حققت المعارضة السورية المقاتلة أمس تقدماً ملحوظاً في مدينة حلب التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها، في وقت تمكن مقاتلو المعارضة رغم الحصار العنيف المفروض عليهم في حمص من الصمود أمام العملية العسكرية التي تشنها قوات النظام منذ أيام.

Ad

تواصلت المعارك أمس والقصف المبتادل في كل المناطق السورية، في وقت يبدو يوماً بعد يوم أن الحل لسياسي للأزمة التي تعيشها البلاد لايزال بعيداً عن المتناول. وقد شهدت المعارك في مدينة حلب المقسمة بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس تقدماً ملحوظاً لـ"الجيش الحر" على جبهتي الراشدين وخان العسل.

وأفادت التقارير الميدانية بأن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على ضاحية الراشدين الجنوبية بعد معارك طاحنة مع قوات النظام، وتم قطع طريق حلب- دمشق الدولي، والطريق الواصل بين بلدة خان العسل والأكاديمية العسكرية.

وأكدت مصادر معارضة أن "الثوار تمكنوا من السيطرة على المشروع الرابع في حي الراشدين، وأجبروا قوات النظام على الانسحاب، وقتلوا ضابطاً وعشرة عناصر أثناء محاولتهم الفرار من الراشدين"، وقامت قوات النظام بعد انسحابها بقصف المنطقة مدفعياً.

حمص

ولاتزال أحياء مدينة حمص والمناطق المحيطة الخاضعة لسيطرة المعارضة تتعرض لهجوم عسكري عنيف لليوم الرابع على التوالي، إلا أن المعارضة تمكنت من الصمود رغم التقدم الميداني المحدود الذي أعلنته وسائل إعلام موالية للأسد. وتعرضت تلبيسة في حمص لقصف عنيف أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كما تعرضت مدينة الحولة أيضاً لقصف عنيف.

المقداد

في غضون ذلك، رأى نائب وزير الخارجية في النظام السوري فيصل المقداد أن الولايات المتحدة لا تتحكم في المتمردين الذين تسلحهم في بلاده، ونعت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية في حكومته وليام هيغ بالغبيين.

وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة "اندبندانت" البريطانية نشرتها أمس، إن النظام "مقتنع أن الولايات المتحدة لا تستطيع التحكم في الجماعات المتمردة التي تسلحها، ولن تكون قادرة على دفعها إلى إعلان وقف لإطلاق النار ليكون محور أي محادثات سلام ناجحة".

وأشار إلى أن "الأميركيين يمدون جماعات المعارضة بالمال والسلاح، لكنهم لا يملكون أي سيطرة عليها ولا أحد يستمع لهم، ويحاولون توحيدها منذ سنتين لكنها أصبحت أكثر تفككاً".

وحول تأجيل مؤتمر "جنيف 2"، قال إن حكومة النظام "كانت دائماً جاهزة ومستعدة للمشاركة فيه دون شروط مسبقة"، مشدداً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها "لن تستطيع اجبارنا على تقديم المزيد من التنازلات من خلال توجهاتها لتقوية المتمردين في ساحة المعركة".

وأعرب عن اعتقاده أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية في حكومته وليام هيغ "غبيان ومخطئان تماماً، لاعتقادهما أن تسليح المتمردين سيميل كفة ميزان الحرب إلى صالحهم، لأن المزيد من الأسلحة يعني المزيد من القتل".

ونفى وجود جندي واحد من "الحرس الثوري الإيراني" في سورية، مشيراً إلى أن "الإيرانيين كرماء في دعمنا اقتصادياً ومالياً، ويرسلون المواد الغذائية والنفط والدعم المالي".

(دمشق، لندن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)