أشكناني ونعمان يقدمان أعمالهما في معرض ثنائي:

نشر في 08-09-2013 | 00:02
آخر تحديث 08-09-2013 | 00:02
التوافق الفكري يدفعنا إلى تحقيق التجربة

يستعد الفنانان محمود أشكناني وعلي نعمان لتنظيم معرض مشترك تحتضنه إحدى قاعات العرض في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، متضمناً أحدث أعمالهما التشكيلية.
«الجريدة» التقت التشكيليين أشكناني ونعمان للتعرف على جانب من ملامح معرضهما المشترك.
راودت الفنان محمود أشكناني فكرة تنظيم معرض ثنائي مع زميله علي نعمان عقب معرض جماعي شاركا فيه بإشراف المجلس الوطني في مدينة دبي، لمسا فيه التقارب الفني والتوافق الفكري ضمن أعمالهما المعروضة، لذلك قررا تحقيق هذه التجربة.

وضمن هذا الإطار، يؤكد الفنان محمود أشكناني لـ»الجريدة» أن الفكرة انطلقت عقب معرض فني في دبي شارك فيه مع علي نعمان ومجموعة من التشكيليين في شهر مارس الفائت. وقال «حينذاك لمسنا تقارباً فنياً بين المعروضات من ناحية التكنيك المستخدم أو الفكرة التي تتمحور حولها الأعمال لذلك، أردنا إقامة معرض ثنائي وفعلاً طرحنا الفكرة على مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي –آنذاك- فشجعنا على تنفيذ الأعمال خلال الموسم الحالي، وقد تم بالفعل التحضير لهذه الفعالية لضمان ظهورها بالشكل اللائق».

إثراء

وعن توقيت المعرض، يشير اشكناني الى أن المسؤولين في إدارة الفنون التشكيلية، أدرجوا المعرض ضمن أجندة الموسم الثقافي الحالي، لكن لم يتم تحديد الموعد بالشكل النهائي، معتبراً أن ثمة تكنيكا سيستخدمه كل فنان في تنفيذ العمل رغبة في إثراء الفعالية مع المحافظة على وحدة الموضوع.

وأضاف أشكناني: «تتضمن الفعالية رسالة مهمة جداً مضمونها الرد على من يدعي أن الكويت ليس فيها فن تشكيلي لذلك نود أن نبرهن أنا وزميلي علي وزملاؤنا الفنانون على قدرة الفنان الكويتي على تدعيم عطاء متميز يضاهي بعض الأعمال العالمية وأن الكويت تملك أجيالا فنية منوعة والتشكيل ليس مرتبطا بجيل بحد ذاته لاسيما أن جيل الشباب بدأ يخطو خطوات ثابتة في التشكيل». ويتحسر على كل تصريح غير مسؤول يهدف إلى التقليل من أهمية الفن التشكيلي الكويتي ونكران انجازاته عربياً وعالميا، مشدداً على أن الفنان الكويتي يتميز بتنوع مصادر المعرفة والثقافة.

وتابع: «نأمل مضاعفة عدد الدعوات للمعارض التشكيلية التي يحتضنها المجلس الوطني رغبة في انتشار الفن وتوسيع دائرة الجمهور، واقترح أن توجّه الدعوات إلى الجهات الحكومية والمؤسسات الفنية والفنانين وأعضاء السلك الدبلوماسي».

توافق وتكامل

بدوره، يشير الفنان التشكيلي علي نعمان إلى التوافق الفكري والتكامل الثقافي بينه وبين زميله أشكناني، موضحاً أن ثمة تنوعا في الأسلوب الفني الذي يسلكه كل فنان، معتبراً أن أعمالهما تسير ضمن الاتجاه ذاته وكأن الرؤية الفنية واحدة واللافت أن منجزاتنا تتسم بسمات مشتركة.

وعن تنظيم المعرض الثنائي، يقول إن الفكرة جاءت عقب مشاهدات منوعة إذ استحسن مضمون أعمال معرض زميله الأخير حينما شاهد اللغة التجريدية الجميلة فشعر بملامسة المعروضات لمكنوناته الداخلية، فكانت النقطة الأولى لالتقاء وجهات النظر وتوحد الأفكار ثم اتضحت الرغبة المشتركة عقب معرض جماعي احتضنته مدينة دبي.

وأردف: «نستطيع تقديم أعمال تنال إعجاب الجمهور وتجذبه لأننا نملك الخبرة الكافية في إيجاد قواسم مشتركة بين الأعمال، كما أن المعرض الثنائي أو الجماعي يخفف العبء على الفنان تنظيمياً وإنتاجياً، وبذلك يستطيع تكثيف فكرته ضمن عدد أقل من اللوحات».

وبشأن مضمون المعرض ذكر: «سأجسد فكرتي عبر لغة تجريدية لأنها أكثر الاتجاهات الفنية ثباتا، كما يمنح التجريد الفنان قدرة على ترجمة حقيقة أفكاره بطرح بسيط وواضح».

كما امتدح نعمان تجربة محمود اشكناني معتبراً أن معرضه الفردي الأخير تجربة ثرية متضمنة لغة تجريدية صعبة جداً تمزج بين دقة المضمون والرؤية الفلسفية العميقة، وآمل أن نقدم معرضا مشتركا لا يقل أهمية عن هذه التجربة وأدعو الشباب إلى النهل من هذه الأعمال والتدقيق فيها لتطوير أدواتهم وإثراء الذائقة البصرية.

وفي ما يتعلق بالفرق بين العرض الثنائي والجماعي يشدد على أن الفعاليات الجماعية لا تعطي انطباعا حقيقيا عن الفنان لأن المشاركة لا تتجاوز لوحتين لذلك فإن العرض الثنائي يمنح الفنان مساحة للتعبير عن أفكاره كما أن عدد زوار المعرض سيفوق المعرض الشخصي، «وأتمنى تكرار التجربة وتطورها سواء من حيث المضمون أو التكنيك أو المواد المستخدمة».

واستطرد نعمان في الحديث عن السلبيات التي يعانيها المشهد التشكيلي، مبدياً تذمره من المزاجية والمحسوبية اللتين يهدران طاقات كبيرة وبسبب المجاملات تهمل إمكانات فنية فذة لأن البعض لا يبحث عن القيمة الفنية بل ينفذ مقولة «هذا أحبه وهذا أريده».

منارة مضيئة

بحسب رأي الفنان علي نعمان، أن ما يقدمه الفن الكويتي مثار إعجاب محلياً وعربياً، لاسيما أن ثمة تجارب تشكيلية حصدت النجاح في مناسبات متفرقة، والتشكيل المحلي كالشعلة المتقدة والمنارة المضيئة لا يمكن إنكار دورها بمجرد كلمة أو جملة لا تستند على حقائق أو معلومات دقيقة لذلك عملية رصد الحراك التشكيلي المحلي يتطلب أدوات معينة وأفرادا لديهم معرفة واطلاع ومتابعة متأنية على كل التجارب التشكيلية.

كما أعرب الفنانان نعمان وأشكناني عن شكرهما للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع المسارح والفنون محمد العسعوسي لما يبذلانه من جهد كبير في خدمة الفن المحلي وتطويره وتذليل الصعوبات التي تقوض نتاج الفنانين، مثمنين دورهما في تقديم الدعم والرعاية وإعادة افتتاح المرسم الحر واحتضان كبار الفنانين الذين كانوا يعانون من غياب المكان الذي يجمعهم.

معرض كويتي في النمسا

أعلن الفنان التشكيلي محمود أشكناني أنه بصدد تنظيم معرض ثنائي أيضاً مع زميله الفنان علي نعمان في النمسا على إثر اتفاق جرى حديثاً مع إحدى المنسقات للمعارض التشكيلية في أوروبا، مبيناً أن المنسقة لديها علاقات كبيرة في أوروبا وأميركا.

ويأمل أشكناني التركيز على التعريف بالتشكيل الكويتي عالميا خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن هذا التبادل الثقافي والفني يصب في مصلحة الفنان الكويتي لذلك يدعو المهتمين بالتشكيل إلى تسهيل مشاركة الفن الكويتي في البيناليات العالمية، كما يمتدح جهد المجلس الوطني في تنظيم فعاليات خارج الكويت من خلال إقامة أسابيع ثقافية، متمنياً مضاعفة الأنشطة لنشر التشكيل المحلي الذي يحقق نقلة نوعية راهناً في مشواره.

back to top