محمد صبحي: قضيتي ليست تقديم عمل عظيم بل اتجاه مؤثر

نشر في 16-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 16-04-2013 | 00:02
هو «الديكتاتور» في مسرحية «كارمن» و{فارس بلا جواد» و{رجل غني فقير جداً»، وصاحب سلسلة «ونيس وأيامه»، إنه الفنان الكبير محمد صبحي الذي يعود إلى المسرح بست مسرحيات من بينها «خيبتنا».
حول أعماله الجديدة، وتقييمه للفن والأحداث السياسية الجارية في البلاد يدور اللقاء التالي معه.
أخبرنا عن «خيبتنا».

مسرحية كوميدية موسيقية، فكرتها جديدة تناقش تجربة الهندسة الوراثية، وكيف أن الدول الأوروبية تجري تجارب لاستخدامها في السيطرة على الشعوب العربية، سأقدمها في أميركا وأوروبا وأخصص عائدها إلى مشروع العشوائيات.

لماذا مشروع العشوائيات؟

أنا فنان مصري أحمل هموم وطني، ولطالما تمنيت تنفيذ هذا المشروع. لحسن الحظ، مهدت ثورة يناير لتحقيق هذا الحلم بعدما مرّ بمراحل تعطيل بسبب الروتين.  

لماذا بدأت في محافظة الإسكندرية؟

لأنها المكان الذي اندلعت منه الثورة برأيي، وقد استغليت ثقة الناس بي كفنان وجمعت أكثر من مليون جنيه، وضعت المبلغ في المصرف المركزي وخصصته لبناء مستشفيات على أعلى مستوى، ومدارس ومصنع لإنتاج الزجاج والبلور يعمل فيه أهل هذه المناطق العشوائية. شعارنا هو «بناء الإنسان قبل بناء الحجر»، لن أتخلى عن هذا الحلم وسأظل وراءه حتى يتحقق على أرض مصر ويكون تجربة ناجحة يحتذي بها العالم.

هل ثمة نشاطات اجتماعية أخرى؟

أتولى رعاية نحو 200 طفل من أطفال الشوارع وأشرف على تعليمهم وتدريبهم، وستشاهدونهم قريباً على شاشة التلفزيون. أتوقع لهم مستقبلا باهراً، فمنهم من يتمتع بموهبة تشبه مطربين كبار أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم.

ما مصير الأجزاء الجديدة من «ونيس وأحفاده»؟

تراجعت عن فكرة تقديمها.

لماذا؟

عندما قدمت «ونيس وأولاده» (1994) ناقشت أموراً أخلاقية تخصّ الأسرة المصرية، مثل الانفلات الأخلاقي وصلات الرحم التي يجب الحفاظ عليها وأمور أخرى تنادي بعودة القيم الواجب تعزيزها بين المصريين، وكنت مستمتعاً كفنان. لكن اليوم إذا تحدثت عن الأخلاق فأكون أناطح السماء، مع تخطي الانفلات بكل صوره الحدود، وبات من الضروري البحث عن قضية أخرى بعيدة عن ونيس.

لماذا تركز في أعمالك على تقديم مبادئ؟

أردّد دائماً أنني لا أصنع عملا عظيماً، هذه ليست قضيتي، لكني مهموم بصناعة اتجاه يؤثر في الناس، فعندما أتحدث إلى نفسي أحاسبها على الأعمال التي قدمتها، ليس وفقاً للإيرادات أو نسبة حضور الجمهور، بل مدى الأثر الذي تركته في المتفرج.

ما رأيك بمستوى الأعمال الفنية الراهنة؟

تدنى بدرجة كبيرة. لطالما دعوت الشباب في الندوات إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، أدعوهم اليوم إلى مقاطعة الفن المنحرف الذي لا يليق بعادات وتقاليد العربي عموماً والمصري خصوصاً. عندما يقدم المنتج عملا فنياً مسفاً وضعيف المستوى ويحقق إيرادات مرتفعة ومراكز متقدمة في سباق الأعمال الدرامية السينمائية أو التلفزيونية، لا يمكن أن نطلب منه إنتاج فيلم محترم.

هل المقاطعة هي الحل؟

هي إحدى وسائل مواجهة هذه النوعية من الأعمال، يجب أن يرتقي الفن بعقل المشاهد ولا يهبط بمستواه وذوقه، وليس الفنان مجرد ممثل يؤدي أدواراً فحسب، إنما يمكنه، باعتباره صانعاً للثقافة، خدمة وطنه من موقعه الفني بتقديم أعمال جيدة.

لماذا رفضت منصب وزير الثقافة إذاً؟

لأن الوزير يدير الثقافة بينما الفنان، كما أوضحت، يصنع هذه الثقافة ويغيرها باستمرار، وله تأثير على المواطنين أكبر من أصحاب المناصب السيادية.

هل من الضروري تفعيل دور الرقابة الفنية؟

الرقابة الحقيقية ذاتية من الجمهور الذي يحدد الأعمال التي تستحق أن تستمرّ وتلك التي يجب مقاطعتها لعدم تكرار عرضها. كذلك تأتي الرقابة من الفنان في ما يتعلق باختيار أعماله.

على مدى ثلاثين عاماً قدمت أعمالا مسرحية يُشهد لها بخلوّها من الإسفاف. يهمني الهدف والرسالة في أي عمل أقدمه، فإذا وضع الفنان هاتين النقطتين نصب عينيه سيقدم أعمالا رائعة، يحترمها الجمهور وتظل في ذاكرته حتى بعد رحيله أو اعتزاله.

كيف تقيّم الأحداث السياسية في مصر؟

سيئة للغاية، وتؤثر سلباً على إنتاجنا وسياحتنا. من الصعب أن يأتي جمال عبد الناصر مجدداً لينقذنا. إن لم نصبح يداً واحدة ونرفض أي تخوين لأي فئات منا، فسنواجه مشكلات أكثر صعوبة من التي نواجهها الآن.

وثورات الربيع العربى؟

للأسف، هي ربيع أميركا وإسرائيل وخريف ملبد بالغيوم في بلداننا العربية. الثورة الحقيقية كانت يوم انطلاقها وقرار تنحي مبارك وسقوط شهداء في سبيلها، بعدها سرقت الثورة ولم يعد التعبير عن رفض هذه السرقة بالنزول إلى الميدان جديداً. من حقي كمواطن النزول إلى الميدان والتجول فيه مثلما من حق أي مواطن الاعتراض والتعبير عن رأيه، لذا يجب احترام حريات الآخرين، واحترام حكام مصر بداية من محمد علي. كذلك أرفض السخرية الموجهة ضد الدكتور محمد مرسي رغم اختلافي معه.

 

ما الرسالة التي توجهها إلى جمهورك؟

كن عظيماً ولا تكن نكرة في أمة لا تفعل فيها شيئاً.

back to top