إيران... والمقاربات الخليجية الخاطئة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
عملياً، فإن دول الخليج العربي يتم تطويقها حالياً من إيران بتفاهم أميركي – إسرائيلي وعلم روسي، وطهران تلعب بحرفنة، وستتوقف في مرحلة ما في مشروعها النووي بعد أن تأكدَ للعالم قدرتها على صنع قنبلة نووية متى ما أرادت، وستحصد الإقليم الممتد من البصرة حتى صور في الجنوب اللبناني الذي سيكون لإيران الغلبة والهيمنة فيه وعليه، وسنسعى في دول الخليج إلى رضا طهران، وستتوالى الدعوات الخليجية على زعماء نظام الملالي لزيارة العواصم الخليجية أو الطلب منهم استقبال قادة الخليج، وهو ما سيوسع دور طهران لتضع شروطها ومطالبها التي لا نعرف سقفها في المستقبل للمنطقة خاصة بعد نجاحاتها المتوالية وقراءتها الصحيحة لتحولات في الولايات المتحدة التي تخرج من نموذجها في السياسة الخارجية الذي صنعه الرئيس روزفلت في الحرب العالمية الثانية إلى انسحاب من مناطق المواجهات لصالح معادلات جديدة تحفظ لها مصالحها دون أثمان اقتصادية وبشرية مكلفة عليها. بلا شك، فإن الانتصارات التي حققها الإيرانيون كانت بسبب إخفاقنا في استيعاب ما كان يحدث من حولنا، وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية، الشقيقة الكبرى، التي تمثل الثقل الخليجي- النفطي المؤثر في العالم، فمقاربات الرياض في العراق ولبنان كانت غير دقيقة وخاطئة، فمنذ سقوط صدام حسين ابتعدت الرياض عن العراق وتركته ملعباً للإيرانيين والسوريين وحدهم، وكذلك خياراتها وتحركاتها واتفاقات (س- س) في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أدت إلى الخيبات وتوالي النكبات على سنة لبنان، وكذلك الإخفاقات في ملف الثورة السورية، لذا فإن الرياض بصفة خاصة ودول الخليج والأردن واليمن بصفة عامة مطالَبة بتحرك كبير ومهم مع مصر التي لا يجوز أن تعاني اقتصادياً، ويجب أن تربط مصالحها الحيوية مباشرة مع منطقة الخليج ونفطه وثروته بحصة ثابتة لنواجه التفاهم الأميركي- الإيراني لتطويقنا، والذي استقر في العراق ويجرى استكماله في سورية، وسيُطبق على رقابنا لاحقاً بشروطه ومطالبه التي ستفرض علينا بالقوة.