مع استمرار المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو المعارضة في مدينة القصير المحاصرة، أرسل حزب الله اللبناني وقوات الحرس الجمهوري السوري تعزيزات جديدة إلى المدينة، بهدف السيطرة عليها، بينما عاد الحديث عن السلاح الكيماوي، وسط تصاعد التحذيرات الروسية من الضغط على نظام الأسد قبل عقد مؤتمر «جنيف 2».

Ad

ارسل حزب الله اللبناني وقوات الحرس الجمهوري السوري تعزيزات الى مدينة القصير الاستراتيجية وسط سورية، في محاولة للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين المعارضين فيها، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري ارسلت الى القصير"، موضحا أن هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مدربة على خوض حرب الشوارع، واشار الى ان "الاستعدادات تظهر انهم يحضرون عملية على نطاق واسع".

وافاد "بتعرض مدينة القصير للقصف بالطيران الحربي، الذي نفذ ما لا يقل عن خمس غارات جوية تركزت على شمال المدينة وغربها"، حيث يتحصن المقاتلون المعارضون، مشيرا الى أنه "رغم القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة".

ورأى انه "في حال سقوط القصير في يد النظام فسيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين، لان الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح ستصبح مغلقة في وجههم"، مضيفا: "لو لم تكن القصير استراتيجية، لما استمات المقاتلون في الدفاع عنها، ولما كان النظام وحزب الله دفعا بكل ثقلهما للسيطرة عليها"، مشددا على ان "سقوط القصير يعني ايضا ضربة قوية لمعنويات المقاتلين المعارضين"، الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر لاكثر من عامين.

ويتحدث الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، في مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزب الله الحليف له، حسبما افادت صفحة الرئاسة السورية على موقع "فيسبوك" أمس، ويعود آخر ظهور للاسد على الإعلام الى 17 أبريل الماضي، حين ادلى بحديث الى قناة الاخبارية السورية.

كيماوي

إلى ذلك، ابلغت بريطانيا الاسبوع الماضي الأمم المتحدة بحالات جديدة مشبوهة لاستخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري، كما قال دبلوماسيون أمس، وقال دبلوماسي غربي ان لندن وجهت رسالة الى الأمم المتحدة في هذا الصدد تتضمن تفاصيل "حول حوادث جديدة وقعت منذ ابريل".

وفي باريس، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نظام الأسد من أنه سيواجه "رد فعل دولي عنيفا" في حال ثبت استخدامه للأسلحة الكيماوية في الصراع الدائر، مضيفا ان المشكلة تكمن في كيفية التأكد مما وصفته فرنسا بأنه "مجموعة من الادلة" على وجود واستخدام أسلحة الدمار الشامل في سورية، نظرا لأن المحققين بحاجة الى الحصول على الموافقة لدخول المواقع السورية.

مجلس حقوق الإنسان

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن اتخاذ مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، قرارا ضد سورية سيعوق انعقاد المؤتمر الدولي "جنيف 2"، ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله إن الإصرار على تقديم القرار يمثل "بالنسبة لنا محاولة زرع الصعوبات على طريق تنفيذ المبادرة الروسية الأميركية بشأن المؤتمر الدولي حول سورية".

ويبحث مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، امس مشروع قرار تقدمت به كل من قطر وتركيا والولايات المتحدة يدين "تدخل مقاتلين أجانب" في القصير، ويطالب الامم المتحدة بإجراء تحقيق.

واعتبرت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ان "العدد المتزايد للجنود الاجانب الذين يعبرون الحدود من جهة او اخرى لا يؤدي الا الى تشجيع العنف الطائفي، ويبدو ان الوضع اصبح يحمل مؤشرات زعزعة استقرار بمجمله".

طهران

وفي طهران عقد أمس اجتماع لدول صديقة لنظام الأسد، كان أبرز المشاركين فيه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ووزير خارجية الجزائر مراد مدلسي، ومساعد وزير الخارجية العُماني يوسف الحارثي.

وافتتح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المؤتمر، محذرا من أن استمرار الأزمة في سورية سيؤدي إلى عدم الاستقرار بالمنطقة والعالم، داعيا إلى تشكيل مجموعة اتصال مؤتمر طهران للتواصل مع السلطات والمعارضة السورية.

وأعرب صالحي عن "رفض إيران للدعم المالي، وتسليح بعض الأطراف للجماعات المسلحة اللامسؤولة، وتصعيد مؤامرة الفتنة الطائفية والمذهبية"، و"رفض أي تدخل أجنبي وعسكري لحل الأزمة".

في السياق، ورغم اصرار باريس على رفض مشاركة طهران في مؤتمر "جنيف 2" الدولي، اعتبر مستشار قائد الثورة الاسلامية في إيران علي أكبر ولايتي ان "الازمة السورية لا يمكن ان تحل من دون إيران الدولة الاكثر تأثيرا في المنطقة"، مشددا على انه "لا يمكن حذف إيران من اي حل للمسائل العالقة في المنطقة خاصة سورية والعراق".

كما دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أمس دخول السيناتور الأميركي جون ماكين الأراضي السورية "بصورة غير مشروعة".

«لواء التوحيد» يدعو إلى ضرب معاقل«حزب الله» في القرى الشيعية السورية

هدد "لواء التوحيد" المرتبط بالجماعة الإسلامية في سورية، بنقل المعركة إلى لبنان رداً على مشاركة "حزب الله" في معارك القصير، وطلب من المقاتلين في حلب مهاجمة قريتي نبّل والزهراء الشيعيتين في سورية.

وقال قائد "لواء التوحيد" العقيد عبدالجبار العكيدي: "رداً على تورّط حزب الله اللبناني بدماء أهلنا المحاصرين بالقصير واحتلال أراضينا، سنقوم نحن قوات المجلس الثوري العسكري في محافظة حلب متمثلة في أبطال لواء التوحيد وبمشاركة ثوار القلمون والقصير، باستهداف مقرات الحزب وشبيحته أينما وجدت على الأراضي اللبنانية والسورية".

وطالب "الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه بلجم عصابات هذا الحزب المجرم وإلا فسنضطر إلى تحويل المعركة إلى الأراضي اللبنانية وستطال صواريخنا المتطورة إلى ما بعد الضاحية الجنوبية".

ووجه: "الأوامر إلى كل الثوار في سورية بضرب عصابات وشبيحة حزب الله في كل القرى الشيعية وأخص بذلك ثوار حلب الأبطال بدكّ معاقله في بلدتي نبّل والزهراء، وذلك رداً على اعتداءاته الوحشية المتكررة على شعبنا وأهلنا".

وقال إن 1000 مقاتل جاءوا من حلب لنصرة القصير وصد هجوم حزب الله، متوعداً باستقدام 10 آلاف مقاتل إضافي ومواصلة القتال.

(بيروت ـ يو بي آي)