أوباما يتمسك بـ «ضربة سورية» بدعم من هولاند

نشر في 07-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:01
No Image Caption
• بوتين: 5 دول من مجموعة العشرين تؤيد «الضربة» • أردوغان: أي نظام بديل في سورية لن يكون أسوأ من الأسد
رغم معارضة روسيا وبعض الدول لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد لمعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة قرب دمشق، تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا الإجراء.

تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بشن ضربة عسكرية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، رغم الانقسامات العميقة التي شهدتها قمة مجموعة العشرين. وكان ملف سورية حاضراً على مائدة العشاء لقادة دول العشرين ليل الخميس ـ الجمعة، كما عقد أوباما لقاء منفردا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، دون أن ينجحا في تقليص الخلافات بينهما.  

وكان مساعد مستشار الامن القومي للبيت الابيض بن رودز خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين قال أمس إن روسيا «ليس لديها ما تضيفه» الى النقاش السياسي الجاري في الولايات المتحدة بشأن الازمة السورية، مضيفاً: «رأينا روسيا ترفض باستمرار التحرك لمحاسبة نظام الأسد وتحاول تفادي المشكلات الجوهرية بجميع الوسائل»، مضيفاً أن الروس «ساندوا الأسد ايا كانت الوقائع ومهما فعل النظام»، وذلك بعد تصريحات لسفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامنثا باور مساء أمس الأول اعتبرت فيها أن روسيا تأخذ مجلس الأمن «رهينة»، مضيفة أنه «لا ينبغي ترك النظام السوري ينتهك القوانين الدولية، ويتصرف من دون عقاب باستخدام الأسلحة الكيماوية، لأن روسيا التي توفر له الحماية، تعوق مجلس الأمن من التحرك». 

 

أوباما وهولاند 

 

واشاد أوباما أمس بالتزام فرنسا في القيام «برد دولي قوي» ضد الأسد، وقال للصحافيين اثر لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بطرسبورغ «اقدر كثيرا التزام الرئيس هولاند برد دولي قوي على هذه الاعمال الوحشية»، مشيرا الى ان التدخل الذي يسعى الى القيام به سيكون «محدودا» ويرمي الى «الردع عن استخدام اسلحة كيماوية». من جانبه، اكد هولاند انه «في ما يتعلق بسورية لدينا المبادئ نفسها مع الرئيس أوباما، واليوم نحن مرتبطون احدنا بالاخر لتحمل مسؤولياتنا لان الامر يتعلق بانتهاك لقانون دولي».

واشار هولاند الى ان نشر مفتشي الامم المتحدة تقريرهم المرتقب بشأن الهجوم الكيماوي على الغوطة في ريف دمشق «سيكون عنصرا اضافيا لتأكيد موقفنا»، واضاف «لكن منذ الآن علينا تشكيل اكبر ائتلاف ممكن لاتخاذ القرارات التي تبدو مفيدة، فعالة، بما فيها الذهاب نحو الحل السياسي».

 

بوتين 

 

من ناحيته، قال بوتين أن «أميركا وبريطانيا وفرنسا وكندا والمملكة العربية السعودية تؤيد استخدام القوة ضد سورية»، موضحاً أن بقية الدول المشاركة في قمة الـ20 وهي روسيا والصين والهند واندونيسيا والارجنتين وايطاليا وجنوب افريقيا تعارض توجيه ضربة. واعتبر بوتين ان استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية «استفزاز من قبل المسلحين لجر الدول الداعمة لهم الى الحرب»، مشددا على ان مجلس الامن الدولي هو الطرف الوحيد المخول لمنح تفويض باستخدام القوة في العلاقات الدولية. 

أردوغان 

 

من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس في بطرسبورغ إن «كل الزعماء الذين حضروا قمة العشرين تقريبا يتابعون عن كثب المذبحة التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه وعبر الزعماء عن الضرورة الملحة لتنفيذ عملية ضد دمشق».

وشدد اردوغان على أهمية الضربة العسكرية للنظام السوري، مشيراً الى أنه «لا يجب غض الطرف عن 100 الف سوري قُتلوا خلال النزاع»، مؤكدا ان «اي نظام بديل في سورية لن يكون اسوأ من النظام الحالي». 

وفي المقابل، قال المبعوث الدولي لسورية الاخضر الابراهيمي أمس إنه لا يحق لأي دولة أن «تطبق العدالة بنفسها» وأن تقوم بعمل عسكري يستهدف سورية دون موافقة مجلس الأمن الدولي، في حين افادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ أوباما بأنه لا يمكن حل الأزمة في سورية الا من خلال الحل السياسي وليس بالهجوم العسكري.

 

اجتماعات وخلافات اوروبية 

 

وقبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اتفق وزراء الدفاع الاوروبيون أمس في فيلنوس في ليتوانيا على أنه تم استخدام أسلحة كيماوية في 21 اغسطس الماضي في سورية وعلى وجود «مؤشرات كثيرة» الى مسؤولية النظام في الهجوم، على ما اعلن وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وأكد اوليكاس إنه «ليس هناك رد موحد على الوضع في سورية، ولهذا السبب عبرنا عن آراء مختلفة». وستدلي وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون ببيان اليوم في ختام اجتماع وزراء الخارجية الذي دعي الى المشاركة فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

 

«الكيماوي» وتوسيع الضربة 

 

وكانت وزارة الخارجية الروسية حذرت أمس من «تنفيذ أي هجوم على المنشآت الكيماوية والأراضي المجاورة، فمن شأن مثل هذه الأفعال أن تمثل تحولاً جديداً خطيراً في التطور المأساوي للأزمة السورية»، وأشارت إلى أنه سيكون هناك تهديد بانبعاثات مواد شديدة التسمم التي ستؤثر على السكان المدنيين والبيئة، الى جانب «احتمال وصول ذخائر كيماوية ومواد أسلحة كيماوية إلى أيدي المسلحين والإرهابيين نتيجة أفعال متهوّرة كهذه».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس أن أوباما أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بوضع لائحة موسعة من الأهداف المحتمل ضربها في سورية تتجاوز الخمسين، بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيماوي. وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تحدثت للمرة الأولى عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ «توماهوك» التي تطلق عبر السفن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الضربات «لن تستهدف مستودعات السلاح الكيماوي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزنت وجهزت الأسلحة الكيماوية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات».

(سان بطرسبرغ، دمشق ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top