باسمة العنزي: الأدب الرديء أزمتنا الحالية

نشر في 11-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 11-07-2013 | 00:02
انتقدت ظهور دور نشر لا علاقة لها بالثقافة

نالت الكاتبة باسمة العنزي جوائز محلية وعربية، تقديراً لكتاباتها المنحازة إلى الهمّ الإنساني. لهذه الجوائز أهميتها، برأيها، لأنها تشجيع إيجابي للكتاب ودعم للإبداع، معتبرة أن تزايد الملتقيات الأدبية ظاهرة صحية، تساهم في ارتقاء المشهد الثقافي، مع أن هذه المجموعات الأدبية تعاني شح المتلقي.
وفي حديث عن الكتابة باللهجة المحلية، ترفض هذا النوع من الكتابة مبينة أنها تصلح للدراما التلفزيونية ولا مكان لها في الأدب، لافتة إلى أن ثمة أزمة يعانيها واقع النشر حالياً تتمثل في الأدب الرديء، بسبب كثرة الإصدارات المشوهة وانتشار دور نشر لا علاقة لها بالثقافة.
«الجريدة» التقت الكاتبة باسمة العنزي وحاورتها حول أهمية الجوائز في مشوار المبدعين، عقب فوزها بـ «جائزة الشارقة للإبداع العربي».
بدأت قبل أعوام بكتابة القصة ثم كتبتِ رواية قصيرة على طريقة «النوفيلا»، هل كان هذا الاتجاه مبرمجاً أم جاء استجابة للفكرة؟

 

في البداية كتبت نصوصاً مسرحية قصيرة، وهو أسلوب تجريبي بين القصة والنص المفتوح، بعدها قدمت مجموعتين قصصيتين، وعقبهما كتبت رواية خارجة من رحم أحد قصص مجموعتي «يغلق الباب على ضجر»، في «النوفيلا» تجري الأحداث خلال يوم واحد وفي مكان واحد، لذا فضلت شكل الرواية القصيرة.

 في الأحوال كافة، لا توجد خطة محددة لدي، الفكرة تأتي أولا وبعدها القالب الذي تصبّ فيه، لا نية لدي للتوقف عن كتابة القصة فقط لأنني جربت الرواية، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة!

نقاط إيجابية

ماذا أضاف إليك حصولك على جوائز محلية وخارجية؟

 

الجوائز لها أهميتها لأنها، بشكل أو بآخر، تشجيع إيجابي من جهات دورها دعم الإبداع والإحاطة به. لا شك في أن حصولي على جائزة القصة القصيرة والمقال، منذ أيام الدراسة الجامعية، أعطاني دفعاً جميلا. بعد فترة نلت جائزة الدولة التشجيعية التي عززت إنتاجي ودعمت خطواتي، كما أن ورود كتابي الثالث في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد سلط الضوء على أعمالي، أخيراً أضاءت «جائزة الشارقة للإبداع العربي» على زاوية من أدبي وساهمت في انتشار عملي الروائي الأول.

حصلت الأعمال الأدبية الكويتية على التكريم من مؤسسات ثقافية خارجية خلال هذا الموسم، هل يعد ذلك اعترافاً بأهمية الأدب الكويتي في الوقت الراهن؟ وهل تعتقدين أن هذا الاستحقاق جاء متأخراً؟

 

لكل تكريم ظروفه، وفي الماضي تم تكريم أدباء كويتيين، لا أظن أنها مسألة اعتراف، لأن لكل عمل أدبي خصوصيته ولا يمكننا تعميم حالة الانتشار أو النجاح على الإصدارات المحلية كافة.

ما تقييمك للفن القصصي الكويتي في الآونة الأخيرة؟

متطور قليلا ومتراجع كثيراً في ظل تفاقم أزمة الأدب الرديء، ثمة إصدارات مشوهة كثيرة ودور نشر لا علاقة لها بالثقافة، إضافة إلى حالة الركود النقدي لدينا وظاهرة المجاملات... كل ذلك أدى إلى جحافل من الكتب ذات مستوى ضعيف، وطبعاً فن القصة ناله من الرداءة نصيب الأسد.

رفض العامية

هل تعتقدين أن انتشار الكتابة بالعامية تصبّ في صالح المشهد الثقافي المحلي، وما أسباب ظهور هذا الاتجاه؟

الكتابة باللهجة العامية مرفوضة، تصلح للدراما التلفزيونية ولا مكان لها في الأدب، ولست مع الاستسهال في الكتابة.

هل يساهم ظهور منتديات وملتقيات ثقافية في المشهد المحلي في ابتكار حالة إبداعية أم سيكون على حساب الأدب والفكر؟

كثرة الملتقيات ظاهرة صحية، مشكلتنا شح المتلقي، تكاد الوجوه تكون نفسها في أكثر من ملتقى، مع أن الهدف الرئيس يفترض أن يطاول رجل الشارع.

بالنسبة إلى الفرقة والشللية، لا أظنها موجودة، فنحن في مجتمع صغير والكتّاب والمهتمون عددهم قليل.

كيف تقيمين العلاقة بين المبدع ودار النشر من خلال تجربتك الشخصية؟

دور النشر المحلية تنقصها خبرة في توزيع الكتب وانتشارها حتى محلياً، وهي غير موجودة في معارض الكتب العربية، يلزمها اجتهاد وبناء شبكة من العلاقات الجيدة مع نقاط بيع الكتب، فدورها يتجاوز طباعة الكتاب.

 دور النشر في القاهرة وبيروت هي الأنجح والأقدر على إيصال الكتاب إلى القارئ البعيد، على رغم تحفظي على طريقة تعاملها مع الكاتب الخليجي. بالنسبة إلي التعامل مع دور النشر المحلية سهل ولا عوائق فيه، لكن لم يتح لكتبي الانتشار المطلوب.

ما المشروع المقبل؟

لدي الكثير من الأفكار، لكن الفكرة الأشد إلحاحاً رواية جديدة.

كتابة إنسانية

تنحاز باسمة العنزي إلى الكتابة الإنسانية وتركز على المهمشين والمعوزين، حصلت على جوائز أدبية محلية وعربية، من بينها: «جائزة الدولة التشجيعية» التي يمنحها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت (2007)، المركز الثالث في «مسابقة الشارقة للإبداع العربي»- فرع الرواية - في دورتها السادسة عشرة، عن رواية «حذاء أسود على الرصيف».

يتنوع نتاجها الأدبي بين القصة والرواية والمقال الصحافي، ولها مساهمات في إثراء الساحة الأدبية من خلال مشاركاتها في فعاليات ثقافية.

back to top