«الحر» يرفض «المبادرة الروسية»... والنظام يطلب ضمانات

نشر في 13-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-09-2013 | 00:01
No Image Caption
خطة موسكو تتضمن 4 مراحل... وتقرير المفتشين لن يسمي المسؤول عن «هجوم الغوطة»
بدأت العراقيل تظهر أمام المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيماوي السوري لتجنب ضربة عسكرية، فقد رفض «الجيش السوري الحر» هذه المبادرة، في حين طالب نظام الرئيس بشار الأسد بضمانات بعدم الاعتداء عليه. 

أعلن «الجيش السوري الحر» أمس رفضه المبادرة الروسية لوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية ثم اتلافها وتدميرها، وذلك في بيان تلاه رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، الذي شدد على ضرورة «محاسبة مرتكبي الجريمة»، في إشارة الى الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة قرب ريف دمشق في 21 اغسطس الماضي والذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.

وقال إدريس في بيان مصور نشر أمس: «تعلن رئاسة الأركان رفضها القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيماوي تحت الوصاية الدولية، وتطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيميائي... وتعدي ذلك الى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته».

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض وصف في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس الأول المبادرة الروسية بأنها «مناورة سياسية تهدف لكسب الوقت وإعطاء المهل لنظام أوغل بشراكة حلفائه في سفك دماء الشعب السوري». وأكد الائتلاف أن «أي مبادرة ستكون مقبولة للشعب السوري إذا ما حاسبت كل المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري وصدرت من الأمم المتحدة تحت البند السابع» الذي يتيح استخدام القوة في تنفيذ القرارات الدولية.

وفي السياق نفسه، أعرب رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان أمس عن شكّه في أن يطبّق الرئيس السوري بشار الأسد تعهّده بوضع الأسلحة الكيماوية تحت المراقبة الدولية، واتهمه بكسب الوقت لارتكاب «مجازر» جديدة.

 

دمشق 

 

وفي خطوة قد تكون بداية لمناورة سورية، دعا نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل أمس الى توفير ضمانات بعدم تعرض دمشق لاعتداء في حال تجريدها من السلاح الكيماوي. وقال جميل لقناة «روسيا اليوم» أمس إنه على «الرغم من موافقة دمشق المبدئية على المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيماوي، إلا أنها يجب أن تحصل على ضمانات بعدم تعرضها لاعتداء خارجي في حال تجريدها من هذا النوع من السلاح»، وأضاف «عليهم أن يتقدموا بتعهد علني بعدم الاعتداء على سورية... السلاح الكيماوي إذا كان موجوداً في سورية فهو موجود من أجل الدفاع عن الذات ضد أي عدوان خارجي. وإذا كان هذا السلاح ستجرد منه سورية أو سيجمّد فيجب إعطاؤها ضمانات بأن أي اعتداء خارجي عليها لن يقع على الأقل من الجهة الأخيرة التي هددتها».

 

الخطة الروسية 

 

جاء ذلك في وقت التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف أمس لمناقشة خطة اقترحتها موسكو لتنفيذ مبادرتها. وذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية الصادرة أمس أن الخطة الروسية هي عبارة عن أربع مراحل. وبحسب الصحيفة تنص المرحلة الأولى على انضمام سورية إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وتتمثل المرحلة الثانية في كشف دمشق عن مقار تخزين وإنتاج هذه الأسلحة، أما الثالثة فتقضي بفحص ترسانة الأسلحة الكيماوية، وفي المرحلة الرابعة يجرى تدميرها. وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل تجديد ما يعرف باسم برنامج «نان-لوغار» لنزع أسلحة الدمار الشامل، والذي سيمكن واشنطن وموسكو من التعاون في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية.

التقرير الأممي 

 

الى ذلك، رجح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن يصدر مفتشو الأمم المتحدة الذين حققوا في هجوم 21 اغسطس تقريرهم يوم الاثنين المقبل. ولفت دبلوماسيون الى أنه من غير المرجح ان يلقي التقرير باللوم على أي من طرفي الصراع، لكنه سيحتوي بالتأكيد على تفاصيل كافية تشير الى الطرف المسؤول. وقال دبلوماسيان غربيان إنهما يتوقعان بقوة أن يؤكد تقرير رئيس لجنة التفتيش التي زارت سورية آكي سلستروم  وجهة النظر الأميركية بشأن استخدام غاز السارين في الهجوم. وأشار الدبلوماسيان الى أن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي انتقد بشدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الأهلية قد يعلن إن كان يرى أن الحقائق توحي بأن قوات الأسد هي المسؤولة.

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة أمس النظام السوري الى الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيماوية. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «فرصة السلام في سورية قائمة، وإضاعتها أمر غير جائز». من ناحيته، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن المبادرة الروسية نجحت في «تجنيب سورية الضربة فترة معينة... لقد كانت لتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي»، مضيفاً أنه «لابد من الآن أن نعمل كل ما بوسعنا، كي لا تضيع هذه الفرصة سدى».

 

بوتين 

 

واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن جميع الأسباب تدعو إلى الاعتقاد بأن قوات المعارضة هي التي استخدمت أسلحة كيماوية لا الجيش السوري، داعياً إلى اغتنام فرصة قبول دمشق الاقتراح الروسي، لأن الضربة العسكرية الأميركية المحتملة قد تنشر النزاع في المنطقة بأسرها. 

وكتب بوتين مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قال فيها إن الأحداث الأخيرة المحيطة بسورية دعته إلى التوجه مباشرة إلى الأميركيين والقادة السياسيين في أميركا، وتحذيرهم من مخاطر الضربة العسكرية الأميركية. وشدد الرئيس الروسي على ان سورية لا تشهد معركة من أجل الديمقراطية، بل نزاعاً مسلحاً بين الحكومة والمعارضة في بلد متعدد الأديان.

 (دمشق، أنقرة، واشنطن، موسكو، جنيف، باريس ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top