الين الضعيف ينعش آمال «سوني» و«باناسونيك» و«شارب» وكل الاقتصاد الياباني
تعرض الين أخيرا لضعف دراماتيكي، حيث وصل إلى أدنى مستوى له في 4 سنوات، عند 102 مقابل الدولار في 13 الجاري، كما أن العملة اليابانية فقدت نحو 22 في المئة من قيمتها خلال الأشهر الستة الأخيرة.
يبعث سعر صرف الين الضعيف شعورا بالارتياح حتى لدى أضعف الشركات في اليابان، وأنظر اليوم على سبيل المثال الى شركة بايونير صانعة أنظمة الملاحة في السيارات والمعدات السمعية وأجهزة الفيديو، وفي شهر اكتوبر الماضي عندما أعلنت الشركة، التي تتخذ من كاواساكي مقراً لها، أرقامها لنصف السنة كانت الصورة قاتمة.وتوقعت "بايونير"، التي تضررت نتيجة ارتفاع قيمة الين وتحالفها العاثر مع شركة شارب الخاسرة بخسارة وصلت الى 4.83 مليارات ين ياباني (نحو 61.6 مليون دولار) خلال تلك الفترة، أن تحقق أرباحا تصل الى مليار ين ياباني.
منذ ذلك الوقت حدث الكثير من التغير في اليابان، وقد وعدت الحكومة الجديدة، برئاسة شنزو آبي، باتخاذ إجراء جذري يعالج مسار الانكماش الاقتصادي، وينهي حالة الركود الطويل الذي عاشته البلاد لسنوات، وقد تعرض الين في الفترة الأخيرة لضعف دراماتيكي، حيث وصل الى أدنى مستوى له في 4 سنوات عند 102 مقابل الدولار في 13 الجاري.كما أن العملة اليابانية فقدت نحو 22 في المئة من قيمتها خلال الأشهر الستة الأخيرة، وكان هذا الأداء الأكثر تراجعا وبأشواط بين أسعار صرف أهم 10 عملات في الدول المتقدمة. وبين مجموعة الخاسرين كان دولار أستراليا هو الأقرب الى الين لكنه هبط بنسبة 2.6 في المئة فقط.وأعلنت "بايونير" الاثنين الماضي أرقاما محبطة في تقريرها حول نتائج السنة المالية المنتهية في مارس 2013، وأعلنت خسارة صافية بقيمة 19.5 مليار ين، مقارنة بأرباح بلغت 3.67 مليارات ين في السنة السابقة، حتى مع زيادة المبيعات بنسبة تصل الى 3.5 في المئة، وقيمة بلغت 451.8 مليار ين، وتعرضت بايونير لتكلفة اعادة هيكلة بقيمة 6.2 مليارات ين وستتعرض للمزيد في السنة المقبلة، وقد أعلنت الشركة خططا لإلغاء 800 وظيفة. وتشعر "بايونير" بتفاؤل في انقضاء الفترة الأسوأ رغم كل ما سبق، وهي تقول إنها ستبيع أسهما الى ميتسوبيشي الكتريك، وهي ثاني أكبر مساهم والى دوكومو التي تحتل المركز الأكبر الثالث، وتهدف من خلال حصولها على المال الى التحرك نحو أعمال جديدة مثل أنظمة الملاحة في السيارات.وتوقع "بايونير" تحقيق دخول صافية تصل الى 6 مليارات ين في السنة المالية المقبلة، مع ارتفاع العوائد الى 515 مليار ين، والسؤال هو هل من الممكن حقاً حدوث هذا التحول؟ ويشعر المستثمرون بثقة: فقد ارتفعت أسهم "بايونير" بقوة الثلاثاء الماضي، وازدادت بنسبة تقدر بنحو 33 في المئة، وهو أعلى ارتفاع لأسهم "بايونير" منذ سنة 1974.ويعطي الين الضعيف دفعة الى شركات الالكترونيات اليابانية الاخرى، بما فيها سوني وباناسونيك، كما أن ذلك وفر الأمل لدى شارب، وهي لاتزال أكبر مساهم في بايونير، وكانت الشركة التي تتخذ من اوساكا مقراً لها تفقد بصورة ثابتة قدرتها التنافسية، مع هبوط حصتها في الأسواق العالمية لأجهزة التلفاز الى 5.4 في المئة فقط في سنة 2012، مقارنة بـ6.6 في المئة في السنة السابقة، وفقاً لبيانات ديسبلاي سيرتش. ويبعد ذلك كثيراً عن شركات كورية منافسة، مثل سامسونغ اليكترونيكس (27.7 في المئة ) وال جي اليكترونيكس (15 في المئة).وتتوقع شركة شارب العودة الى نشاطها أيضا، بعد سنتين من الخسائر، وقد تتمكن من تحقيق ربح يصل الى 5 مليارات ين في السنة المالية الجديدة، بحسب اعلان الشركة الثلاثاء الماضي، وبحسب "بلومبرغ" فإن ذلك أفضل من توقعات المحللين البالغة 2.1 مليار ين، كما أن سعر سهم الشركة قفز بنسبة 4.9 في المئة في الأسبوع الفائت، وارتفع 75 في المئة هذه السنة، مقارنة بزيادة بلغت 42 في المئة في مؤشر نيكاي.(بزينس ويك)