قبل يوم من انطلاق المشاورات الرسمية في الكونغرس الأميركي حول منح الرئيس باراك أوباما تفويضاً باستخدام القوة في سورية، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس وزراء خارجية دول لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام في باريس، ودعاهم إلى إعلان مواقفهم من الضربة الأميركية المحتملة على نظام الرئيس بشار الأسد خلال الساعات الـ24 المقبلة.  

Ad

والتقى كيري في السفارة الأميركية في باريس وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، والإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان، والبحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وقطر خالد العطية، ومصر نبيل فهمي، والأردن ناصر جودة، والمغرب سعد الدين العثماني، وفلسطين رياض المالكي، في حين تمثلت الكويت بمندوبها لدى الجامعة العربية السفير يوسف الديحاني بحضور أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

وأكد كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع العطية وجود إجماع على أن نظام الأسد تجاوز "خطاً أحمر" باستخدامه الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن السعودية دعمت "إعلان الدول الـ12" خلال قمة العشرين، و"هي عبرت عن دعمها للضربة العسكرية على سورية"، موضحاً أن دولا عربية أخرى ستعلن موقفها في هذا الشأن خلال الـ24 ساعة القادمة.

واعتبر الوزير الأميركي أنه "إذا لم نتحرك فإن الرسالة لحزب الله وإيران والأسد ستكون أن أحداً لا يأبه بخرق معيار دولي واستخدام أسلحة محظورة دولياً"، مكرراً القول إن "مخاطر عدم التحرك أكبر بكثير من التحرك".

من جهته، أعلن العطية دعم الدوحة لـ"إعلان الدول الـ12"، وحث الدول الأخرى على "دعم تدخل دولي لحماية الشعب السوري ولوقف الاعتداءات في سورية"، لافتاً إلى أن "التدخل الأجنبي في سورية موجود منذ بداية الأزمة".

إلى ذلك، نفى الرئيس السوري بشار الأسد أمس في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" التلفزيونية الأميركية تبثها صباح اليوم أن يكون نظامه قد استخدم السلاح الكيماوي، وقال المراسل الصحافي الذي أجرى المقابلة تشارلي روز إن الأسد "نفى أي صلة له بهجوم 21 أغسطس" على منطقة الغوطة قرب دمشق.

ونقل الصحافي الأميركي عن الأسد قوله:"لا وجود لدليل قاطع على استخدامي أسلحة كيماوية ضد شعبي"، وبحسب المقتطفات التي نشرت أمس، فقد أكد الرئيس السوري أنه "سيكون هناك رد من الحلفاء في حال شن هجوم على سورية"، وأن "السوريين استعدوا لهذا الأمر بأفضل ما يستطيعون".

ووسط الانقسام الذي لا يزال مسيطراً في صفوف النواب والشيوخ الأميركيين، تلقى أعضاء الكونغرس أمس أكثر من 100 فيديو عن مجزرة الغوطة، ويبدو أن بعض الأشرطة المصورة شككت في مسؤولية النظام عن المجزرة، ما دفع الإعلام الأميركي إلى التحدث عن "حرب فيديوهات" في الكونغرس.  

(باريس، واشنطن- رويترز، أ ف ب)