سورية: المعارضة «تحرر» شريطاً حدودياً من درعا إلى الجولان

نشر في 10-10-2013 | 00:03
آخر تحديث 10-10-2013 | 00:03
No Image Caption
النظام يسيطر على 11 قرية في حلب... و«الجيش الحر» يعزو تراجعه هناك إلى «داعش»
تمكن مقاتلو المعارضة السورية من تحرير نقطة حدودية مع الأردن أمس، ليصبح الشريط الحدودي الممتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل خارجاً عن أي سيطرة للقوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
سيطر مقاتلون معارضون للنظام السوري أمس على مركز لحرس الحدود مع الاردن في جنوب سورية بعد اشتباكات عنيفة استمرت شهرا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وبات الشريط الحدودي الممتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل خارجا عن اي سيطرة للقوات النظامية السورية.

وقال المرصد في بريد إلكتروني: «سيطرت الكتائب المقاتلة على كتيبة الهجانة قرب مدينة درعا بعد حصار دام شهرين من قبل الكتائب المقاتلة واشتباكات عنيفة منذ شهر في محيطها». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» ان بعض عناصر الهجانة انسحبوا من المركز، بينما سجلت خسائر بشرية لم تحدد بعد في صفوف الطرفين المتقاتلين. ويقع مركز الهجانة على الحدود الاردنية، بمحاذاة مركز الجمرك القديم الذي استولت عليه مجموعات من المعارضة المسلحة بينها «جبهة النصرة» قبل أيام.

وكان العميد السوري المنشق إبراهيم الجباوي كشف لـ»الجريدة» قبل أيام أن مقاتلي المعارضة في محافظة درعا بكل اطيافهم يسعون الى فرض منطقة عازلة في محافظتي درعا والقنيطرة يمكن للاجئين السوريين الذي فروا الى الاردن ولبنان العودة إليها.

وأوضح الجباوي أن «ثوار درعا تمكنوا من تحرير شرق وغرب درعا البلد، وأصبحت المنطقة الممتدة من قرية الطيبة شرق درعا مروراً بدرعا البلد وبلدات جيدور حوران (تسيل وسحم الجولان والشجرة وعابدين ونافعة وجملة والبكار) وصولاً إلى مثلث وادي اليرموك غرباً كلها محررة». من جهة ثانية، أصيب جنديان إسرائيليان أمس بجروح طفيفة من جراء اطلاق نيران مصدره الأراضي السورية على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة وقعت بين «القوات النظامية مدعمة بعناصر من جيش الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب من جهة اخرى في محيط بلدات الذيابية والحسينية والبويضة والشيخ عمرو» الواقعة الى جنوب العاصمة. وهذه المناطق قريبة من بلدة السيدة زينب التي تشهد منذ اشهر معارك تعنف حينا وتتراجع احيانا، وأقر حزب الله بمشاركته فيها بذريعة حماية مقام السيدة زينب الديني. وذكر المرصد ان قوات النظام تمكنت أمس من «السيطرة على قرية الشيخ عمرو والبساتين الفاصلة بين بلدتي الذيابية والبويضة». وسقطت قذيفتا هاون صباح أمس على المصرف المركزي السوري وسط العاصمة السورية.

إدلب وحلب

وواصلت قوات من المعارضة المسلحة أمس لليوم الثالث على التوالي، الهجوم على أكبر معسكرين للنظام السوري في ريف إدلب، وهما معسكرا الحامدية ووادي الضيف، في حين تستميت قوات النظام في الدفاع عن مواقعه في المنطقة. في المقابل، أعلن النظام السوري أمس أن قواته استعادت السيطرة على 11 قرية جديدة بريف حلب، شمالي سورية، وذلك بعد سيطرته على طريق استراتيجي يصل بين حلب وحماة (وسط).

وبحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، قال مصدر مسؤول في النظام السوري إن وحدات من الجيش النظامي سيطرت على 11 قرية جديدة في ريف حلب، بعد أن أعادت فتح طريق حماة- حلب عبر محور السلمية ــ خناصر ــ السفيرة.

من جهة أخرى، لم ينكر أمين سر «الجيش السوري الحر» النقيب عمار الواوي أمس تراجع «الجيش الحر» على جبهة حلب خلال الأيام الماضية، مرجعاً الأمر لعدد من العوامل، أهمها سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على عدد من المناطق في حلب، وقيامه بـ «حماية قوات النظام فيها» على حد قوله. وأوضح الواوي أن «داعش سيطر على مساحات كبيرة من حلب مثل مطار منغ العسكري ومدن وبلدات الباب ومنبج والدانة واعزاز وغيرها».

«الكيماوي»

وبينما وصل وفد من خبراء الأسلحة الكيماوية أمس الى بيروت للانضمام في وقت لاحق الى فريق العمل الموجود في سورية لتفكيك ترسانة دمشق الكيماوية، دعا رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيماوية أحمد أزومغو أمس الى وقف مؤقت لاطلاق النار في سورية حتى يمكن التخلص من الاسلحة الكيماوية طبقا للجدول الزمني المحدد والضيق. وقال أزومغو في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في لاهاي: «أعتقد انه اذا تم التوصل الى وقف مؤقت لاطلاق النار، فإنه يمكن تحقيق هذه الاهداف».

وأكد أزومغو أن «التعاون مع سورية كان بناء جدا. والسلطات السورية متعاونة»، موضحا ان المفتشين سيزورون عشرين موقعا كيماويا في الاسابيع المقبلة.

«جنيف 2»

في غضون ذلك، قال ممثل للائتلاف الوطني المعارض في تركيا خالد خوجة إن الائتلاف سيعقد اجتماعا في 25 أكتوبر الجاري لتحديد موقفه بشأن مؤتمر «جنيف 2»، على ضوء ما سماه «تحول الموقف الأميركي بشأن الوضع في سورية».

وكانت وسائل اعلام إيرانية قالت أمس الأول إن طهران رفضت وضع أي شروط لمشاركتها في «جنيف 2»، وكانت واشنطن قالت انها توافق على مشاركة إيران في المؤتمر اذا اعلنت السلطات الإيرانية موافقتها على بيان «جنيف 1» الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية سورية بصلاحيات كاملة مشكلة من النظام والمعارضة.

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز، الأناضول، كونا، د ب أ)

back to top