بعد التعاون الذي أبدته روسيا مع أجهزة الاستخبارات الأميركية أخيراً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن اعتداء بوسطن يجب أن يدفع روسيا والولايات المتحدة إلى «مكافحة الإرهاب معاً».

Ad

وقال بوتين خلال برنامج أسئلة وأجوبة مع الشعب الروسي أن «مأساة بوسطن يجب أن تدفع بنا إلى مكافحة الإرهاب معاً»، مؤكداً أن «روسيا ضحية للإرهاب الدولي».

وأكد الرئيس الروسي: «إذا وحدنا جهودنا حقاً، فلن نترك مثل هذه الضربات تمر ولن نتكبد مثل هذه الخسائر».

وأشار إلى أن الأصل الشيشاني للمشتبه فيهما الأخوين تيمورلنك وجوهر تسارناييف يؤكد فقط موقف موسكو الصارم من المتمردين الإسلاميين في شمال القوقاز. وأضاف: «لطالما قلنا إن هؤلاء ليسوا متمردين بل إرهابيين».

وشدد بوتين على انه يجب ألا يتم ربط الهجمات الإرهابية مثل التي نُفذت في بوسطن بـ»المشاكل القومية أو الدينية» في روسيا. وصرح: «لقد قلنا هذا آلاف المرات. المشكلة تكمن في روح التطرف لدى هؤلاء».

واتهم بوتين الغرب بتقديم دعم «معلوماتي ومالي وسياسي» مباشر وغير مباشر للأنشطة المتطرفة على الأراضي الروسية.

تحكم عن بُعد

من جهة أخرى، أبلغ محققون أميركيون لجنة في مجلس النواب مساء أمس الأول، أن تفجير القنبلتين في نهاية ماراثون بوسطن كان بجهاز تحكم عن بُعد من النوع المستخدم للسيطرة على سيارات لعب الأطفال.

وأبلغ النائب الأميركي داتش رابرسبرغر أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الصحافيين: «كان جهاز تحكم عن بعد لسيارات لعب الأطفال».

وتحدث رابرسبرغر بعد أن استمع أعضاء اللجنة إلى إفادات من مسؤولين من وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب.

وقال إن الأخوين تسارناييف «حصلا على المعلومات بشأن كيفية تصنيع القنبلة من مجلة إنسباير.» وأضاف أن المقال في «إنسباير» بشأن تصنيع القنابل كان عنوانه: «كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك.»

وأُنشأت «إنسباير» على يد الشيخ الأميركي اليمني المولد أنور العولقي، وهو قيادي في فرع القاعدة في اليمن قُتل في هجوم شنته طائرة أميركية بدون طيار.

إلى ذلك، أكد رابرسبرغر أيضاً أن بعض المتفجرات التي استُخدمت في الهجوم اشتراها أحد الأخوين من متجر للألعاب النارية في نيو هامبشير.

الاحتفال في نيويورك

وفي سياق متصل، أعلن قائد شرطة نيويورك راي كيلي أمس، أن الأخوين تسارناييف كانا ينويان التوجه إلى نيويورك على ما يبدو للاحتفال بعد الاعتداء.

وقال كيلي للصحافيين إن الأخوين تسارناييف رددا على ما يبدو كلمة «مانهاتن» في حوار بينهما سمعه سائق السيارة التي استوليا عليها الخميس الماضي. وأضاف: «حسب المعلومات الضئيلة التي حصلنا عليها تحدثا عن احتفال أو حضور حفلة في نيويورك».

وتمكن صاحب السيارة من الفرار عندما توقف الأخوان عند محطة للوقود وروى للمحققين ما سمعه منهما.

مراقبة تيمورلنك

من جهة أخرى، كشف مسؤول أميركي أمس الأول، أن وكالة الاستخبارات المركزية طلبت منذ خريف 2011 وضع تيمورلنك قيد المراقبة، ما يؤجج التساؤلات حول احتمال وجود ثغرات في عمل أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية.

وقال المسؤول في الاستخبارات إن الـ«سي أي إيه» تلقت «معلومات من حكومة أجنبية» بشأن تيمورلنك تسارناييف وطلبت في خريف عام 2011 إدراجه على قائمة الأشخاص قيد المراقبة. وأضاف أن «السي أي إيه طلبت إدراجه في نظام المراقبة» للأشخاص الذين يُحتمل أن يرتكبوا أعمالاً إرهابية».

وأفاد مسؤول أميركي آخر أن اسم تيمورلنك أُدرج في قاعدة معلومات المركز الوطني لمكافحة الإرهاب.

وتتضمن هذه القائمة نصف مليون اسم تسمح برصد الأشخاص المعنيين عندما يستقلون طائرة إلى الخارج، وهو ما حصل عند توجه تيمورلنك إلى روسيا في مطلع 2012، بحسب ما أفادت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو، لكن بعد خمسة أشهر و13 يوماً أمضاها هناك، قالت إنه «لدى عودته أُغلقت كل التحقيقات بشأنه» ولم يتنبه أحد لدخوله الولايات المتحدة مجدداً.

(واشنطن - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)