على وقع التوتر الشديد في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة لليوم الثاني على التوالي بالتزامن مع إحياء إسرائيل ما تعتبره ذكرى توحيدها المدينة، صوّت مجلس النواب الأردني أمس بالإجماع على "طرد السفير الإسرائيلي من عمان ومغادرة المملكة كرد على انتهاكات الاحتلال، الذي اقتحمت قواته منزل مفتي الديار الفلسطينية واعتقلته".

Ad

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن المجلس صوت بالإجماع أيضاً خلال الجلسة التي عقدها أمس برئاسة سعد هايل السرور وحضور رئيس الوزراء عبدالله النسور وهيئة الوزارة على "الطلب من الحكومة استدعاء السفير الأردني في تل أبيب".

وكلف المجلس خلال الجلسة لجنة الشؤون العربية والدولية إصدار بيان "شديد اللهجة حول الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

واعتبر نواب أن قرار المجلس "الطلب من الحكومة بأن تطلب من السفير الإسرائيلي مغادرة المملكة هو قرار تاريخي"، مشيرين إلى أن الحكومة ملزمة بتنفيذ هذا القرار النيابي. وخلال جلسة أمس، قال النسور إن "الحكومة تنظر بمنتهى الجدية والخطورة لما قامت به إسرائيل من إجراءات وممارسات حول المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يوم أمس وصباح اليوم"، مضيفاً أن بلاده ستلجأ إلى مجلس الأمن في حال تطورت الاعتداءات.

وبينما طالب نواب بـ"إعلان الحرب على إسرائيل وإعلان الجهاد ضدها"، طالب 76 نائباً (من أصل 150) الحكومة بإعادة النظر في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة باسم معاهدة "وادي عربة" في ثاني مذكرة نيابية تسلم إلى رئيس البرلمان، بعد دعوة مماثلة قدمها 26 برلمانياً.

في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بعد اقتحام منزله في منطقة الصلعة في جبل المكبر جنوب القدس.

وذكرت مصادر فلسطينية أنه تم اقتياد المفتي حسين بمركبات الشرطة لمركز تحقيق وشرطة المسكوبية غرب القدس للتحقيق معه بتهمة التحريض، واعتقلت كذلك رئيس لجنة رعاية المقابر في القدس مصطفى أبو زهرة عند أحد بوابات المسجد الأقصى.

وأدان الرئيس محمود عباس اعتقال مفتي الديار، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراحه "فورا".

على صعيد آخر، بحثت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبل إحياء مسيرة المفاوضات المجمدة مع الفلسطينيين في العاصمة الايطالية روما.

يأتي هذا، في حين أقام رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ مراسم استقبال لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبدى موافقته على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، فيما اعتبر إشارة ايجابية للفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات.

وزيارة نتنياهو هي أول زيارة يقوم بها إسرائيلي رفيع المستوى للصين منذ زيارة رئيس الوزراء السابق إيهود اولمرت عام 2007 وستتركز على التجارة لكن خبراء يقولون إن من المرجح أن يبحث نتنياهو قضية البرنامج النووي الإيراني مع الصين.

(عمان، رام الله - أ ف ب، د ب أ)