عقد رئيس الهيئة العلمية الاستشارية للجائزة العربية للإبداع الثقافي نادر القنة مؤتمراً صحافياً مساء أمس الأول في مقر رابطة الأدباء الكويتيين بالعديلية تمحور حول هذه الجائزة، محدداً فروعها وشروط الترشح لها وقيمتها المالية، بحضور السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم والمستشار الثقافي في السفارة الإيرانية عباس خامه يار وبعض الكتاب والأدباء، وأدار الحوار أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي.

Ad

وقال القنة إن الجائزة تنضوي تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية، بالتنسيق مع وزارة الثقافة العراقية، مؤكداً أن أهميتها تنبع من فلسفة وجودها الذي يغطي غياب جائزة ثقافية وفكرية وأدبية وفنية قومية طال انتظارها منذ تأسست الجامعة العربية.

وأضاف أن ذلك الغياب لم يكن له ما يبرره غير إهمال الجانب الثقافي والمعرفي والأدبي في حياتنا، فالمؤسسات السياسية الرسمية العربية لم تكن تعول كثيرا على أمر الثقافة في رفد مشاريع التوعية الجماهيرية، وربما لم يكن البعض منها يؤمن بدور الثقافة في تنمية المشروع القومي ذاته.

وأردف: «أمام التحولات التي تشهدها العواصم العربية صار تهميش الثقافة والمثقفين أمراً صعباً ولم يعد مقبولاً «الضحك على الذقون بتمرير الثقافة السلطوية أو الشكلانية، فالمثقفون أدركوا أهمية تواجدهم في مركزية المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والقومي والقاري، بل أهمية أن يكونوا شركاء مع غيرهم في بناء المشهد الثقافي دون التخلي عن مشروع هويتهم»، مؤكداً أنه «لا غنى لنا عن تنمية ثقافتنا وتعزيز أركانها لنتمكن من مواجهة التحديات، ومواجهة ابتلاع الآخر لنا ولها».

وأوضح القنة أن الجائزة مفتوحة لأبناء الوطن العربي كافة وبتحكيم علمي عربي ينتهج سياسة الحيادية والموضوعية والقيم العلمية من ذوي الاختصاص والخبرة الأكاديمية والتكنوقراطية، وبتمويل من وزارة الثقافة العراقية تقديرا وعرفانا بدور العقل العربي المنتج للثقافة والمعرفة والفن والأدب والجمال، وشهادة حب من بغداد التي تواجه آلة الموت المجاني بنور الثقافة وعشق الحياة تأكيداً على أن بغداد عربية الوجه، إسلامية القلب، إنسانية الروح، معتبراً ان الجائزة بمنزلة هدية للثقافة العربية وللمثقفين العرب تعكس وهج العراق الجديد الذي يقوم على مشروع الهوية القومية.

فروع الجائزة

وتابع القنة بأن «المسابقة تضم أربعة أفرع، يتمثل الأول في جائزة التأليف في اللغة والرواية والشعر والنقد الأدبي والفن التشكيلي وأدب الأسرة والخط العربي، ويعنى الفرع الثاني بالأعمال العربية المترجمة إلى لغات أجنبية، أما الثالث فيركز على المسرح والسينما، بينما يهتم الفرع الأخير بالتلفزيون والإذاعة.

وذكر القنة أنه رئيس الهيئة العلمية الاستشارية للجائزة العربية للإبداع الثقافي في نسختها الأولى، مبيناً أن استمرار المسابقة مرهون بيد المسؤولين عن الثقافة في الدول التي ستكون مدنها عواصم للثقافة العربية في الدورات اللاحقة، مبدياً خشيته ظهور عواصف تعطل المشروع.

يذكر أن القيمة المالية للجوائز والمكافآت تبلغ 40 ألف دولار، موزعة على الفروع الأربعة، كما تشمل القيمة مكافأة أعضاء الهيئة العلمية الاستشارية المحكمة وعددهم ثمانية، كما جرى تمديد فترة الترشح للمسابقة إلى الأول من نوفمبر المقبل.

ثم فتح باب النقاش، وقد طرح الحضور مجموعة استفسارات حول الجائزة.

وبدوره، قال الدكتور خالد الشايجي إنه لم يعد لديه ثقة بأنظمة بعض الدول العربية بشأن جديتها في تثقيف الشعوب، معتبراً أن ما يعانيه الشعب العربي من مصائب سببه التخلف الثقافي، لاسيما أن ثمة مشاريع ثقافية تنموية كثيرة ذهبت أدراج الرياح.

 واستذكر الشايجي المقترح الذي قدمه ضمن اجتماع «اتحاد الكتاب العرب» قبل 11 عاما والذي تضمن بنوداً مهمة تهدف إلى الارتقاء الثقافي والبناء الاجتماعي الصحيح، مبدياً استغرابه تجاهل وسائل الإعلام الشأن الثقافي وتركيزها على الأغاني والدراما، مشدداً أن هذه الوسائل الإعلامية تخلت عن دورها في النهوض بالتعليم والتربية وتثقيف المتلقي.

وبينما اقترحت الزميلة إيمان حسين تخصيص جائزة لفئة الشباب، أشار خليل بوشهري إلى أن الحديث في الندوة في واد والشعوب في واد آخر، غير أن الكاتب سليم الشيخلي اعتبر، بلغة متفائلة، أن ظهور جائزة عربية بهذه الطموحات يثلج الصدر وإن تأخر إعلانها.