وسط ترقب وحذر شديدين، استأنف الفلسطينيون مفاوضات السلام مع إسرائيل لأول مرة منذ نحو ثلاث سنوات، بعد جهود مكثفة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لإقناع الطرفين بالجلوس على مائدة التفاوض.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس الأول الأحد، إنه من المقرر "استئناف المفاوضات في واشنطن مساء يوم الاثنين (أمس) ويوم الثلاثاء (اليوم) بمشاركة مساعدين كبار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس". وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي أن "مساء الاثنين سيشهد محادثات تمهيدية هدفها وضع خارطة طريق للمضي قدماً وليس الدخول مباشرة إلى القضايا الشائكة". وبينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن "أولى المحادثات ستجرى على العشاء بمنزل كيري"، أوضحت المتحدثة أن الوفد الإسرائيلي إلى هذه المفاوضات سيضم كلاً من وزيرة العدل تسيبي ليفني المسؤولة عن هذا الملف، وإسحق مولشو، في حين سيضم الوفد الفلسطيني كلاً من صائب عريقات ومحمد آشتية. وأكد كيري، الذي بذل جهودا مضنية في ست جولات في المنطقة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة لحمل الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات، في بيان، أن "الزعيمين أبديا رغبة في اتخاذ قرارات صعبة من المفيد اتخاذها في هذه المرحلة. نحن ممتنون لزعامتهما". وفي هذا السياق، استبقت حكومة نتنياهو هذه الجولة، ووافقت أمس الأول على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين بأغلبية 13 وزيراً مؤيداً مقابل سبعة وزراء معارضين، بينما امتنع وزيران عن التصويت. وقال مكتب نتنياهو إن "الحكومة وافقت على إطلاق المفاوضات الدبلوماسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ووافقت على تشكيل لجنة وزارية مسؤولة عن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار المفاوضات". كما أقرت الحكومة، خلال اجتماعها الأسبوعي، مشروع قانون ينص على تنظيم استفتاء في حال التوصل إلى أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. في المقابل، وبينما نددت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بإقدام الشرطة الفلسطينية على تفريق تظاهرة كانت دعت إليها رفضاً لاستئناف المفاوضات، اعتبرت حركة "حماس" أمس الاثنين أن السلطة الفلسطينية تتحرك بخطوات منفردة ومعزولة وتتجاوز الإجماع الوطني، مشددة، في بيان، على أن ذلك "أمر مرفوض وطنياً من جميع الفصائل الفلسطينية". وفي حين أبدى محللون للأوضاع في الشرق الأوسط تشككهم في إمكانية أن تسفر المحادثات عن إبرام معاهدة سلام تنهي الصراع القائم منذ أكثر من ستة عقود، حذر الملك الأردني عبدالله الثاني، خلال مأدبة إفطار أقامها تكريماً لشخصيات مقدسية مساء أمس الأول الأحد، من أن استمرار إسرائيل في عمليات الاستيطان يقوض فرص تحقيق السلام، وأكد أنه لا يمكن القبول تحت أية ذريعة بأية محاولات لتهويد القدس وأماكنها المقدسة، خاصة في المسجد الأقصى. (واشنطن، تل أبيب - أ ف ب، رويترز)
دوليات
انطلاق «مفاوضات السلام» بعد سنوات من القطيعة
30-07-2013