بالاتفاق مع الاتحادات الأخرى للضغط على الهيئة العامة للشباب والرياضة للعمل على منح لاعبي المنتخبات الوطنية رواتب احتراف جزئي، حيث يتكفل هذا الأمر بخلق نوع من المنافسة بين اللاعبين في المراحل السنية وبروز لاعبين جدد.