بدأت معالم التشكيل الوزاري المصري في الوضوح أمس، بعد أن رسم رئيس الحكومة المكلف حازم الببلاوي الخطوط العريضة لشكل حكومته المرتقب، في حين لايزال الملف الأمني له الأولوية في الشارع المصري بعد محاولة هجوم فاشل على موكب قائد الجيش الثاني الميداني.

Ad

واصلت مؤسسة الرئاسة المصرية أمس مشاوراتها مع رئيس الحكومة المكلف حازم الببلاوي، من أجل حسم التشكيل الوزاري المتوقع إعلانه الأسبوع المقبل، مع الاستقرار على هيكل الحكومة الجديدة وطبيعة اختصاصاتها، والتي ستضم، وفقاً لمصادر رفيعة المستوى، نواباً للببلاوي فضلاً عن إلغاء بعض الحقائب الوزارية.

وقالت مصادر مطلعة إن الاستراتيجية المقرر اتباعها في اختيار الحكومة الجديدة، تقوم على اختيار وزراء تكنوقراط، فضلاً عن المحاصصة الحزبية، في محاولة لإرضاء جميع الأطراف، خاصة بعد تلويح حزب "النور" السلفي بالانسحاب من المشهد السياسي، ولفتت المصادر إلى أن هناك تشاورات مع جميع القوى والأحزاب السياسية، مشيرة إلى أن أبرز الأحزاب المتوقع مشاركتها في الحكومة الجديدة أحزاب "الوفد" و"المصريين الأحرار" و"التجمع" و"المصري الديمقراطي" و"النور".

 وكشفت المصادر لـ"الجريدة"، أن الببلاوي وضع تصورا عاما لشكل الحكومة وعدد الحقائب الوزارية، بعد أن استقر على تعيين نواب له بما لا يتجاوز 4 نواب لإدارة شؤون الاستثمار والسياسة والأمن والمعلومات، وتقليص عدد الحقائب الوزارية، التي لن تتجاوز الـ30 وزارة في التشكيل الجديد، وأن هناك اتجاها لإلغاء ودمج ما يقارب عشر وزارات، كدمج وزارتي الشباب والرياضة.

واستقر الببلاوي بصورة مبدئية على بقاء وزراء الاتصالات والبيئة والداخلية، إلا أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يدرس التقدم باستقالته، رغم تمسك جموع ضباط الشرطة به، وأوضحت المصادر، أنه إلى جانب طرح اسم الدكتور زياد بهاء الدين مستشاراً لرئيس الوزراء لشؤون الاستثمار، فإن اسم وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق الدكتور أشرف العربي مطروح بقوة للعودة إلى تولي الحقيبة ذاتها.

 

مشاركة «الإخوان»

 

 وبينما قال رئيس الوزراء المكلف إنه لا يمانع مشاركة بعض أعضاء جماعة "الإخوان" في التشكيل الحكومي الجديد، أعلنت الجماعة رفضها التام المشاركة في الحكومة الجديدة بحجة أن النظام الجديد "غير شرعي"، وألا حوار إلا بعد عودة الرئيس المعزول مرسي إلى منصبه.

من جهتها، تمسكت جبهة "الإنقاذ الوطني" بضرورة تشكيل الحكومة من شخصيات تنتمي إلى ثورة "25 يناير" وتتمتع بالمصداقية لمواقفها المساندة للثورة، وأن تتمتع هذه الشخصيات بالكفاءة المهنية، وقال الأمين العام المساعد لـ"الإنقاذ" وحيد عبدالمجيد لـ"الجريدة": إن "أحزاب الجبهة انتهت من اختيار الشخصيات التي سترشحها لتولي حقائب وزارية، وأرسلتها إلى رئيس الحكومة المكلف".

 

الزحف 

 

من جانبها، قررت جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيم عدة مسيرات اليوم للمطالبة بعودة الرئيس المعزول مرسي، تحت شعار "الزحف المقدس"، حيث دعا القيادي محمد البلتاجي من فوق المنصة الرئيسية لاعتصام "رابعة العدوية" مساء أمس الأول، المصريين للزحف صوب العاصمة المصرية لإعادة المعزول.

في المقابل، دعت جبهة "30 يونيو" وحملة "تمرد"، إلى إفطار جماعي اليوم في ميدان التحرير، على موائد "لم الشمل الرمضانية"، وذلك لجمع وحدة المصريين وإقامة صلاة التراويح في الميدان.

 

محاولة فاشلة

 

رفض جماعة "الإخوان" للحوار السياسي، ساعد على تمدد العنف في الشارع، ففي سيناء تعرض موكب قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي، مساء أمس الأول، لهجوم إرهابي، إلا أنه نجا من محاولة الاغتيال الفاشلة. 

وقال شهود عيان لمراسل "الجريدة" إن "اللواء وصفي كان موجوداً في محيط حاجز "أبو طويلة" الأمني بالقرب من مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، أثناء إطلاق مسلحين النار من سيارة مدنية على موكب قائد الجيش الثاني خلال جولته التفقدية".

وقال مصدر عسكري إن "قوة التأمين المرافقة للواء وصفي تمكنت من ضبط السيارة والتي عثر بداخلها على طفلة مصابة توفيت فور نقلها إلى المستشفى، وتم ضبط سائق السيارة في حين لاذ المهاجم الآخر بالفرار".