أخذت التحذيرات الأميركية من هجوم محتمل يعد له تنظيم القاعدة على سفارات غربية صدى أوروبياً كبيراً، إذ دفعت لندن وبرلين إلى إغلاق سفارتيهما في اليمن، بينما طلبت من دبلوماسييها في المنطقة العربية والخليج توخي أقصى درجات الحذر.

Ad

وسط مخاوف متزايدة من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة تستهدف السفارات الأميركية والغربية في جميع أنحاء العالم، قررت بريطانيا وألمانيا إغلاق سفارتيهما في اليمن تأهباً لخطر وشيك، وأمر الرئيس الأميركي باتخاذ «كل الإجراءات اللازمة» لمواجهته.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، لوكالة فرانس برس أمس، إن «سفارة ألمانيا في صنعاء ستبقى مغلقة غدا وبعد غد لأسباب أمنية».

وأكد الموقع الالكتروني للسفارة الألمانية في صنعاء أن «السفارة ستبقى مغلقة أمام الزوار في 4 و5 أغسطس»، مكررا التوصيات المحدثة لوزارة الخارجية التي تحذر المسافرين الألمان من أن «الوضع في كل أرجاء البلاد مهدد». وتحدثت الوزارة خصوصاً عن «خطر هجمات إرهابية في بعض الأماكن النائية في البلاد وأيضا في العاصمة صنعاء».

واستبقت الخارجية البريطانية قرار برلين معلنة، في بيان مساء أمس الأول، ان «السفارة البريطانية ستغلق في 4 و5 أغسطس الجاري، وقد سحبنا عدداً من طاقمنا في صنعاء، بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة في أنحاء اليمن»، مضيفة: «حدّثنا إرشادات السفر إلى اليمن في 2 أغسطس الجاري لتتماشى مع توصياتنا»، مشيرة إلى أن هذه «الإرشادات توصي بحذر كبير خلال شهر رمضان، الذي يمكن أن تزداد خلاله الاضطرابات».

وأشارت الخارجية إلى أن بريطانيا قررت إبقاء سفاراتها في عمان وقطر والبحرين والكويت والإمارات والعراق مفتوحة، لكنها نصحت طاقمها بـ»مزيد من الحذر مع اقتراب أيام العيد».

 

حماية الأميركيين

 

بدوره، أمر الرئيس الأميركي أمس الأول فريقه لشؤون الأمن القومي باتخاذ «كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين» من خطر هجمات تنظيم القاعدة.

وغداة إعلان إغلاق أكثر من عشرين سفارة اليوم لدواع أمنية، حذرت الولايات المتحدة مجدداً من خطر هجمات قد ينفذها «القاعدة» في أغسطس، لاسيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأعلن مسؤول في البيت الابيض، طالبا عدم ذكر اسمه، أن الرئيس الأميركي أمر باتخاذ «كل التدابير اللازمة لحماية الأميركيين»، مضيفا أن أوباما «اطلع على آخر المعلومات المتعلقة بوجود تهديد محتمل قد يحدث في شبه الجزيرة العربية أو ينطلق منها»، كما تحدثت من قبل وزارة الخارجية، مشيرا الى ان فريق الأمن القومي «سيواصل إطلاعه بشكل منتظم على آخر التطورات»، المتعلقة بهذا الملف.

خطر جدي

 

في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أمس عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن هذا الخطر هو الأكثر جدية التي واجهته الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، لافتا إلى أن المخطط الذي يقتفي أثره مسؤولون استخباراتيون هو مخطط «ناشط» للقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وأوضح المسؤول أن قلق المسؤولين الأميركيين ازداد في الآونة الأخيرة، بعد اعتراضهم اتصالات تنبئ بهجوم وشيك، غير أنه أشار إلى أن تلك الاتصالات وغيرها من المعلومات الاستخباراتية لم تشر حاليا إلى موقع أو هدف معين.

وإذ وصف مسؤولون حكوميون أميركيون الخطر بـ»الجدي والوشيك»، أكدوا عدم معرفتهم الجهة التي قد يتم استهدافها، أو مكان استهدافها، أو طريقته، ما يصعّب بالتالي عملية تقييم هذا الخطر، بينما اعتبر مسؤولون آخرون أن نقص التفاصيل زاد قلقهم.

ورجّح مسؤول أميركي سابق أن تكون الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرات لمواطنيها من السفر، بهدف إيقاف التخطيط لعملية ناشطة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

(لندن، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي)