استضاف الملتقى الثقافي في جلسته مساء أمس الأول الموسيقار غنام الديكان، الذي أكد أن الأغنية الكويتية بحاجة إلى من يقدّمها بشكل عصري، وذلك وسط حضور نخبة من المهتمين بالموسيقى.

Ad

 وفي البداية رحب الروائي طالب الرفاعي بالحضور مشيداً بدور الديكان البارز في إثراء الحركة الموسيقية في الكويت، وقدم الرفاعي تهنئة خاصة للروائي سعود السنعوسي لفوزه بجائزة البوكر للرواية العربية الذي يعد فوزا للرواية الكويتية.

 وقال الرفاعي إن «الحديث عن الموسيقى في الكويت هو حديث ذو شجون، وهناك مؤرخ في نهاية الثلاثينيات كتب عن الشعب الكويتي، وأكد أن الكويت هي أكثر الشعوب التي تملك مطربين وأكثر الشعوب التي تهتم بالموسيقى، فكان الغناء مهنة تستخدم من خلال الغوص، فكل سفينة تملك ما لا يقل عن (نهّامين) اثنين، وأوضح المؤرخ أن أكثر من ألف نهام كانوا ينزلون إلى البحر في السنة الواحدة».

واقع الأغنية الكويتية

من جانبه، أكد الديكان أن أساس الغناء في الكويت له ثلاثة عناصر: الغناء في البادية والغناء في المدينة والغناء في البحر، واعتبر غناء المدينة هو الأهم، وفي حديثه عن غناء البحارة قال: «هناك أيضا ثلاثة عناصر لغناء البحارة وهو غناء للعمل وغناء للترفيه وغناء الساحل، والأهم بالنسبة للبحارة هو غناء العمل، لأن كل جزء من السفينة وكل شخص يشارك في هذا الغناء بأمر من قائد السفينة (النوخذة)، وبعد ذلك يقوم (المجدمي) بإخبار (النهام) وهو مطرب السفينة للبدء في غناء العمل فيغني النهام مع باقي البحارين من أجل بث الحماسة وتوحيد الجهد أثناء العمل».

وأضاف الديكان أن أغاني البحارة هي جزء من العمل، وأن كل سفينة تعتمد على الأقل على ثلاثة نهامين، فالنهام الأول يجب أن يتقن الدرجة الصوتية، والطبقة الصوتية مهمة جداً بالنسبة للبحارة أو بالنسبة للنهام لأنها أساس الغناء، مضيفا: «أذكر أن هناك نوخذة يسمى حسين بن علي وهو محب للغناء البحري بصورة كبيرة جداً وكان عندما يقرر السفر في البحر يصطحب أفضل النهامين مثل عبدالعزيز الدويش، وجوهر السيد، وراشد الجيماز، وفرحان بوهيلة والعديد من النهامين الآخرين، والنهام في العادة ينتقي أفضل (اليزوة) وهم الفرقة الغنائية المكونة من عدد من البحارين.

وأشار إلى أن الثقافة الواسعة التي يتمتع بها البحارون في الكويت ترجع إلى كثرة زياراتهم لأكثر من دولة أثناء السفر ومعرفتهم بثقافات واسعة وكبيرة كالثقافة الهندية، لافتا إلى أن «حسين بن علي هو أول من جمع البحارة بعد توقف مهنة الغوص في ثانوية الشويخ».

أوزان البحارة

وتذكر أن أوزان البحارة في منتهى الصعوبة ولها أنواع عديدة، بحيث إن هناك نوعا من غناء البحارة يُسمى بالحدادي يعني البحر وهو نوع للترفيه، إضافة إلى نوع آخر يسمى «السنغني» وهو أصعب أنواع الغناء البحري.

 وفي حديثه عن السنغني قال الديكان: «بحثت كثيراً عن معنى السنغني إلى أن وجدت الإجابة بعد وقت طويل، وهذا النوع يعد من أصعب الإيقاعات البحرية، كذلك هناك نوع آخر يسمى (الخماري) وكان يقوم بتأديته مجموعة متجانسة من البحارين، وتعد رقصة (الخماري) في منتهى الصعوبة وعادة من يقوم بها السيدات.

 ولفت إلى أن الذي يكتب أغنية الخماري يختلف عن الذي يكتب الأغاني الأخرى، حيث يشترط ألا يكون أمياً، ويكون ممن يعرفون القراءة والكتابة على أقل تقدير، لأنه عادة ما تكون كلمات «الخماري» في منتهى الدقة والصعوبة.

وأشار الديكان إلى أن هوية الأغنية الكويتية ضاعت وهي بحاجة إلى مثقف يقدمها بشكل عصري، والمراكز الحكومية مسؤولة عن ضياع هوية الأغنية الكويتية، مضيفا أن «فرقة الإذاعة كانت تقدم في السابق أصوات جميلة، وكان لها دور كبير في إثراء الساحة الغنائية سواء في الكويت أو في الخليج، ولكنها الآن لم تعد موجودة».