تحدت موسكو أمس الدول المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد معلنة أنها لن تسمح بفرض حظر جوي فوق سورية، في حين دعت الرياض العالم الإسلامي إلى الوقوف بوجه الدول التي تزود الأسد بالسلاح في إشارة واضحة إلى موسكو وإيران، في حين دخل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس على خط التوتر بين القاهرة ودمشق، موجهاً انتقادات للرئيس المصري محمد مرسي مستخدماً نفس العبارات التي استخدمها مصدر سوري مسؤول أمس الأول.

Ad

قبل ساعات من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة الثمانية في إيرلندا، ورغم نفي واشنطن اتخاذها قراراً بفرض حظر جوي فوق الأجواء السورية، تحدت موسكو أمس الدول المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة انها لن تسمح بإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية.  

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس، "رأينا مع نموذج ليبيا كيف يمكن فرض مثل هذه المنطقة، وكيف تطبق مثل هذه القرارات. لا نريد تكراراً لهذا الامر في النزاع السوري. أعتقد اننا لن نسمح مبدئياً بمثل هذا السيناريو، هذه مناورات سببها عدم احترام القانون الدولي".

وكان بوتين اطلق أمس الأول في ختام محادثات مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون مواقف متشددة، مؤكداً انه لن يقدم أي تنازل في الموضوع. وقال الرئيس الروسي: "اعتقد أن الجميع سيوافق على أن الأمر لا يستحق دعم أشخاص لا يكتفون بقتل أعدائهم بل يلتهمون أعضاءهم علناً أمام الكاميرات"، في اشارة الى شريط فيديو بث في مايو الماضي يظهر مقاتلاً معارضاً ينتزع أعضاء من جثة أحد الجنود السوريين ويتظاهر بأكلها. وأكد بوتين الذي تقوم بلاده بتسليح نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن موسكو تحتفظ بحقها في إمداد دمشق بصواريخ أرض - جو من طراز "اس 300"، مضيفاً: "نحن لا ننتهك أي قاعدة أو معيار، وندعو جميع شركائنا الى تبني السلوك نفسه".

السعودية

إلى ذلك، دعت المملكة العربية السعودية أمس العالم الإسلامي الى الوقوف بوجه تزويد النظام السوري بالأسلحة والعتاد. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة في بيان، عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء، برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن "المجلس أهاب بالأمة الإسلامية أن تقف في مواجهة تزويد هذا النظام (السوري) الفاقد للشرعية بالأسلحة والعتاد والأفراد، لعدم مواصلة عدوانه على الشعب السوري النبيل"، وأضاف البيان أن "مجلس الوزراء اطلع على تقرير عن تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة، والاتصالات والمشاورات والمباحثات الدولية بشأنها، خاصة الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في سورية، واستمرار المذابح واستخدام الآلة العسكرية ضد أبناء الشعب السوري".

وجدد "التأكيد على المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه تلك الأحداث". وذكر البيان أن الملك السعودي أكد خلال الجلسة "حرصه على أمن البلاد والعباد واستقرارهما وضمان التطور الذي يشمل القطاعات جميعها والرقي بمستوى الإنسان السعودي لمواجهة تحديات العصر". وحذر الملك "من مغبة المغامرات التي ترتكبها بعض الدول وتدخلها في الشؤون الداخلية للآخرين مما يزيد حدة التوتر وعدم الاستقرار". وقال البيان إن "المجلس أعرب عن تقدير المملكة للجهود التي يبذلها مجلس حقوق الإنسان لتعزيز التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان"، منوهاً بـ"القرارات التي اعتمدها في ختام أعمال دورته الـ23 في جنيف".

ونقلت وكالة "رويترز" أمس عن "مصدر خليجي" أن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات "على نطاق صغير" منذ نحو شهرين. وذكر المصدر أن الصواريخ التي تطلق من الكتف تم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا، مضيفاً أن فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة.

المالكي

إلى ذلك، وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس انتقادات قاسية للرئيس المصري محمد مرسي بعد قرار الأخير بقطع علاقات القاهرة الدبلوماسية مع النظام السوري. واستغرب المالكي في كلمة في بغداد "قيام بعض الدول العربية بقطع علاقاتها مع سورية في حين أنها لا تقوم بنفس الإجراء مع إسرائيل"، مشيراً الى "أننا تناسَينا المشاكل والمعاناة من سياسات هذا الكيان". وكان مصدر سوري مسؤول رد أمس الأول على قرار مرسي بالعبارة نفسها.

ومن جهة أخرى، حذر المالكي من "خطورة تسليح المعارضة السورية على سورية والمنطقة"، وذلك خلال استقباله الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

المقداد

في السياق، انتقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سعي الغرب لدعم المعارضة السورية من أجل "تغيير توازن القوى" على الأرض قبل عقد "مؤتمر جنيف 2" الدولي، معتبراً أن ذلك يعكس رغبة في "استمرار القتال وسفك الدماء".

ورأى المقداد في تصريحات صحافية نشرت أمس أن "الدول التي تطرح مقاربات مماثلة هي التي تقف وراء كل ما يجري في سورية"، زاعماً أن "الميزان الوحيد يحدده الشعب السوري والقيادة السورية ليس من خلال القتل والدمار، لكن من خلال أن يجلس السوريون في حوار وطني وبقيادة سورية دون تدخل أجنبي من أجل أن يتوصلوا الى حل سلمي".

انفجار المزة

ميدانياً، قتل عشرة عناصر من القوات الموالية للأسد على الأقل في تفجير سيارة مفخخة ليل الاحد - الاثنين استهدف مطار المزة العسكري في غرب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "التفجير كان ضخما وسمع في ارجاء عدة من العاصمة، وتبعته اصوات انفجارات صغيرة يعتقد انها ناجمة عن صواريخ محلية الصنع اطلقها مقاتلون معارضون في اتجاه مكان الهجوم".

واشار عبدالرحمن الى أن مطار المزة، وهو اكبر المطارات العسكرية في سورية "يوازي من حيث الأهمية مطار دمشق الدولي. إنه المطار الذي يستخدمه بشار الأسد في تنقلاته وكذلك ايضا كبار مسؤولي النظام والقادة العسكريين". وتتولى حماية المطار الفرقة الرابعة في الجيش الأسدي التي تعتبر من أقوى الفرق العسكرية وهي مكلفة بحماية دمشق ومحيطها ويقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس.

(موسكو، الرياض، بغداد -

أ ف ب، رويترز، د ب أ،

يو بي آي)