تعهد المشاركون في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في روما أمس بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي الملموس إلى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، مشيرين بشكل خاص إلى دعمهم "القيادة العليا للجيش السوري الحر"، مشددين على "ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض في سورية".

Ad

وقال البيان الختامي للمؤتمر إن المشاركين من ممثلي الولايات المتحدة وبعض الدول العربية والأوروبية "وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي للهيئة المعترف بها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري". وأكد البيان "ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض في سورية"، مشيراً إلى أنه جرى في هذا الإطار "إعادة النظر في خطط الدعم الحالية والمستقبلية، التي سيتم من خلالها تنسيق الجهود المبذولة لدعم الشعب السوري".

ووعد المؤتمر بـ"دعم القيادة العليا للجيش السوري الحر، الملتزمة بالدفاع عن نفسها"، وفي الوقت نفسه "دعم الائتلاف في مجال إنشاء نظام ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي".

وأكد الوزراء، الذين حضروا الاجتماع، على ضرورة الحفاظ على "وحدة أرض سورية"، وناشدوا "نظام دمشق اغتنام الفرصة وتقبل هذه الشروط المناسبة لبدء مسيرة تفضي إلى حل الأزمة، بما في ذلك مسألة استقالة الرئيس الأسد، ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، ورئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب، بعد لقائه وفداً من الائتلاف، لأول مرة، عن تقديم مساعدات مادية "غير قاتلة" لمقاتلي المعارضة في سورية بقيمة 60 مليون دولار.

وأوضح كيري أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما قرّر تقديم مساعدات غذائية وطبية إلى المعارضة السورية، بما فيها المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر"، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المساعدات الضغط على الأسد لـ"تغيير حساباته" وتعجيل مغادرته منصبه، وأيضاً من أجل مساعدة الائتلاف في توحيد صفوفه سياسياً وتوزيع الإغاثة الإنسانية بشكل أفضل في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وفي موسكو، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن فرنسا تريد إيجاد حوار سياسي أكثر انفتاحاً بشأن سورية "يخاطب كل أطراف" الأزمة، مشيراً إلى أن فرنسا وروسيا تريدان منع تفكك سورية حتى وإن اختلفتا بشأن كيفية تحقيق ذلك.

أما بوتين فأوضح أن نظيره الفرنسي قدّم اقتراحات جديدة لتسوية الأزمة في سورية، موضحاً أن "هولاند وافق على بعض ما طرحناه من آراء، وأعتقد أن من واجبنا الإصغاء إلى رأي شركائنا حول بعض جوانب هذه القضية الصعبة". وتابع: "المسألة تحتاج إلى زجاجة فودكا لا إلى نبيذ فقط". وردَّ هولاند ضاحكاً: "إنها تحتاج إلى كأس بورتو".

يشار إلى أن بوتين لا يشرب الكحول، وتعتبر إشارته إلى الفودكا بمنزلة إعادة تفكير في الموضوع والموقف.

(روما، دمشق، موسكو ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)