رغم فقدها عشرات الجنود خلال معركة حامية الوطيس في بلدة خان العسل في ريف حلب شمال البلاد، فإن القوات النظامية السورية تمكنت أمس من بسط سيطرتها على 50% من حي الخالدية الاستراتيجي في حمص، في حين أعلنت الأمم المتحدة توصلها إلى اتفاق يمكن مفتشيها من التحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي في هذه الحرب.

Ad

أصبحت القوات النظامية السورية تسيطر على نصف الخالدية معقل المقاتلين المعارضين وأحد اكبر أحياء مدينة حمص، الذي يشهد قصفاً واشتباكات عنيفة منذ أيام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «القوات النظامية مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني تقدمت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وأصبحت تسيطر الآن على نحو 50 في المئة من حي الخالدية»، موضحاً أن «القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية لم يتوقف» منذ ليل يوم الجمعة إلى السبت، ومضيفاً أن معقل المعارضة المسلحة تعرض كذلك للقصف صباح أمس.

وأشار عبدالرحمن إلى أن المقاتلين يقاومون هذا الهجوم «بشراسة»، لافتاً إلى أن «القتال كان عنيفاً جداً» بين مقاتلي المعارضة والجيش المدعم بعناصر حزب الله.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «قصفاً شديداً ومتواصلاً على حي الخالدية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة جداً في الحي بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني التي تحاول اقتحام الحي»، مشيرة إلى أن أحياء مختلفة من حمص القديمة تعرضت للقصف أيضاً.

ويسعى النظام السوري بذلك إلى إعادة إحراز النجاح العسكري الذي حققه في مدينة القصير الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية في يونيو (ريف حمص)، حيث تمكنت قواته بمشاركة قوات حزب الله الخاصة من السيطرة عليها بعد أن بقيت تحت سيطرة المعارضة المسلحة أكثر من عام.

 

خان العسل

 

وكانت القوات النظامية تكبدّت عشرات القتلى خلال معركة بلدة خان العسل في شمال البلاد، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أيام.

وقال المرصد السوري، في بريد إلكتروني مساء أمس الأول، «قتل أكثر من 150 عنصراً من القوات النظامية في بلدة خان العسل يومي 22 يوليو و23 منه في البلدة ومحيطها»، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء «51 عنصراً أعدموا ميدانياً، بينهم نحو 30 ضابطاً وصف ضابط».

وعرض المرصد على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» أشرطة مصورة تظهر عشرات الجثث التي يقول المصور إنها عائدة لعناصر من قوات نظام بشار الأسد و»الشبيحة» الموالين لها.

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس الأول أنها توصلت إلى اتفاق مع سورية للتحقيق في المعلومات عن استخدام أسلحة كيميائية بدون أن توضح ما إذا كان مفتشوها سيتمكنون من التحقيق ميدانياً.

وقالت المنظمة الدولية، في بيان مقتضب، إن «مبعوثين خاصين من الأمم المتحدة زارا دمشق الثلاثاء والأربعاء وأجريا محادثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري»، مضيفة أن «المحادثات كانت دقيقة ومثمرة. 

وغادر خبيرا الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية أنجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية آكي سيلستروم دمشق الخميس بعد محادثات مع المسؤولين السوريين حول التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاع السوري.

 

انتقال سلمي

 

بدورهم، طالب قادة الائتلاف السوري المعارض أمس الأول في نيويورك مجلس الأمن بممارسة مزيد من «الضغط الدولي» على نظام الأسد لقبول انتقال سياسي من أجل إنهاء النزاع الدموي، ودعوا روسيا إلى وقف تسليم أسلحة إلى «النظام المجرم».

لكن الاجتماع بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن والائتلاف الوطني للمعارضة السورية لم يحقق تقدما يذكر في الجهود لإنهاء النزاع في سورية الذي تقول الأمم المتحدة إنه أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص.

وقال رئيس الائتلاف أحمد الجربا: «نحتاج إلى ضغط دولي أقوى ليوافق نظام الأسد على انتقال سياسي»، مشددا على أنه «طالما أن نظام الأسد يشن حرباً ضد الشعب السوري فيجب أن يكون للمعارضة الحق في الدفاع عن نفسها».

على الصعيد ذاته، وبينما قتل تركي وأصيب أطفاله الثلاثة بجروح عندما سقطت قذيفة هاون أطلقت من سورية في بلدة في جنوب شرق تركيا، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول حزب الاتحاد الديمقراطي من إقامة كيان كردي مستقل في شمال سورية.

وأكد أردوغان أن زعيم الحزب صالح مسلم موجود في تركيا، مبيناً أن المسؤولين من وكالة الاستخبارات الوطنية سيحذرونه من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كردي مستقل في شمال سورية قرب الحدود التركية.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)