جديد شبكات التواصل الاجتماعي هو العزوف عنها
ثمة مسار جديد في عالم التواصل الاجتماعي يدعى إجازة أو عطلة التواصل الاجتماعي، ويستمتع العديد منا بها. ما هي هذه الإجازة أو العطلة؟ إنها أمر في غاية البساطة، إنها حاجتك التي لا مفر منها لإغلاق حسابك في «فيسبوك» أو «تويتر»، وتمضية بضعة أيام من دون أي من هذه الشبكات. وهذا يحدث لأن العديد منا يمضي زمنا طويلا جداً من حياته في عملية التواصل الاجتماعي وليس في عالم الواقع، ويتشارك مع من يود الحفاظ على اتصال بهم من البشر عبر «فيسبوك» و»تويتر»، وغيرهما من قنوات التواصل.
لقد هجرت «فيسبوك» ولم أستخدمه منذ 18 شهراً على وجه التقريب، وفي الحقيقة الصادقة أنا لا أفتقد «فيسبوك» على الإطلاق، وأشعر في واقع الحال بقدر قليل من الارتياح لتحرري من موقع واحد على الأقل من مواقع التواصل الاجتماعي. وأنا أقصر استخدامي لـ»تويتر» على جانب واحد من حياتي (وهو ليست مسألة سهلة ضمن أي معيار)، واتصالاتي تكاد تقتصر على العمل التجاري فقط. وعلى أي حال، وبالنسبة الى اولئك المنهمكين بقدر أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي –ولنواجه الحقيقة فأنا عندما أتحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي إنما أقصد «فيسبوك» في الغالب– توجد تلك الحاجة المتزايدة من أجل نيل راحة طويلة من العالم الافتراضي. وقد بدأ هذا الاتجاه المتمثل بالابتعاد عن الأجهزة قبل وقت طويل من زمن «فيسبوك» وشبكة الانترنت –وبعد وقت غير طويل من انتشار التلفاز، وأستطيع أن أستذكر كيف كان يصر أبواي على تمضية ساعات دون مشاهدة التلفاز (وقد أقلعت عن مشاهدته تماماً في سنة 1999). وقبل عدة سنوات تمثل الاتجاه السائد في ترك الهاتف الجوال في المنزل لليلة واحدة. وأيا كان الجهاز الأحدث يبدو أننا نفرط في الانهماك والمشاركة ونتعرض لإعياء. لكن ما الدافع وراء ذلك؟ قدر كبير من الأشياء الجيدة؟ لا، إنها حقيقة اننا نستبدل تفاعلات الحياة الإنسانية الحقيقية بالتلفاز والرسائل أو التواصل الاجتماعي، وأنا أظن انه بعد بعض الوقت سنشهد تراجعا معتدل الوتيرة. ونحن مخلوقات اجتماعية وفي حاجة الى اتصال حقيقي كي نشعر بذلك بشكل واقعي. والتواصل الاجتماعي –مثل كل الأدوات والوسائل التي سبقته والتي ستعقبه– كانت تهدف فقط الى تحسين الحياة الواقعية، لا أن تعمل مثل بديل لها، غير أننا استخدمنا تلك الأدوات بالطريقة الخطأ ونحن نعاني تأثيرات إفراطنا في هذا العمل. والسؤال هو كيف يؤثر كل هذا الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي على عملائنا؟ مثل أي اتجاه آخر في صناعتنا يجب عدم وجود أي حملة تواصل اجتماعي حصرية بعد الآن، أكثر من وجود حملة فيروس أو بريد الكتروني حصرية، لأن الموجود اليوم قد يغدو قديماً في الغد. وفي نهاية المطاف كل شيء يبدأ بالاستراتيجية ثم بالفكرة، واذا كانت هناك فكرة يمكن أن تنجح بشكل أفضل عبر التواصل الاجتماعي فليكن. والأساس في هذا الصدد هو أن نتذكر انه بينما يوجد دور للتواصل الاجتماعي في أعمالنا فإن ذلك يشكل واحدة فقط من أقنية متعددة، وعلينا ألا نتقوقع في صوامع مغلقة. * (مجلة فوربس)