تتوزع نصوص مجموعة {رقصة القصيدة} الثمانية على 69 صفحة من القطع المتوسط، أخرجها فنياً الشاعر والمصمم خالد سليمان الناصري، بينما اقتصر تقديم المترجم للكتاب على بضع جمل مختزلة عن سيرة الشاعرة آن سميث، بوصفها اليوم من بين أهم الشاعرات والشعراء الأحياء في السويد.

Ad

غالباً ما تكتب سميث عن خبرات الجسد. لكن لا تدعه، أي الجسد، أن يكون غريباً، كشيء يوصف من الخارج. بل هو لديها في الصميم، الجسد والروح كلاهما ينطق، في قصائدها، بالفم ذاته. في كتابها {حيث تلتقي أحصنة البحر} كتبت: {أريد أن أجد الكلمة التي تتفق مع تعبير الجسد. الجسد كان طبيعياً وقد مارس حياته بينما اللغة بقيت متخلفة عنه}... اللغة تكافح ضدّ الجسد، الفطنة ضدّ الإحساس. اللقاء بينهما لا يجري، على العموم وفي أغلب الأحيان، بشكل حسن.

اختزال لغوي

يصف الناقد عمر الشيخ {رقصة القصيدة} بأنه يمكن للقارئ أن يلاحظ أن ثمة اختزالاً لغوياً يطبع أجواء المجموعة، لتقدم لقارئها قصيدةً معاصرةً تكونها الصورة الفطرية التي غادرت زحام البلاغة ووجدت في تلقائية المعنى خصوصية شديدة تشبه مزاج الطفل الذي يعبّر برسومه عن فوضى مخيلته وطزاجة أحاسيسه الإنسانية.

مشيراً أيضاً إلى أن الجمل التي اختارتها صاحبة {عصا الشمس} في هذه القصائد تذهب باتجاه المفردة البسيطة، وتعوض حرارتها المعتدلة مجموعة المشاهد الواردة في يومياتها كأنها تتحدث إلى الآخرين شعراً، لذلك لن يتعب القارئ في تفكيك رمزية القصيدة، ستصله كأنها لقطة {فلاش} سريعة لا ترتبط بالزمن إنما بكمية الضوء الجمالي الذي يميزها ويتدفق منها:

قربكَ أنت الكلمات مع الأنفاس

 واليد خطّت في الهواء صورتكَ

 كنت الذي رأيت

 والأغنية تعالت من عينيك

شيء من الموسيقى وإيقاع بصري يعيد للأنثى حاجتها الدائمة إلى الحب والكلمات التي أرادت لمسها فشهقت...! وشربت نوراً من العناق. هكذا تأخذك القصيدة من باب إلى آخر ليختلط المحسوس مع الملموس وتترك لك الشاعرة فرصة الالتقاط وهي تصوّر مشاهداتها المتتابعة غرقاً في العاطفة:

لا شيء عاد كما كان

الشفاه والأيدي علمت أن الورك يلامس الفخذ

لم أولد بعد

 خبئني

 فوجهي لا يطيق النظرات والريح

 أنا صغيرة على الأرض

يلسعني البرد

 أعطني بشرة

يُذكر أن آن سميث ولدت في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأصدرت كتابها الأول {اثنان في نجمة} عام 1963. ولها إصدارات شعرية أخرى هي: {علامات المحسوس}، {عصا الشمس}، و{قصائد حب».