في ظل استمرار غياب الحل السياسي للأزمة السورية، تصاعدت أعمال العنف والمواجهات خصوصاً في منطقة الساحل حيث قتل أكثر من 20 شخصاً في مجزرة نفذتها مقاتلات النظام، في حين هدد إقليم كردستان العراق بالتدخل للدفاع عن أكراد سورية.

Ad

بينما اتفقت موسكو وواشنطن على ضرورة تنظيم مؤتمر «جنيف-2» في أقرب وقت ممكن لإيجاد حل سياسي للأزمة المتفاقمة في سورية، قام طيران نظام الرئيس بشار الأسد بقصف عنيف لريف اللاذقية مساء أمس الأول مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة العشرات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، بأن «أكثر من عشرين شخصاً سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد (ريف اللاذقية)»، مرجحاً ارتفاع عدد القتلى «بسبب وجود جرحى بحالات خطيرة ووجود أشلاء».

وأوضح المرصد أن من بين القتلى «ما لا يقل عن عشرة شهداء، يعتقد أنهم مدنيون تحولوا إلى أشلاء، وستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سورية».

 

إعدام 12 شخصاً

 

وفي شمال البلاد، قال المرصد إن القوات النظامية «أعدمت 12 مواطناً بينهم امرأة في قرية تبارة السخاني»، الواقعة في ريف حلب. وتمت هذه «الإعدامات» بعد اقتحام القوات النظامية يوم أمس الأول لهذه القرية التي تبعد نحو 20 كم جنوبي بلدة خناصر التي سيطر عليها النظام الأسبوع الماضي.

كما ذكر المرصد السوري أن مقاتلي المعارضة استهدفوا مبنى تتحصن فيه القوات النظامية في حي الخالدية بوسط حمص، ما أدى لاندلاع النيران فيه، تبعها اشتباكات بين الطرفين.

وفي محافظة دير الزور، جددت القوات النظامية قصف عدد من المناطق، فيما تواصلت الاشتباكات بين جبهة «النصرة» والكتائب المقاتلة من جهة والقوات السورية من جهة أخرى في حيي الحويقة والرشدية. 

وفي محافظة حماه، سقطت قذيفة في المزارع الغربية لقرية أبو حنايا بالريف الشرقي، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي والمروحي، كما هز انفجار ضخم منطقة سهل الغاب، ناجم عن تفجير رجل سيارة مفخخة عند حاجز أبو رحمون للقوات النظامية الواقع بين قريتي جورين والزيارة.

 

البارزاني 

 

وفي تطور ينذر بمزيد من التعقيد، هدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس بالتدخل للدفاع عن أكراد سورية في حال ثبوت تعرضهم للقتل على أيدي الجماعات «الإرهابية». 

وقال البارزاني، في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني لرئاسة الإقليم: «تقوم بعض وسائل الإعلام منذ فترة بنشر أنباء عن قيام الإرهابيين بالنفير العام ضد المواطنين الكرد وأن إرهابيي القاعدة يتعرضون للأكراد المدنيين الأبرياء ويقومون بذبح النساء والأطفال». 

وأضاف، مخاطباً الأحزاب الكردية العراقية، من أجل «إظهار الحقائق من هذه الأنباء أطالبكم بإجراء تحقيق خاص لزيارة كردستان الغربية (شمال سورية) والتحقق من هذه الأنباء»، مؤكداً أنه «إذا ظهر أن هذه الأنباء صحيحة، وظهر أن المواطنين ونساء وأطفال الكرد الأبرياء هم تحت تهديد القتل والإرهاب، فإن إقليم كردستان العراق سوف يسخر كل إمكاناته للدفاع عن الأبرياء الكرد في كردستان الغربية».

 

مؤتمر جنيف

 

ووسط مخاوف المجتمع الدولي من تزايد «عمليات العنف الطائفي»، تجدد الحديث عن ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع المتفاقم في البلاد والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في واشنطن أمس الأول: «آراؤنا متطابقة: مهما حصل، يجب أن ندعو إلى اجتماع جنيف-2 في أقرب وقت ممكن».

وأوضح لافروف أن دبلوماسيين روسا وأميركيين سيلتقون في نهاية أغسطس الجاري لبحث تنظيم هذا المؤتمر الدولي الذي يتأجل باستمرار منذ مايو الماضي.

وقال كيري، في هذا الصدد، إنه لا يتفق على الدوام مع نظيره الروسي «حول المسؤولية عن أعمال القتل أو بعض السبل للمضي قدماً. لكننا نتفق وكذلك بلدانا على أنه لا يمكن تجنب انهيار المؤسسات والانزلاق نحو الفوضى، إلا من خلال حل سياسي يتم التفاوض عليه». وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن أمينها العام بان كي مون «أشار إلى ضرورة إطلاق» عملية التحضير لمؤتمر جنيف وذلك خلال عشاء عمل مساء الخميس في نيويورك مع وزير الخارجية الروسي.

 

لاجئون

 

يأتي ذلك فيما أعلن في ايطاليا العثور على ست جثث على شاطئ قريب من المدينة الصقلية الكبيرة كاتانيا، وإنقاذ نحو 120 آخرين وصلوا من سورية.

وهؤلاء المهاجرون وبينهم نساء وأطفال غادروا سورية قبل أسبوعين وغيروا المركب عدة مرات قبل أن يتركوا في قارب صغير على بعد 11 متراً من الشاطئ، كما أوضح مسؤول في الشرطة الايطالية.

في غضون ذلك، يسعى الائتلاف الوطني السوري لفتح أول مكتب له في الأردن في إطار مسعى لتوسيع نفوذه في البلاد حيث لجأ عدد كبير من السوريين إلى هناك بسبب الحرب. وقالت عضوة الائتلاف ريما فالحان أمس الأول إن «عمان أعطت الإذن بإنشاء مكتب تمثيل لتنسيق الشؤون السياسية وقضايا اللاجئين».

(دمشق، أربيل – أ ف ب، رويترز، يو بي آي)