الشهاب: يصعب فك رموز الفجوات الزمنية في جزيرة فيلكا

نشر في 17-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-04-2013 | 00:01
No Image Caption
«مناهجنا التعليمية يجب غربلتها لأنها تقدم معلومات مغلوطة»

نظمت ورشة السهروردي محاضرة تاريخية حاضر فيها الباحث شهاب عبدالحميد الشهاب عن حضارة فيلكا.
أكد مدير المتحف الوطني في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب عبدالحميد الشهاب أن ثمة فجوات زمنية في تاريخ الاستيطان في جزيرة فيلكا يصعب فك رموزها بسبب قلة الوثائق المادية الملموسة، منتقداً المناهج التعليمية التي تدرس معلومات مغلوطة عن تاريخ الكويت.

جاء ذلك خلال استضافة الشهاب في مكتبة آفاق ضمن محاضرة أثرية نظّمتها ورشة السهروردي الفلسفية بعنوان «حضارة فيلكا» وأدارها مدير ورشة السهروردي محمد السعيد الذي أكد أن علم الآثار لا ينتمي إلى العلوم اليقينية لذلك فالنتائج التي يتوصل إليها ستكون عرضة للاختلاف، معتبراً أن هذا التباين في الآراء ليس أمراً سلبياً بل يصب في صالح الجامع الإنساني، كما قدّم السعيد قراءة في بعض الأختام الدلمونية مفسراً بعض النقوش أنها أيقونات مسيحية أو علامة تجارية أو تعويذة.

تسلسل زمني

بدوره، تحدث مدير المتحف الوطني في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب عبدالحميد الشهاب عن التطور الحضاري في جزيرة فيلكا والبناء الثقافي، محدداً بداية الاستيطان البشري على أرض الكويت في العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين الألف السادس إلى الثالث قبل الميلاد، وتتبع الشهاب مراحل الاستيطان البشري في جزيرة فيلكا تحديداً ومنطقة الخليج عموما، شارحاً ضمن هذا السياق:» تعذر علينا كباحثين إيجاد تسلسل زمني للاستيطان البشري في جزيرة فيلكا بسبب تجاهل الباحثين المحيط الجغرافي والتغيرات السياسية، لذلك يصعب علينا سد الفجوات التاريخية في ظل عدم وجود حقائق ملموسة، ومن خلال قراءاتي وجدت أن المياه في منطقة الخليج العربي لم تكن متوافرة لاسيما أن الاستيطان يعتمد على المياه في الدرجة الأولى».

وعن أهمية الآثار في تحديد الوجود الإنساني، شدّد أن التاريخ لا يعتمد على حقائق بل يمزج بين الخيال وعامل الربط بين الأحداث، بينما الآثار هي النقطة الوحيدة التي توصل الإنسان إلى الحقيقة لاسيما أنها وثائق مادية ملموسة تؤكد مسيرة الإنسان ودوره في التطور الحضاري والبناء الثقافي قبل مجتمعات الكتابة، لافتاً إلى ندرة الباحثين الكويتيين الذين يعملون في البحث الأثري يشرع الباب أمام تدليس الباحثين الأجانب الذين يقدمون معلومات مغلوطة ومع مرور الوقت تصبح هذه المعلومات حقائق ومسلمات وما يساهم في تكريس هذا الوضع غياب المختصين المحليين الذين يناظرون الباحثين الأجانب ويفنّدون المعلومات المقدمة قبل اعتمادها.

إعادة نظر

في حديث عن محتوى المناهج التعليمية، يأمل الشهاب تجديد المعلومات في المنهج التربوي الذي يركز على الآثار التاريخية، مشيرا إلى ضرورة غربلة هذا المحتوى وإجراء بعض التعديلات بالنسبة إلى المعلومات التي لا تستند إلى وثائق معتمدة كمسألة استقرار الإسكندر في الكويت، وغيرها من المعلومات غير الموثقة.

كما تحدث الشهاب عن خصوصية فيلكا المختلفة عن الحضارات القريبة منها، مبيناً أنها قائمة بذاتها فلها نظامها المالي ونظامها الاجتماعي وثقافتها، رافضاً مضمون بعض الدراسات الأجنبية التي تؤيد فكرة أن فيلكا جزء من مملكة دلمون، متوقعاً أن يكون هناك اتحاد كونفدرالي يضمها إلى جانب البحرين وجزيرة دارين، معتمداً بذلك على دراسات العلماء البيولوجيين الذين يعتبرون الجزيرة وعاءً بشرياً. وأضاف الشهاب:» لم تتوصل الدراسات إلى الآن إلى اسم الجزيرة  قديماً مستعرضاً نصا مسمارياً عثر عليه في البحرين يذكر الجزيرة باسم «آغاروم» ونصاً آخر ينعتها بايكارا».

وبشأن النصوص التي تتناول جزيرة فيلكا، اعتبر الباحث أن المعثور عليه متنوع فقد وجدنا نصاً عيلاميا ونصوصا أخرى لكن كلها مجتزأة، مستنتجاً أن الجزيرة ملتقى للثقافات ومركزاً تجاريا وشهدت مراحل ازدهار في التجارة وكذلك تأثرت بالأوضاع السياسية وتقلص دورها التجاري في العالم مكتفية بدورها المحلي، كما استعرض بعض النصوص الأخرى للقائد نبوخذ نصر، مستبعداً أن يكون للساسانيين وجود في منطقة الخليج العربي لأنه لم يعثر إلى الآن عن أي ملامح ساسانية.

تناقض

وفي ما يتعلق بالوجود المسيحي في فيلكا، ان اكتشاف الآثار المسيحية في الجزيرة أحدث ارتباكاً في المصادر التاريخية لأن مضمون هذه المعلومات جاء متناقضاً مع الواقع الأثري.

وختم الشهاب حديثه مركزاً على أن الأختام تحتاج إلى دراسة مستفيضة وثمة طلاسم ورموز تعبر عن اختزال فكر ديني ضمن بعض النقوش، ممتدحاً تفسير السعيد لبعض الأختام.

back to top