آمال : المزدوج الأكبر... رسَت فدقّ لها
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ما كان يخشى من أن يحظوا بنصيب من الشهرة والأضواء فينافسوه، ولا كان يخشى أن يجحده جاحد، ولا يمتلك مثل غيره دفاتر للربح والخسارة... كان يمشي في الحياة بمبدأ "مطرح ما ترسي دقّ لها" كما يقول المصريون.قلبه منقسم بين الكويت ومصر. هو أكبر المزدوجين، عشقاً وولاءً، وأجملهم. هو الصعلوك الأبهى. هو عاشق مصر بأحواشها وأزقتها وحواريها وصالوناتها الأدبية وألحانها وفولكلورها. هو كاسر العادات والتقاليد التي لا تسمن. هو كاره الوحدة، إذ يستحيل أن تراه بمفرده، فإن زرته وجدته محاطاً بمريديه الشبان والشيبان، وإن زارك جاء وبصحبته ما لا يقل عن ثلاثة في أضعف الأحوال، ليبادرك بحماسته الطفولية: "هذا السمين الوسيم هو عم "عب فتاح" الفكهاني، وآخ لو تسمع صوته يا وشيحي، أحلى من فواكهه، وهذا عم هريدي حارس النادي، صاحب أجمل نفَس في الطبخ، وهذا د. يوسف أستاذ جامعي في النقد الأدبي"...عاشق الحياة، الزميل الساخر سليمان الفهد، الذي كانت هذه الجريدة آخر محطات قلمه... ودع الحياة، ودع معشوقته، بعد أن رست سفينته فدقّ لها، وطوى شراعها، ولوح لنا بيده، وتوقفت دندناته وقفشاته، فأطرقنا حزناً وصمتاً وحباً وذكرى.