بديع ومرسي و القصاص... إفيهات أفلام موسم الصيف
على طريقة الساخر باسم يوسف اقتبست الأفلام التي تعرض في موسم الصيف مواقف كوميدية لمرشد «الإخوان» أو الرئيس محمد مرسي أو غيرهما وحولتها إلى إفيهات كوميدية، غير آبهة بردود فعل التيار الحاكم وجماعة الإخوان، ومؤكدة أن السينما تنهل من الواقع وتعكسه بحسناته وسيئاته.
في أحد مشاهد {تتح} يهمس سمير غانم، ضيف شرف الفيلم، في أذن البطل (محمد سعد) بكلمة {القصاص} على النحو نفسه الذي همس به مرشد {الإخوان} محمد بديع في أذن الرئيس المصري محمد مرسي، مذكراً إياه بدم الشهداء في أحد مؤتمراته الانتخابية.كذلك لا يخلو «سمير أبو النيل» لأحمد مكي من السخرية من بعض مواقف الرئيس مرسي في المؤتمرات، أشهرها بلّ إصبعه عندما كان يتصفح الـ {آي باد} أمامه، فأصبح هذا المشهد سخرية مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره اختار ماجد الكدواني مقطعاً من خطابات الرئيس مرسي ليبني عليه حملته الدعائية التي قدمها أخيراً لصالح أحد منتجات الجبنة، إذ يظهر الكدواني في المطار متحدثاً الإنكليزية بركاكة خالطاً كلمة عامية بأخرى إنكليزية، كما فعل الرئيس في أحد مؤتمراته، ما ساهم في نجاح الحملة الدعائية.في السياق نفسه، غيّر فريق عمل {ستة لواحد}، أحمد الفيشاوي وإيمي سمير غانم ويسرا اللوزي والمؤلف كريم فهمي والمخرج محمد شاكر، اسم الفيلم ليصبح {هاتولي راجل}، عبارة شهيرة لأحد شيوخ القنوات الدينية أصبحت مدعاة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.وظيفة دراميةيرى المخرج سامح عبد العزيز ضرورة الانتظار ليأخذ فيلمه {تتح} حقه من العرض قبل أن يُحكم عليه، لأنه ليس منطقياً اقتطاع مشهد والحكم عليه وتقييم الفيلم من خلاله. أما عن مشهد القصاص فيؤكد عبد العزيز أنه داخل سياق الفيلم، بتعبير أدق موظف درامياً بشكل جيد. وحول رد فعل جماعة {الإخوان} وأنصارها، يوضح أنه لا يعنيه هذا الأمر، وكل ما يهمه رد فعل جمهور السينما ومحبيها وليس مؤيدي أي زعيم أو حركة أو تيار.يضيف أن السينما ستظل ناقدة للواقع وكاشفة لسلبيات المجتمع، وتلك الإفيهات ليست الأولى في السينما ولن تكون الأخيرة، {من ينسى تقليد شخصية الرئيس السابق حسني مبارك في فيلم لهاني رمزي ومسرحية لمحمد صبحي، حينها لم يعترض أحد فكيف الحال بعد ثورة كسرت حاجز الخوف داخلنا؟ لن يخيفنا هجوم أو إرهاب من أي نوع، لو كان من الضروري درامياً تقديم الشخصية كاملة بدلا من التلميح إليها في مشهد، لفعلت من دون خوف، اللي بيخاف يبطل شغل}.يشير مؤلف {سمير أبو النيل} أيمن بهجت قمر بدوره إلى أن السخرية من الواقع السياسي مدرسة فنية معروفة منذ بدايات السينما، {من حقنا كصانعين للسينما أن نستخدم ما نشاء من الإفيهات ما دمنا نوظفها بشكل جيد}، متسائلاً: {أليس من المفترض أننا نعيش في عصر الحرية؟ من حقنا أن نسخر من أوضاع وأقوال هي ساخرة بطبعها}.خطوة جيدةيوضح الناقد السينمائي طارق الشناوي أن {تعرض السينما لشخص رئيس الجمهورية خطوة جيدة بحد ذاتها، تعكس مزيداً من الحرية التي حصلنا عليها بعد الثورة، بدليل أنه عند عرض فيلم {جواز بقرار جمهوري} لخالد يوسف الذي يتعرض فيه لشخص الرئيس السابق حسني مبارك، لم يعرض إلا بعدما شاهده جمال مبارك شخصياً، رغم أن الفيلم كان ينافق الرئيس السابق}.يضيف: {اليوم أصبح ظهور رئيس الجمهورية أو أي سياسي أو شخصية عامة مسألة عادية، واستخدام هؤلاء كمادة للسخرية والكوميديا ليس بالأمر الصعب. المهم ألا يقف الفن عند هذه الخطوة ويكتفي بها، أي مجرد السخرية من المسؤولين بنكتة أو مشهد عابر، فلا بد من النقد بشكل أكثر وعياً وإدراكاً لما يدور حولنا من مشاكل، وهو ما سيحدث مع عودة الفيلم السياسي إلى السينما}.يؤكد الشناوي أن جماعة الإخوان منغلقة على نفسها وترفض النقد، وأي محاولة لتقييد الإبداع أو الهجوم على الفن بسبب هذه المشاهد أو غيرها، سيزيد من إصرار الفنانين على النقد والسخرية من الرئيس وغيره، {أعتقد أن الأمر سيمرّ من دون أي اعتراض رسمي من أي جماعة أو حزب، وقد تحدث انتقادات بشكل فردي من بعض مؤيدي الرئيس وجماعته ومرشده ولكنها غير مؤثرة}.