وزير إعلام عبدالناصر لـ الجريدة: «الإخوان» يخطئون كالبعث

نشر في 11-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-02-2013 | 00:01
No Image Caption
«التمكين والإقصاء وعدم الفصل بين الحزب والجماعة والإرشاد أبرز أخطاء الإخوان»

كشف محمد فائق، وزير الإعلام وزير الدولة للسياسة الخارجية، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن الأخطاء التي يرتكبها حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في مصر، تشبه أخطاء حزب «البعث»، مشيراً في حواره مع «الجريدة» إلى أن مستقبل العرب لا يزال يُرسم في عواصم الدول الكبرى، على الرغم من تزايد المد الثوري بعد الربيع العربي، وفي ما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك للوضع الراهن في مصر؟

- الوضع المصري يعاني حالة سيولة ويمتلئ بالمتناقضات، لأن عملية التحول الديمقراطي ليست سهلة وليست مجرد قوانين، ولكنها تحتاج إلى معاناة ووقت كبيرين، لكن المهم أن البلاد بدأت السير على الديمقراطية، والتي لن يرتضي الشعب غيرها بمعناها الحقيقي، وهي الديمقراطية التشاركية لا الإقصائية، من جانب الأغلبية، لكن المشكلة أن من في السلطة، وأعني جماعة «الإخوان المسلمين»، لا يعرفون أصول السياسة وأصول الديمقراطية، لأنهم خارجون من السجون منذ فترة قريبة.

• كيف تقرأ أحوال الربيع العربي بعد عامين من اندلاع الثورات؟

ـ الأوضاع متفاوتة في دول الربيع العربي، فمثلاً ليبيا أكثر ما يهددها هو وحدة التراب، وانفصال الأقاليم الثلاثة، نتيجة التدخل الخارجي، أما المشكلة السورية فهي أن عدد القتلى والجرائم التي ترتكب من الجانبين الحكومة والمعارضة كبير، لذا لابد من حل سياسي لا عسكري، أما اليمن فأوضاعه أفضل بكثير رغم النزعة الانفصالية في الجنوب، وأعتقد أنه سيتم التغلب عليها، خاصة أن الرئيس اليمني لأول مرة من الجنوب، إلى جانب وجود الرئيس السابق بالبلاد وهو له عشيرة، وابنه لا يزال في الجيش، أما تونس فالأوضاع فيها متشابهة مع مصر.

• ما مدى مسؤولية الإدارة الأميركية عما يحدث في بلاد الربيع العربي وأعني تحديداً مصر؟

- لا يجوز تعظيم النواحي الخارجية، لأن مَن سيقرر في النهاية هو شعب مصر، والإرادة الشعبية موجودة في المقام الأول بالرغم من التدخلات الخارجية، التي يجب عمل حساب لها، إلا أن هناك تضخيماً كبيراً لما تستطيع أميركا أن تفعله في المنطقة، ومصر كانت قادرة على مواجهة أميركا حين أممت قناة السويس 1956، وكسرت حظر السلاح وبنت السد العالي.

• هل تعتقد في صحة المخاوف حول تصدير الفكر الثوري إلى الدول العربية البعيدة عن هذا الربيع؟

- نعم. ولكن الفكر الثوري موجود بكل تأكيد، وهناك رفض للأوضاع الحالية في البلاد العربية، فالعرب، خصوصاً خارج دول الربيع، لم يعودوا فاعلين لمستقبلهم الذي أصبح يحدد في عواصم الدول الكبرى، لكن يبقى أن هذه الموجات من الثورات وطلب الديمقراطية مطروحة بشدة على المنطقة العربية، وتمثل ضغطاً على الحكام والمحكومين، فالشعوب تتطور وتطالب وبعض الحكومات تستجيب للإصلاح، وأعتقد أن وتيرته ستزداد مع مرور الوقت وإلا فسيكون البديل هو العنف.

• كيف تقيم الدور القطري في الثورة المصرية وهل هو ترويج للمصالح الأميركية؟

- مصر أكبر من كل ذلك، ولن تؤثر فيها دولة مثل قطر، بالرغم من أني مع علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول العربية، ولا أخشى من فكرة سيطرة قطر، فهذا أمر غير وارد وثانوي.

• في رأيك هل سيتم تعديل اتفاقية «كامب ديفيد» في ظل الظروف الراهنة؟

- أنا لا أعرف هل تعديل كامب ديفيد على أجندة «الإخوان» حالياً أم لا، ولكنني على يقين أنهم سيضطرون إلى تعديلها، وهذا أمر سهل وليس مستحيلاً، خاصة أنها قيدت مصر وحرمتها السيطرة على سيناء وتعميرها أو حتى على الأقل يجب طلب التفاوض على شروطها.

• ما المشاكل الحقيقية التي يمكن أن تلخص أزمة «الإخوان» سياسياً في مصر؟

- الجماعة لديها الكثير من المشاكل، أولاً: سيطرة فكرة التمكين على كل شيء أربك الرئيس مرسي، ثانياً: هي تنظيم تعبوي والديمقراطية تحتاج إلى تنظيمات مفتوحة وتشاركية لا أوامر تصدر من أعلى إلى أسفل، وحزبها «الحرية والعدالة» يكرر أخطاء حزب «البعث» في سورية والعراق، ثالثاً: أولوياتها كجماعة في السلطة كان من الواجب أن تكون تنفيذ أهداف الثورة، رابعاً: استمرار العلاقة الملتبسة بين الحزب والجماعة ومكتب الإرشاد.

back to top