مفاوضات للإفراج عن «القبعات الزرق»... وحجاب يطلق «التجمع الوطني» من الدوحة

Ad

أكدت موسكو أنها لن تضغط أبداً على الرئيس السوري بشار الأسد للتنازل عن السلطة، في حين تواصل الأمم المتحدة جهودها لتأمين إطلاق سراح 21 عنصراً فلبينياً من قوات حفظ السلام في الجولان احتجزهم منذ ثلاثة أيام معارضون مسلحون.

جددت موسكو أمس موقفها من النزاع السوري، اذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع الـ»بي بي سي» أمس انه مقتنع بأن الأسد لن يغادر السلطة، مكررا أن موسكو لا تنوي «اطلاقا» ان تطلب منه ذلك. وقال لافروف إن «قرار من يجب ان يحكم سورية لا يعود لنا وعلى السوريين ان يقرروا» ذلك، مكررا بذلك الموقف الروسي من النزاع في سورية، حيث قتل حوالي سبعين الف شخص خلال عامين، حسب الامم المتحدة.

وردا على سؤال عن إمكانية ان تدفع روسيا الأسد الى مغادرة السلطة، قال لافروف «اطلاقا. تعرفون ان مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير اي نظام. نحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية»، وأضاف: «نعارض أي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار، لأننا نعتقد ان الاولوية الاولى هي انقاذ حياة البشر».

«القبعات الزرق»

 وفي مانيلا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفلبينية راؤول هرنانديز أمس إن رفض المعارضين السوريين المساومة قضى على الامل في اطلاق سراح الرهائن بسرعة، وأجبر الحكومة على تعزيز جهودها للتفاوض. واضاف الناطق ان «مطلب المتمردين بإعادة تموضع القوات السورية في منطقة جملة ما زال عالقا ويجري العمل عليه». وكانت الامم المتحدة اعلنت مساء أمس الأول انها تفاوض لاطلاق سراح المراقبين.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان «اتصلت بهم هاتفيا، واكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة»، مؤكدا ان «الامم المتحدة تبذل جهودا للتوصل الى الافراج عنهم».

وفي عملية الخطف الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سورية قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون اطلقوا على انفسهم اسم «لواء شهداء اليرموك» 21 مراقبا فلبينيا ينتمون الى قوة الامم المتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسورية في هضبة الجولان المحتلة.

وفي ظل غياب اي رد فعل رسمي سوري، رأت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية ان خاطفي عناصر من قوات فض الاشتباك الدولية قاموا «بعملهم المدان والجبان» بإيعاز من قطر واسرائيل لدفع الأزمة التي تمر بها البلاد منذ عامين نحو التدويل مع اقتراب الحل السياسي لها.

الإبراهيمي

وللخروج من الأزمة السورية التي يشارف عامها الثاني على الانقضاء، سيجري الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاثنين محادثات في بروكسل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل الى حل سياسي للنزاع.

واكد مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي انه بالنسبة للاوروبيين يتعلق الامر «بوسائل دعم جهود الابراهيمي الذي يرى ان الحل لا يمكن ان يكون عسكريا». وعبرت الدول الاوروبية في الاسابيع الاخيرة عن آراء مختلفة بشأن تعزيز دعمها للمعارضة لنظام الاسد عبر رفع الحظر على الاسلحة جزئيا.

وتم التوصل الى تسوية في نهاية المطاف اواخر فبراير الماضي، تقضي بتمديد نظام العقوبات المفروض على دمشق، والسماح في الوقت نفسه بتسليم معدات غير مميتة ومساعدة تقنية الى المعارضة لحماية المدنيين.

ويفترض ان يناقش الوزراء الاوروبيون مع الابراهيمي ايضا تدهور الوضع الانساني في سورية والدول التي تستقبل اللاجئين الذين تقول الامم المتحدة ان عددهم بلغ مليونا.

حجاب

يأتي ذلك في حين دعا رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب مجلس الامن الدولي الى التدخل بسرعة في سورية، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح المؤتمر الاول للتجمع أمس في الدوحة. وقال حجاب، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء قبل ان يعلن انشقاقه عن النظام «اننا ندعو جميع الدول وخصوصا الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها حيال حماية الشعب السوري وخياراته». وشدد حجاب على ان «دعم الجيش الحر هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع والخروج من الحالة التي اوصلنا اليها السفاح»، في إشارة الى الرئيس بشار الاسد.

الأوضاع الميدانية

ميدانيا، افاد التلفزيون السوري أمس عن مقتل مدير مكتب محافظ دمشق اسعد مهنا في انفجار عبوة ناسفة زرعها «ارهابيون» في سيارته.

 وبالقرب من مكان احتجاز المراقبين الدوليين «تدور اشتباكات عنيفة بين معارضين مسلحين والقوات النظامية «اثر هجوم نفذه مقاتلون على سرية القوات النظامية في قرية عابدين الواقعة جنوب قرية جملة في ريف درعا (جنوب)».

كما تعرضت مناطق في احياء الخالدية وحمص القديمة (وسط) «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي رافقها اصوات انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان في سماء المناطق».

وفي شمال البلاد، جرت اشتباكات بين «مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في احياء حلب القديمة سيطر على إثرها مقاتلو الكتائب على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الاموي». وقال المرصد ان «المقاتلين سيطروا على منطقة خان الشيخ في حلب القديمة إثر اشتباكات مع القوات النظامية».

(دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)