تعرضت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص أمس لقصف عنيف وعشوائي لليوم التاسع على التوالي من قبل قوات النظام، التي بدت مصممة على السيطرة على هذه الأحياء، حتى لو اضطرت إلى تهجير كل سكانها، كما حدث مع حي باباعمرو. إلى ذلك، زار رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمس مناطق سورية محررة، والتقى قادة عسكريين في «الجيش الحر».

Ad

واصلت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، أمس، قصفها العنيف على حي الخالدية والأحياء الأخرى المحاصرة في وسط مدينة حمص لليوم التاسع على التوالي، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن نحو سبعين في المئة من حي الخالدية بات مدمراً.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن «ستين إلى سبعين في المئة من حي الخالدية مدمر، إما بشكل كامل، وإما بشكل جزئي، وإما غير صالح للسكن»، مضيفاً «لا توجد صورة محددة بالنسبة إلى أحياء حمص القديمة التي تعاني أيضاً مستوى كبيرا من الدمار».

وقال عبدالرحمن إن «تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل ممنهج. هناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام. كل ذلك بهدف دفع السكان والثوار إلى الهرب». وأوضح أن «الدمار طال كل شيء: المنازل والمحال والمواقع الأثرية في كل المدن السورية، إلا أن حمص تعاني أكبر نسبة من الدمار ومنذ مدة طويلة، لا بل الأطول بالمقارنة مع المناطق الأخرى». ومنذ يناير 2012، بدأ القصف على حمص، ثالث اكبر المدن السورية، مع معركة حي باب عمرو الشهيرة التي انتهت بدخول قوات النظام الحي وبعض محيطه في مطلع مارس من العام نفسه، وفر منها آلاف السكان.

وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية استخدمت أمس الأول في قصفها لحيي الخالدية (شمال) والحميدية (وسط) قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقد طال القصف مجدداً مسجد خالد بن الوليد في الخالدية. كما نفذ الطيران الحربي أمس غارات على بعض أحياء حمص، وترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية «ومسلحين تابعين لها»، بحسب المرصد، عند أطراف حي الخالدية، في محاولة جديدة لاقتحام الحي.

إلى ذلك، أكد رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس أمس إرسال دفعات متتالية من الأسلحة والذخيرة بشكل يومي إلى قيادة جبهة حمص، وأكدت هيئة الأركان وجود وثائق بكل ما تم تسليمه لجبهة حمص.

دمشق

وفي دمشق، نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر (شرق)، بينما تعرض حي القابون (شمال شرق) للقصف من القوات النظامية. وكانت سقطت صباحاً قذائف على مخيم اليرموك (جنوب)، إثر اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى اشتباكات وقعت فجرا عند اطراف حي برزة (شمال) في محاولة من القوات النظامية اقتحامه.

وسيطر مقاتلو المعارضة منذ اسابيع على أجزاء كبيرة من حي برزة، بينما توجد جيوب لهم في الأحياء الجنوبية والشرقية تحاول قوات النظام القضاء عليها.

في مدينة حلب (شمال)، أفاد المرصد بانفجار استهدف مدرسة الغفّاقيّة في حي السبع بحرات في حلب القديمة «وأنباء عن استهداف مقاتلي الكتائب تجمعا للقوات النظامية داخل المدرسة»، ما تسبب في اصابات لم يعرف عددها.

الزهراء

من جهة ثانية، وقعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين من جهة والقوات النظامية ومسلحين من الطائفة الشيعية من طرف آخر في الجهة الشرقية من بلدة الزهراء، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، والتي تحاصرها مجموعات معارضة مع بلدة نبل القريبة ذات الأغلبية الشيعية أيضاً منذ أشهر. وقتل في الاشتباكات ثلاثة مقاتلين، بحسب المرصد، وأصيب 25 بجروح.

الجربا

في سياق آخر، زار رئيس الائتلاف الوطني السوري الجديد أحمد عاصي الجربا أمس مناطق في سورية تسيطر عليها المعارضة والتقى هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» وقادة عسكريين. جاء ذلك في حين رحبت الولايات المتحدة في وقت متأخر من مساء أمس الأول بانتخاب الجربا رئيسا للائتلاف، معربةً عن أملها في أن يتم «تحقيق تقدم بالعمل معاً للحيلولة دون دخول سورية في مرحلة الانهيار التام والفوضى، ولإعادة بناء النسيج الاجتماعي السوري».

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن «واشنطن تتطلع الى أن يتمكن الرئيس الجربا والقادة الجدد من ملامسة تطلعات كل أطياف المجتمع السوري، وتوحيد الأهداف وتنظيم التحالف السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وأعربت دولة قطر أمس عن ترحيبها بانتخاب الجربا، مؤكدة أنها «تتطلع إلى العمل مع الرئاسة الجديدة للائتلاف». وكانت الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية رحبتا أمس الأول بانتخاب الجربا.

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

زهر الدين لإدارة معركة حلب

أعلن موقع «عكس السير» السوري الإلكتروني أمس أنه «كما كان متوقعاً بعد حملة تشهير وفضح نالها العميد محمد خضور، المسؤول الأول عن العمليات العسكرية التي تتم في حلب، فقد أصدرت القيادة العسكرية لجيش النظام قرارا بخلع الأخير، وتعيين العميد عصام زهر الدين بديلاً عنه».

وأشار الموقع إلى أن «خضور نال وعبر ثلاثة أيام قسطاً وفيراً من التشهير والشتم من قبل الصفحات الإخبارية المؤيدة للنظام، الأمر الذي لا يتم إلا بعد استصدار قرار من جهات عليا، تمهيداً لعملية عزله وتحميله مسؤولية فشل الجيش النظامي إلى الآن، على الأقل في استرجاع المناطق التي كان الجيش الحر سيطر عليها قبل عام من الآن».

ولفت إلى أن «خطوة تعيين زهر الدين، المشهور بوحشيته، تأتي في وقت حرج جداً، حيث تعاني الوحدات المقاتلة داخل المدينة نقصا هائلا في الإمداد الغذائي نتيجة الحصار المفروض تلقائياً من جراء الاشتباكات التي حدثت مؤخراً عند مدخل حلب (أكاديمية الأسد)، وفي وقت باتت كتائب الجيش الحر قاب قوسين أو أدنى من تحقيق سيطرة دائرية شبه كاملة على المدينة بعد دخوله حي الراشدين المحاذي تماماً للحمدانية وحلب الجديدة».

وكان زهر الدين قبل الثورة السورية مجرد قائد فرقة، لكنه رقي إلى رتبة قائد لواء بطريقة ملتبسة، وأشار ناشطون إلى أن ترقيته جاءت بسببه انتمائه إلى طائفة الموحدين الدروز.