• أنقرة لا ترى فائدة من «الحوار»   • أنباء عن تعديل وزاري يمهد لضم «معارضة الداخل»

Ad

أثارت المواقف الأخيرة لرئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب عاصفة سياسية في داخل صفوف المعارضة السورية، في حين لاقت ترحيباً من روسيا وإيران إلى جانب الترحيب الذي لاقته من الولايات المتحدة.  

عاد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، أمس، إلى مقره في القاهرة قادماً من مدينة ميونيخ الألمانية، حيث التقى أمس الأول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، وإيران علي أكبر صالحي.

ورحب صالحي أمس بمبادرة الخطيب التي قبل بموجبها التفاوض مع ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، واصفاً إياها بأنها «خطوة جيدة إلى الأمام»، ومؤكداً أن لقاءه مع الخطيب كان «جيداً جداً وأنا سعيد للقائه، ولقد قررنا مواصلة الاتصالات».

وأكد صالحي أن بلاده «مستعدة لكي تكون طرفاً في حل، لأن ما يحصل في سورية محبط»، وأضاف: «يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات»، مضيفاً: «لقد قلت للخطيب اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي، لكي يتمكن كل طرف من التأكد أن العملية تجري بشكل مناسب». أما لافروف فقد أشار أمس إلى مبادرة الخطيب قائلا «خطوة مهمة جداً خصوصا، لأن الائتلاف تشكل على أساس الرفض التام لأي محادثات مع النظام»، إلا أن مصدراً دبلوماسياً وصف المحادثات بين لافروف والخطيب بأنها مجرد «اجتماعات روتينية».

وقال المصدر الروسي: «قدمنا آراءنا عندما التقى الوزير لافروف بالخطيب. أشرنا إلى تصريحاته بوصفها فرصة قائمة للحوار مع الحكومة السورية. هذا أمر طالبنا به»، وتابع: «لأي مدى هذا واقعي. هذه مسألة صعبة وهناك شكوك بشأن ذلك».

من ناحيته، أكد الائتلاف الوطني السوري أن على روسيا أن تضغط الآن على نظام الأسد. وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني: «الكرة الآن في الملعب الروسي إذا كان الاتحاد الروسي ينظر الى مصلحته الحقيقية في المستقبل في المنطقة»، وأضاف: «نحن نعتقد أن عليه أن ينحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري لا إلى جانب من يقتل الشعب السوري».

أنقرة

في المقابل، وفي أول موقف معارض لمبادرة الخطيب، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في ميونيخ أن حواراً بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل. وقال في هذا السياق: «يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلا»، وتساءل: «لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن أن قادة المعارضة سيتمكنون من الترشح؟»، معتبرا أنه سيكون على الأسد أولاً «تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سورية». واعتبر وزير الخارجية التركي أن «النظام السوري يدمر بلاده. الشعب يموت والمجموعة الدولية تتفرج، كما فعلت في مطلع التسعينيات في البوسنة».

تعديل وزاري

في سياق آخر، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة جداً من النظام أن نقاشات موسعة تجري داخل الحكومة السورية، تمهيداً لإجراء تعديل وزاري محتمل يضم شخصيات من المعارضة الداخلية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ»المطلعة» أن «نقاشات حكومية موسعة تجري حالياً، تمهيداً لإجراء تعديل وزاري محتمل يمكن أن يشمل 3 وزارات خدمية واقتصادية بالشكل الذي يراعي زيادة مشاركة أحزاب من خارج الجبهة الوطنية التقدمية السابقة في التشكيلة الحكومية، أي أحزاب من المعارضة السورية الداخلية».

واشنطن والتسلح

وقال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض رفض اقتراحاً من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق حينئذ الجنرال ديفيد بترايوس يتعلق بتسليح المعارضة في سورية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين لم تسمهم أن كلينتون وبترايوس قدما الخطة إلى البيت الأبيض الصيف الماضي، غير أن الأخير رفضها بسبب قلقه من المخاطر التي ترافقها على الأخص مع خوض الرئيس باراك أوباما حملته الانتخابية لولاية ثانية.

وبحسب الصحيفة كانت الخطة تستند إلى تقييم المجموعات المقاتلة وتدريب المقاتلين الذين سيزودون بالسلاح بمساعدة دول مجاورة. ورغم أن الخطة كانت تحتوي على مخاطر فإنها كانت تحمل القدرة على إيجاد حلفاء سوريين للولايات المتحدة تعمل معهم خلال الأزمة وبعد سقوط نظام الأسد. ميدانياً، تواصلت العمليات العسكرية والمعارك في كل أنحاء سورية، مسفرة عن مقتل أكثر من 120 شخصاً بينهم 25 شخصاً سقطوا في غارة جوية على حيّ الأنصاري وسط مدينة حلب. وأسفرت الغارة عن تدمير مبان سكنية، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات معظمهم من النساء والأطفال.

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)